يظن كثيرون أن الإدارة الحازمة دون أي اعتبارات إنسانية تمثل النجاح، لكن يبدو أن الإنسانية جزء أصيل من شخصية المدير الناجح. ويعتبر التوازن بين القيادة الفعالة والاعتبارات الإنسانية من أهم التحديات التي يواجهها المديرون.
بحسب أبرز مستشاري الأعمال، فإن المديرين الذين يستطيعون تحقيق التوازن بين القيادة الفعالة والاعتبارات الإنسانية يسهمون في تحسين الإنتاجية وتحقيق الأهداف، وفي نفس الوقت يحافظون على بيئة عمل صحية ومحفزة.
كيفية تحقيق هذا التوازن
صحيح أن الموازنة بين القيادة الناجحة والإنسانية أمر ربما يكون صعباً، لكن يمكن تحقيقه من خلال النصائح التالية:
القيادة الإنسانية
وفقاً لدراسة نشرتها Harvard Business Review، فإن القادة الذين يتمتعون ببعد إنساني ومتفهمين احتياجات موظفيهم يحققون معدلات أعلى من النجاح، كما أنهم أكثر ولاءً ورضاً وظيفياً، ويشير التقرير إلى أن القادة الذين يهتمون بالجانب الإنساني للعلاقات المهنية يخلقون بيئة عمل تشجع على التواصل المفتوح، مما يؤدي إلى تحسين أداء الموظفين وزيادة الإنتاجية.
تحقيق هذا التوازن يتطلب أن يكون المدير أكثر متفهماً لاحتياجات موظفينه، سواء احتياجات مهنية أو شخصية. كما ينبغي على المديرين التفاعل والتواصل بانتظام مع فريق العمل، وسماع مشكلاتهم ومخاوفهم، ومساعدتهم في تحقيق توازن بين حياتهم المهنية والشخصية. هذه الصفات الإنسانية تجعل المدير قائداً لفريقه مما يعزز التعاون والالتزام.
اقرأوا أيضاً طرق مهمة للتغلب على روتين العمل ومنطقة الراحة الخاصة بكِ
التحفيز والمساءلة
البعد الإنساني لا يعني التراخي، يشدد العديد من الخبراء على ضرورة أن يكون القائد حازماً عند الحاجة، ولكن مع الحفاظ على الاحترام والعدالة. يشير تقرير Center for Creative Leadership إلى أن المديرين الذين ينجحون في الجمع بين التحفيز والحزم يحققون أفضل النتائج. من هنا يمكن القول إن المدير الناجح هو من ينجح في وضع معايير حازمة لتقييم الأداء مع احترام الظروف الفردية التي قد تؤثر على العمل.
يمكن تحقيق هذا التوازن بين الحزم والتحفيز، من خلال عدة معايير مثل التواصل الفعّال، لأن المدير الناجح يقدم الدعم المستمر لضمان أن كل فرد في الفريق لديه الأدوات والموارد المطلوبة للنجاح. كما يجب أن يضع قاعدة للمساءلة العادلة، عندما يحدث تقصير، يجب أن يتم التعامل معه بشكل عادل ومنصف.
التفويض والثقة
الإدارة الناجحة هي تلك القادرة على التفويض للشخص المستحق، يُظهر تقرير نشر على Forbes أن المديرين الذين يمنحون موظفيهم الثقة والقدرة على اتخاذ القرارات يعززون الابتكار والإبداع. التفويض يعني أن تضع الشخص المناسب في المكان الذي يفجر قدراته ومهاراته، و العكس إن لم يتم توظيف فريق العمل بشكل يحقق أعلى فائدة للعمل فإننا أمام مدير غير ناجح.
يعتمد التفويض الناجح على فهم مهارات وقدرات كل عضو في الفريق. القائد الفعّال يختار المهام بناءً على مواهب الأفراد. بعد التفويض تأتي مرحلة التقييم، على المديرين أن يراقبوا سير العمل، ولكن من دون التدخل المستمر، لإعطاء الموظفين الفرصة لحل المشكلات بأنفسهم.
التعاطف وتعزيز العلاقات الشخصية
المدير الذي يشعر الموظف بأنه يتعاطف مع ظروفه الشخصية، يساعد على خلق بيئة عمل منتجة وإيجابية وداعمة. هذا التعاطف لا يعني التساهل في المعايير، بل على العكس، يساعد في فهم تحديات الموظفين والعمل معهم للتغلب عليها. المدير الناجح يعتني بصحة وراحة موظفيه، سواء كانت الجسدية أو النفسية.
المدير قدوة
أحد أهم الأساليب التي تجمع بين الفعالية والإنسانية هي القيادة بالقدوة. المدير يجب أن يلتزم هو أولاً بقواعد العمل، يجب أن يكون المدير قدوة يحتذى بها في كل من الأداء والاعتبارات الإنسانية، ومن هنا يمكن تحقيق أفضل النتائج. يجب أن يتحلى المدير بالاحترام والشفافية والإنسانية.
يشير خبراء ريادة الأعمال إلى أن سلوك المدير يؤثر في الطريق الذي يسلكه الموظف، لذلك يجب على المدير أن يكون نموذجاً يحتذى به في كل من العمل الجاد والالتزام بالقيم الإنسانية. الاتساق في السلوك يعزز الثقة بين المدير وفريقه.
كما يجب أن يتحلى المدير بالتواضع والشفافية، لذلك على المدير أن يعترف بخطئه ويتعامل بصدق مع فريقه ما يعزز الثقة ويشجع ثقافة التعلم المستمر.
في النهاية لا مانع من أن يتحلى المدير بقيادة فعالة وناجحة وفي نفس الوقت لديه اعتبارات إنسانية تجعله قدوة للموظفين، بل إن مستشاري الأعمال يرون أن تحقيق التوازن بين الأمر يعد ركيزة للنجاح وتحسين الإنتاجية وبناء فريق عمل مستدام.
قد يعجبكم أيضاً مفهوم مجالس الإدارة مقابل المجالس الاستشارية للشركات