شركات بدون موظفين.. لماذا ينمو مجال رواد الأعمال المنفردين؟

رائد الأعمال المنفرد - المصدرfreepik
رائد الأعمال المنفرد - المصدرfreepik

أصبحنا نرى شركات وعلامات تجارية بارزة يقف وراءها شخص واحد متعدد المهام والخبرات، وساهم في رواج هذا النمط من النشاط التجاري وسائل التواصل الاجتماعي.
يعد هذا أحد اتجاهات الشركات الحديثة، ويطلق عليه "ريادة الأعمال المنفردة" هذا المصطلح يعني أن يتولى رائد الأعمال معظم المهام دون الحاجة لهيكل وظيفي ضخم.
بحسب تقرير Intuit QuickBooks Small Business Index السنوي فإن عدد الشركات التي يديرها رواد أعمال فرديين في تزايد ملحوظ، حيث ارتفعت من 76% في عام 1997 إلى 84% في عام 2020، وتشير دراسة استقصائية حديثة إلى أن هذا الرقم قد يكون أعلى في عام 2024 وفقاً لـ"فوربس" الأمريكية.

ماذا يعني رائد الأعمال المنفرد؟

رائد الأعمال المنفرد لا يحتاج لموظفين -المصدرfreepik


هذا المصطلح بات رائجاً، ويعني أن رائد الأعمال يبدأ مشروعاً تجارياً بشكل مستقل، حيث يقوم بجميع المهام المتعلقة بالشركة دون دعم من الموظفين، رغم تصاعد هذا الاتجاه إلا أن له إيجابيات وسلبيات، وما زال الخبراء يحددون جدواه.

سلبيات ريادة الأعمال المنفردة

وفقاً لـRushford Business School فقد تشمل سلبيات ريادة الأعمال المنفردة انخفاض الموارد والشعور مع الوقت بالعزلة وعبء العمل الثقيل، لكن في الوقت نفسه أشار التقرير السابق إلى أن ثمة إيجابيات تحققها ريادة الأعمال المنفردة؛ مثل المرونة والاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرارات بكفاءة.

لماذا تنمو ريادة الأعمال المنفردة؟

صعود رواد الأعمال المنفردين حركة تسير بالتوازي مع التكنولوجيا -المصدرfreepik


وتناول تقرير نشرته "فوربس" أسباب تصاعد هذا الاتجاه وفقاً لخبراء السوق وجاءت كالتالي:

تغيير الأولويات

بعدما ضرب كورونا العالم شهد سوق المال والأعمال العديد من التغييرات في ترتيب الأولويات، وباتت معايير مثل المرونة والتوازن بين العمل والحياة، وتحقيق قدر من السيطرة على الحياة المهنية، أساسية وهامة لكثير من رواد الأعمال، بل ولم يعد الربح هو الاعتبار الأول، رواد الأعمال بعد الوباء يبحثون عن القيمة الناتجة عن العمل، وربما يبحثون عن فرص لجعل العالم مكاناً أفضل.

انخفاض الأمان الوظيفي

يكشف أحدث تقرير لـ“غالوب” أن 33% فقط من الموظفين هم من لديهم فرصة عمل وظيفية توفر قدراً من الأمان، بينما 67% لا يحظون بوظيفة آمنة، ووفقاً للتقرير، يشعر كثير من الموظفين بالإحباط وعدم الانتماء لشركاتهم أو أماكن عملهم، ونظراً لانخفاض الأمان الوظيفي بشكل عام، فإن هذه النتائج ليست مفاجئة، تم تسريح أكثر من 100000 موظف من شركات التكنولوجيا وحدها خلال العام الماضي، وحتى بدايات العام الجاري، ونتيجة لذلك، لم يعد الموظفون يشعرون بأن الوظائف التقليدية من التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساءً هي رهان آمن.

الذكاء الاصطناعي

تطور أدوات الذكاء الاصطناعي ساعد في نمو أصحاب المشاريع الفردية، فوفقاً لتقرير صادر عن شركة IBM، تستخدم 35% من الشركات الذكاء الاصطناعي بالفعل، بينما قالت 42% إنها تستكشفه، ومع ظهور GPT-4 وأدوات الإدارة المتقدمة الأخرى المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن لأصحاب المشاريع الفردية تعزيز الإنتاجية دون الحاجة لموظفين.
هناك عدة وظائف تسمح باستبدال الذكاء الاصطناعي بالعنصر البشري؛ مثل تحليل البيانات وإنشاء محتوى لمواقع الويب ومنصات التواصل الاجتماعي، ويمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز تجربة التعلم لدى رائد الأعمال.

زيادة رأس المال

من أهم المزايا التي يتمتع بها رائد الأعمال الفردي هي إمكانية تعزيز الدخل، ومن ثم زيادة رأس مال الشركة، وباعتبارك رئيساً لنفسك، فإنك المتحكم الأول في مستقبلك، كما أن انخفاض الموظفين يقلل النفقات.

الرغبة في التطوير

العالم يسير بوتيرة تطور سريعة، ومن ثَمَّ فإن الوظائف التقليدية وصعود السلم الوظيفي النمطي لم يعد اتجاهاً سائداً في وقتنا هذا، بل العالم يتجه نحو التعلم المستمر وتطوير المهارات، من هنا يميل رواد الأعمال إلى الشركات الفردية، وتجربة القيام بجميع المهام وتحقيق أقصى استغلال للتطور التكنولوجي، كل هذه العوامل ساهمت في انتعاش سوق الشركات الفردية التي لا تعتمد على عدد من الموظفين، بل قد يديرها شخص أو اثنان على الأكثر، ورغم ذلك تحقق نتائج رائعة وصعوداً مالياً لافتاً.
إن صعود رواد الأعمال المنفردين ليس مجرد اتجاه، بل إنها حركة تسير بالتوازي مع الثورة التكنولوجية المتصاعدة، ورغم المشقة التي يتحملها رائد الأعمال الذي يقرر القيام بجميع المهام بمفرده غير أن النتيجة تستحق؛ لأن العوائد تعزز القيمة المالية للشركة إلى حد أن هذا النمط من الشركات بات منافساً قوياً للشركات الاستثمارية البارزة.
اقرأوا أيضاً: لرواد الأعمال: هل سمعتم بمصطلح عرض المصعد Elevator Pitch؟