يقدم القطاع السياحي أفقاً واسعاً من الفرص أمام رواد الأعمال والطامحين لتأسيس مشاريع وشركات خاصة ذات أفكار مبتكرة وخدمات ومنتجات سياحية متميزة، بالأخص في المملكة العربية السعودية، كونه من القطاعات التي سلطت رؤية 2030 الضوء عليها ضمن محاور التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فبُذلت جهود ضخمة لتطوير هذا القطاع من خلال برامج نوعية ومبادرات مبتكرة، بهدف تعزيز صورة المملكة كوجهة سياحية رائدة على مستوى العالم.
وبالتزامن مع إطلاق ملتقى إستراتيجيات النجاح في ريادة الأعمال السياحية 2024 في المملكة، كان لا بد لنا من أن نُلقي الضوء على مفهوم ريادة الأعمال السياحية وأهم التحديات التي تواجه المشروعات السياحية في ظل التطور التقني والرقمي الذي يعد سلاحاً ذا حدين، لذا كان لنا حديث مع أفنان الحارثي، المدير العام لمؤسسة أفانين لتنظيم الرحلات السياحية، تناولنا فيه معها العناصر التي تجذب رواد الأعمال نحو القطاع السياحي وأسباب نجاح وفشل المشاريع الريادية السياحية.
خطى ثابتة
بداية، تحدثت أفنان الحارثي عن تطور الواقع السياحي بالمملكة، قائلة: "نلمس تطوراً كبيراً في السياحة الداخلية للمملكة العربية السعودية، وذلك يعود إلى اهتمام الدولة بإنشاء الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ثم تلتها وزارة السياحة التي قامت بمجهودات كبيرة ملموسة من خلال برامج تدريبية تؤهل الشباب لدخول مجال السياحة والعمل فيه بخطى ثابتة وخبرات جيدة".
كل هذه الجهود وضعت المملكة العربية السعودية على الخارطة السياحية العالمية.
ما هي ريادة الأعمال السياحية؟
أوضحت المتحدثة أن "ريادة الأعمال السياحية تتمثل في شخصيات محبة وشغوفة بإلقاء الضوء على المخزون السياحي والتراثي والبيئي الكبير جداً ضمن جماليات المملكة العربية السعودية"، أما نطاق الأعمال المرتبطة بهذا النوع من ريادة الأعمال فهي: "تكون بمسميات متنوعة منها مرشد سياحي ومنظم للرحلات وطاه مضيف والاستقبال، بالإضافة لسائقي المواصلات والعديد من الأعمال والخدمات المتصلة".
عناصر تجذب رواد الأعمال نحو القطاع السياحي
أشارت الحارثة إلى أن هناك العديد من العناصر التي تجذب رواد الأعمال نحو القطاع السياحي، ومنها:
- أولاً ما تزخر به المملكة العربية السعودية من مناطق سياحية متنوعة في تضاريسها وعاداتها وثقافتها.
- ثانياً توجهات وزارة السياحة نحو إبراز وإنشاء كل ما يخدم السياح والزوار وتوفير سبل الراحة.
- ثالثاً السماح بإصدار تأشيرة زيارة بغرض السياحة والتي تم الإعلان عنها في الربع الأخير من عام 2019 مما أدى الى ارتفاع أعداد السياح ومعدل الإنفاق السياحي
تأسيس مشروع سياحي
تحدثت المديرة العامة لمؤسسة أفانين السياحية عن كيفية تأسيس مشاريع ضمن القطاع السياحي، قائلة: "يتم تأسيس المشاريع السياحية حسب تحديد القطاع السياحي والمنطقة الجغرافية وحاجة السياح، ومن ثم إصدار التراخيص اللازمة من وزارة السياحة والتسويق الجيد للمشروع".
أسباب النجاح:
أما أسباب نجاح أي مشروع ضمن هذا المجال فهي كما تقول الحارثي:
- معرفة حاجة السوق للمشاريع السياحية.
- التنوع والتطوير في تقديم الخدمات السياحية.
- كسب ثقة السائح من خلال تقديم أفضل الخدمات.
- التسويق الجيد للوجهات والتجارب السياحية.
أسباب الفشل:
أما أسباب احتمال فشل هذا النوع من المشاريع فهي وفق قولها:
- عدم الجدية وإهمال التطوير بالمشروع.
- المنافسة الشديدة في القطاع السياحي.
- غياب الدعاية والإعلان (غياب التسويق الجديد).
تحديات بارزة
ووفق حديث أفنان الحارثي، فإن أبرز التحديات التي يمكن أن يصطدم بها المشروع الريادي السياحي هي:
- كثرة الأنشطة المتشابهة في القطاع السياحي.
- قلة توفر بعض الخدمات في بعض المناطق.
- غياب الوعي لثقافه السياحة الداخلية من قبل شريحة من المواطنين.
وأشارت إلى الدور الذي لعبه التطور الرقمي في تعزيز هذا القطاع قائلة: "التطور الرقمي له دور كبير في نمو القطاع السياحي، حيث سهّل على السياح وأصحاب المشاريع التواصل وتسويق الوجهات السياحية وتسهيل عمليات الحجز وإدارته".
قد يهمكم أن تتعرفوا على 7 مواقع سعودية مسجلة ضمن قائمة اليونسكو
نصائح لرواد الأعمال
وفي نهاية حديثها أكدت الحارثي أن "العمل في القطاع السياحي رغم متعته إلا أنه ينطوي على مسؤولية كبيرة تحتاج إلى صبر ومجهود ومثابرة، ووجهت نصائح لرواد الأعمال في المجال هي:
- اختيار المشروع حسب حاجة السوق السياحي.
- التحلي بالمرونة والمصداقية لكسب ثقة السائح.
- أن يشعر رائد الأعمال السعودي بأنه واجهة لثقافة وكرم المملكة العربية السعودية.
في الختام، تعرفوا إلى ماهية المشروع الريادي وكيف يُمكن إنجاحه
