مع استمرار سعي المملكة العربية السعودية لتنويع اقتصادها وتحقيق أهداف "رؤية السعودية 2030"، أظهر تقرير وطني جديد تحولاً ملحوظاً في مجال ريادة الأعمال؛ فقد كشفت النسخة الثامنة من "التقرير الوطني للمرصد العالمي لريادة الأعمال في المملكة 2023-2024" عن تسجيل أعلى مستويات الإقبال على ريادة الأعمال بين السعوديين منذ ثماني سنوات.
التقرير، الصادر عن كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال بالشراكة مع مركز بابسون العالمي لريادة الأعمال، يسلط الضوء على التقدم المتواصل في تنمية البيئة الريادية داخل المملكة.
أعدته للنشر: إيمان محمد
زيادة لافتة في أعداد الشركات الناشئة
أظهرت البيانات الواردة في التقرير السابق ذكره، الذي أُطلق خلال فعاليات "ملتقى بيبان 24"؛ ارتفاعاً كبيراً في أعداد الشركات الناشئة في المملكة، حيث سجلت زيادة بنحو 75% في الشركات التي بدأت العمل منذ أقل من 42 شهراً مقارنةً بالعام 2022؛ ما يجعلها تمثل الآن حوالي 25% من العدد الإجمالي للشركات.
توسع في ملكية الشركات القائمة
لم يتوقف النمو عند الشركات الناشئة فحسب؛ بل شهدت الشركات القائمة ازدهاراً كبيراً أيضاً، حيث قفزت ملكية الأعمال القائمة بنسبة 40%، لتصل إلى مستوى قياسي يبلغ 13%. هذه الزيادة تؤكد مدى تقدم المنظومة الريادية في المملكة؛ ما يعزز دورها بوصفها بيئة داعمة للأعمال الصغيرة والمتوسطة.
التأثير الاجتماعي يتصدر اهتمامات رواد الأعمال
كشف التقرير عن تركيز متزايد على التأثير الاجتماعي والبيئي من قبل رواد الأعمال السعوديين. وبحسب بيانات التقرير، فإن 80% من رواد الأعمال و84% من أصحاب الشركات القائمة يضعون الأولوية لتحقيق أثر اجتماعي وبيئي إيجابي، إلى جانب تحقيق الأرباح والنمو.
التوافق مع رؤية السعودية 2030
يتماشى هذا التركيز على الأثر الاجتماعي والبيئي مع أهداف "رؤية السعودية 2030"، التي تدعم الابتكار وتولي اهتماماً كبيراً لتحقيق التنمية المستدامة. هذه الجهود توضح التزام المملكة بتعزيز المسؤولية الاجتماعية وتحقيق تطور اقتصادي يدعم المجتمع والبيئة على حدٍّ سواء.
تحديات تواجه رواد الأعمال
على الرغم من النظرة المتفائلة لرواد الأعمال السعوديين؛ فإن هناك بعض المعوقات التي يواجهها رواد الأعمال، مثل:
عقبة الخوف من الفشل
على الرغم من التحولات الإيجابية في مشهد ريادة الأعمال، يعترف التقرير بوجود تحديات تستمر في عرقلة بعض رواد الأعمال المحتملين، وأبرزها الخوف من الفشل. حيث أظهر التقرير أن 93% من السعوديين يرون في المملكة فرصاً واعدة لإطلاق أعمالهم الخاصة، إلا أن أكثر من 57% منهم يعبرون عن قلقهم من احتمالية الفشل؛ ما يثنيهم عن بدء مشاريعهم.
تطوير قادة المستقبل
في تعليق له على التقرير، قال الدكتور زيغر ديجريف، عميد كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال: "تؤكد النسخة الأخيرة من تقرير ريادة الأعمال الوطني التقدم المستمر في المنظومة الديناميكية لريادة الأعمال في المملكة. تسهم البيئة الداعمة التي أنشأتها المملكة في تحفيز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، وعلى الرغم من التفاؤل بالنتائج؛ علينا أن نستمر في دعم هذا التوجه". كما أضاف أن الكلية ستواصل دورها في إعداد قادة المستقبل، عبر تزويدهم بالمهارات الريادية التي تمكنهم من تحقيق النجاح.
دعم الاقتصاد عبر رواد الأعمال الشباب
من جهته قال البروفيسور محمد عزام رومي، رئيس فريق المرصد العالمي لريادة الأعمال في المملكة، أن "هذا التقدم يعكس تنوع الاقتصاد السعودي ودعمه المتواصل للشركات الصغيرة والمتوسطة"، مشيراً إلى أن "هذا الدعم يمثل محركاً أساسياً لتحقيق التقدم في مجال ريادة الأعمال".
تعاون مشترك لتعزيز ريادة الأعمال
يأتي التقرير ضمن التعاون المستمر بين كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال وكلية بابسون والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت"، بهدف بناء منظومة ريادية شاملة تواكب المعايير العالمية، ومن المتوقع أن يوفر هذا التقرير رؤى معمقة للمستثمرين وصناع القرار؛ ما يسهم في تسريع نمو المشاريع الناشئة وتعزيز البيئة الاستثمارية في المملكة.
اقرأوا أيضاً: تعرضتم لحملة مضادة: طرق لاستعادة سمعة الشركة