العالم أجمع بات مدركاً لخطر تغيرات المناخ وتأثير الأعمال على البيئة، من ثم أصبحت المشروعات الخضراء هي المستقبل، فإذا كنتم بصدد التخطيط لخوض تجربة ريادة الأعمال فمن الأفضل بناء علامة خضراء تتماشى مع اتجاهات الاستدامة العالمية.
من هنا، برز مفهوم "الريادة الخضراء" كنهج يجمع بين الابتكار وريادة الأعمال والاستدامة البيئية، وتعرف الريادة الخضراء بأنها إنشاء وتطوير مشروعات تجارية تهدف إلى تحقيق أرباح مالية، ولكن بأقل تأثير سلبي ممكن على البيئة، بل وتسعى إلى تحقيق تأثير إيجابي من خلال تقديم منتجات أو خدمات صديقة للبيئة.
ما هي الريادة الخضراء؟
وفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، تشير الريادة الخضراء إلى الأعمال التجارية التي تهدف إلى تقليل التأثير السلبي على البيئة، مع مراعاة البعد البيئي للاستدامة.
وتطلق المنظمة مصطلح "الرياديين الخضر" على رواد الأعمال الذين يأخذون الاعتبارات البيئية، وتأثير منتجاتهم على البيئة خلال بناء نماذج الأعمال، بينما رواد الأعمال التقليديون ربما لا يعنيهم سوى النموذج الربحي والرواج فقط.
خصائص الريادة الخضراء
تحقيق ريادة خضراء أمر يخضع لعدة شروط ومعايير يجب أن تتوفر في المشروع أولاً، وتشمل:
الابتكار المستدام
وتُعرّف Swiss academy for development الابتكار المستدام بأنه تقديم منتجات أو خدمات تقلل من استهلاك الموارد وتحد من التلوث وهو كما سبق وذكرنا اتجاه عالمي .
التركيز على القيمة البيئية
وهنا أن يكون المشروع يسعى ضمن خطته إلى تحقيق تأثير إيجابي على البيئة؛ مثل تقليل انبعاثات الكربون أو الحفاظ على التنوع البيولوجي.
المسؤولية المجتمعية
في ريادة الأعمال الخضراء يجب أن يكون ضمن التزامات رواد الأعمال القيام بممارسات تجارية عادلة وأخلاقية، مع مراعاة تأثير الأعمال على المجتمع والبيئة.
أهمية الريادة الخضراء
لم تعد التحديات البيئية الحالية، مثل التغير المناخي واستنزاف الموارد الطبيعية مسؤولية الدول فحسب، لأن آثارها باتت تؤثر على حياة الأفراد بشكل واضح، ومن هنا أصبح واجباً على رواد الأعمال تبني ممارسات مستدامة، تبني أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الأخضر.
أمثلة على الريادة الخضراء
توجد العديد من الشركات التي تبنت مبادئ الريادة الخضراء، مثل شركة "تسلا" التي تسعى إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري من خلال تطوير السيارات الكهربائية، وشركة "باتاغونيا" التي تركز على إنتاج ملابس مستدامة مع الالتزام بممارسات تجارية مسؤولة.
تحديات الريادة الخضراء
على الرغم من الفوائد العديدة، تواجه الريادة الخضراء تحديات، منها:
- التكاليف المرتفعة: قد تتطلب التقنيات المستدامة استثمارات كبيرة في البداية.
- تغيير سلوك المستهلك: قد يكون من الصعب تغيير عادات المستهلكين نحو المنتجات الخضراء.
- التشريعات والسياسات: قد تواجه الشركات الخضراء تحديات في الامتثال للتشريعات الخاصة بكل دولة، والتي تتغير بوتيرة حثيثة.
أفكار لمشروعات ريادة خضراء
إذا كنتم رواد أعمال وتبحثون عن مشروع مستدام فإن المعادلة الأولى التي يجب أن تعملوا من خلالها هي تحقيق التوازن بين الربحية والاستدامة البيئية، فيما يلي بعض الأفكار لمشروعات خضراء يمكن تنفيذها:
الأزياء المستدامة
تقديم ملابس مصنوعة من مواد معاد تدويرها أو عضوية، مع التركيز على ممارسات إنتاج صديقة للبيئة، وهو اتجاه بدأت العلامات البارزة تتبعه لضمان الاستمرارية لا سيما وأن تشريعات الدول أصبحت أكثر صرامة تجاه أهمية حماية البيئة من المتغيرات.
شركة استشارات بيئية
تقديم خدمات استشارية للشركات والمؤسسات حول كيفية تقليل بصمتها الكربونية، وتحسين ممارساتها البيئية.
متجر لبيع المنتجات المستعملة
تشجيع إعادة استخدام المنتجات، وتقليل النفايات من خلال بيع وشراء السلع المستعملة.
إعادة تدوير الأثاث
تحويل الأثاث القديم إلى قطع جديدة وعصرية؛ مما يقلل من النفايات ويعزز الاستدامة.
شركة تخطيط مستدام للمحافل
تنظيم فعاليات وحفلات بطرق صديقة للبيئة، مع التركيز على تقليل النفايات واستخدام الموارد المستدامة.
تركيب الألواح الشمسية
تقديم خدمات تركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية للمنازل والشركات؛ مما يساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
إعادة تدوير النفايات الإلكترونية
جمع ومعالجة النفايات الإلكترونية لاستخراج المواد القيّمة وتقليل التلوث البيئي.
إنتاج مواد بناء مستدامة
تطوير وتصنيع مواد بناء صديقة للبيئة، مثل الطوب المصنوع من نفايات معاد تدويرها.
الزراعة الحديثة
إنشاء مزارع صغيرة في المناطق الحضرية لزراعة الخضروات والفواكه باستخدام تقنيات الزراعة العمودية أو المائية، مما يساهم في توفير الغذاء المحلي وتقليل البصمة الكربونية.
تُظهر هذه الأفكار كيف يمكن لرواد الأعمال المساهمة في حماية البيئة، وتحقيق أرباح مستدامة من خلال تبني ممارسات خضراء.
اقرءوا أيضاً 10 نصائح لعمل عرض "باوربوينت" ناجح في عملك