لرواد الأعمال.. كيف تضاعفون الإنتاج بنفس عدد الموظفين؟

إن إحدى الدلالات على نجاح أي مشروع هي تحقيق المستهدف من الإنتاج، وفي هذا السياق فإن جزءاً من مهمة المدير أو صاحب الشركة تتمثل في تذليل العوائق أمام الموظفين لخلق بيئة عمل منتجة.
بحسب الخبراء، فإن الإنتاج لا يتحدد بعدد الموظفين، إنما بقدراتهم الإنتاجية، وفقاً لتقرير نشرته "فوربس" الأمريكية، وبناء على ذلك يمكن رفع القدرة الانتاجية للموظفين من خلال توفير بيئة عمل سليمة وصحية.

لماذا يجب توفير بيئة عمل صحية؟

قائد العمل الناجح هو من يساعد في تطوير بيئة عمل صحية؛ لأنها ترتبط بشكل مباشر بزيادة رضا الموظفين وإنتاجيتهم ومعدلات الولاء. أظهر تقرير معهد Achievers Workforce Institute (AWI) لعام 2024 حول المشاركة والاحتفاظ بالموظفين أن 72% من الموظفين سيبقون لفترة أطول في وظيفة يشعرون فيها بالاهتمام والتقدير مقابل وظيفة لا يشعرون فيها بذلك، ولكنهم يحصلون على زيادة بنسبة 30%. وهذا يوضح القيمة الحقيقية لبيئة العمل الصحية.
كما أشار التقرير إلى أن تحقيق الرضا والرفاهية للموظفين قد ينعكس على حالتهم الصحية أيضاً، البدنية والعقلية، مما يؤدي إلى تقليل حالات الغياب ويحد من تكاليف الرعاية الصحية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل بيئة العمل الصحية على تعزيز الإبداع والابتكار والعمل الجماعي الفعال، مما يؤدي إلى نتائج أفضل ونجاح طويل الأمد.

تحسين أداء الموظفين

وفقاً لبحث أجرته جامعة كاليفورنيا، فإن البيئة الصحية في العمل تشمل عدة شروط يجب أن يعمل على توفيرها كل من قائد العمل والمدراء، وتشمل هذه الشروط التالي:

تعزيز قنوات التواصل

استمعوا إلى موظفيكم، إنها نصيحة يؤكد أهميتها الخبراء، لأن التواصل المباشر والدائم مع الموظفين وتوفير قنوات التعبير، يساعد في تقديم رؤى متنوعة يمكن أن تدفع المؤسسة إلى النجاح. لذلك ساعدوا الموظفين على التعبير عن مخاوفهم وأفكارهم، مما يسهل فرص النمو والتحسين.
يمكن تحقيق أشكال التواصل من خلال برامج الدردشة الآلية للموارد البشرية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي واستطلاعات الرأي، مما يتيح الحوار وفرص الحديث عن أفكار مبتكرة للشركة.

التقدير

التقدير يعني تعزيز الثقة بالنفس والولاء للشركة، وفقاً لـ The Belonging Blueprint من AWI، فإن الموظفين الذين يتم تقديرهم هم أكثر ولاءً وشعوراً بالانتماء بنسبة 55% مقارنة بمن لا يحصل على التقدير، كما يجب أن يكون التقدير علنياً؛ حتى يتمكن الموظفون من تكرار نجاحات الآخرين والتعلم منها، ويجب أن يكون محدداً لتعزيز السلوكيات التي تريد من الموظفين الاستمرار فيها.

مكان صالح للعمل

إذا أحب الموظف مكان عمله، فهذا يعزز لديه دوافع الإنتاج ويشعره بالراحة، ما يؤثر على النتائج بالإيجاب، لذا عليكم الاستثمار في مكان صالح للعمل ومجهز واللوجيستيات ملائمة لطبيعة العمل. حتى في حالة العمل عن بُعد؛ يجب توفير مكان مريح ومحفز للعمل خارج المكتب ويتحقق ذلك بتعويض العاملين براتب جيد.

معايير واضحة لإدارة الأعمال

واحدة من معضلات العمل هو إطلاق الوعود دون وضع جدول زمني لتنفيذها، لذلك قد تختفي مع الضغوط، بينما تشهد الشركات التوافقية التي تضع نظام للوفاء بالالتزامات نمواً أعلى في قيمة المؤسسة بنسبة 30% ونمواً أعلى في الأرباح بنسبة 17%. ليس هذا فحسب، بل إن القيم المقنعة تلقى قبولاً لدى الموظفين، على سبيل المثال، سيقبل 54% من الموظفين خفضاً في الأجور للعمل في شركة ذات قيم أفضل، ولن يفكر 56% حتى في الوظيفة إذا كانوا لا يتفقون مع قيم الشركة. يجب أن تعكس قيم الشركة فلسفتها على أن تكون سهلة الفهم والتذكر لجميع الموظفين.

تحقيق الأمان والثقة

الأمان النفسي في بيئة العمل يحقق الشعور بالثقة والراحة، يجب أن يشعر الموظف أن يحق له التعبير عن آرائه دون قلق من المحاسبة أو التعقب. وعندما يشعر الموظفون بالثقة في أفكارهم، فهذا يعزز بيئة العمل بالأفكار الإيجابية ويساعد في تدارك الأخطاء سريعاً.
أشار البحث إلى أن الموظفين في الشركات التي توفر الشعور بالثقة والأمان يقل معدل غيابهم عن العمل بنسبة 41%، كما تقل احتمالية بحثهم عن وظيفة أخرى بنسبة 50%.

التمكين

يجب أن يشعر الموظف بأن لديه الأدوات لتنفيذ العمل، يتخذ تمكين الموظفين أشكالاً عديدة، مثل التعلم والتطوير ، والمرونة في ساعات العمل، وأيضًا الاستقلالية. ويلعب المديرون دوراً مهماً في تمكين الموظفين، مثل العمل على تشجيع الموظف وتوفير الفرص لتطوير المهارات. وينبغي لفرق الموارد البشرية أن تضمن أن السياسات والممارسات تدعم هدف التمكين وتوفر الموارد وآليات الدعم اللازمة.
وعلى المستوى التنفيذي، يتطلب خلق ثقافة التمكين الالتزام بإعطاء الأولوية لرفاهية الموظفين وإنشاء هيكل تنظيمي يقدر ويكافئ المبادرة والتوجيه الذاتي.

إدارة التوتر