إدارة الشركات تحمل دائمًا مخاطرة، فقد تواجه شركتكم صعوبات تؤدي إلى الفشل أو الخسارة، ورغم أنها تجربة مؤلمة لأي رائد أعمال إلا أن هناك اعتبارات يجب أن تؤخذ في الاعتبار للعبور من هذه الأزمة وتقليل حجم الخسائر.
صحيح أن الخسارة واردة لكن يجب ألا يخسر رائد الأعمال كل شيء، بينما ينصح باتباع بعض الاستراتيجيات المدعومة من مصادر متخصصة التي من شأنها أن تقلل الخسائر ووالخروج من الأزمة بأقل ضرر.
خطوات لتقليل خسائر الشركات

فيما يلي استراتيجيات تسمح للشركات بعد التعرض لأزمة لتقليل الخسائر:
تقبل الواقع بسرعة والانطلاق نحو التخطيط
عندما تتعرض الشركة لخسارة، فإن أول وأهم خطوة هي الاعتراف بالواقع بدلًا من محاولة إنكاره. وفقًا لـ Harvard Business Review، فإن رواد الأعمال الذين يتقبلون المشكلات بسرعة يمكنهم تقليل الأضرار عن طريق اتخاذ قرارات استباقية. في هذه الحالة يجب على الفور مراجعة البيانات المالية بواقعية وتحديد النقاط التي أدت إلى الفشل. على سبيل المثال، هل كانت هناك إدارة التكاليف غير منطقية؟ أم أن المشكلة تكمن في سوء تسويق المنتج؟
فصل الأصول
في العديد من الحالات، قد يؤدي فشل الشركة إلى تعرض المؤسس لمشكلات مالية شخصية. وفقًا لموقع Entrepreneur، يجب أن تضمن فصل الأصول الشخصية عن الأصول التجارية من البداية. وهنا، إذا لم يكن صاحب الشركة قد قام بذلك سابقًا، يجب اتخاذ خطوات سريعة مثل استشارة محامي لإعادة هيكلة الديون وحماية الممتلكات الشخصية.
التواصل مع الدائنين
عندما تواجه أزمة مالية، من المهم التحدث مع الدائنين بدلًا من تجاهلهم. وفقًا لتقرير من Forbes، فإن التواصل الصادق مع الدائنين يمكن أن يؤدي إلى إعادة جدولة الديون أو حتى تخفيضها. قوموا بوضع خطة سداد واضحة مع الدائنين، ويجب أن يكون رائد الأعمال صادقًا بشأن قدراته المالية الحالية، حتى يتم وضع الحلول دون اختلاق أزمات جديدة .
الفشل لا يعني نهاية الطريق

هناك بعض الخطوات الهامة أيضاً للتعامل مع الواقع في حال فشل الشركة تماماً ومنها:
الاستفادة من الأصول المتبقية بذكاء
حتى في حالة فشل الشركة، قد تمتلك الشركة أصولًا مثل المعدات، البرمجيات، أو حتى العلاقات مع العملاء. تشير Harvard Business Review إلى أهمية تقييم هذه الأصول واستغلالها لتعويض بعض الخسائر. يجب في هذه الحالة بيع المعدات أو التكنولوجيا لشركات أخرى، كما يمكن التفكير في تحويل نشاط الشركة باستخدام الموارد المتاحة.
تعلموا من الأخطاء
فشل الشركة لا يعني نهاية الطريق. بل على العكس، يُعتبر فرصة لتحليل الأخطاء وتجنب تكرارها. أظهرت دراسة نشرتها Stanford Business School أن رواد الأعمال الذين واجهوا الفشل لديهم فرص أعلى للنجاح في محاولاتهم المستقبلية.
ولذلك ينصح الخبراء بضرورة كتابة تقرير تفصيلي يوضح كل ما حدث، يضم القرارات الصحيحة والخاطئة، ثم يجب أن يحتفظ بها رائد الأعمال كمرجع في المستقبل.
إعادة بناء العلاقات المهنية
أحد التحديات التي قد يواجهها رائد الأعمال بعد الفشل هو الضرر الذي يلحق بسمعته المهنية. موقع Entrepreneur يؤكد على أهمية استعادة الثقة مع العملاء، الموظفين، والشركاء لذلك ينصح المختصون بضرورة التواصل مع الأطراف المتضررة و الاعتذار عن أي أضرار قد تكون لحقت بهم بسبب أزمة الشركة، فهذه الاستراتيجية تساعد في بناء جسور جديدة لمشاريع مستقبلية.
لا تترددوا في طلب المساعدة
الفشل قد يكون أمرًا ثقيلًا نفسيًا وعاطفيًا. تشير Forbes، إلى أهمية طلب الدعم من الخبراء، سواء كانوا مستشارين ماليين أو نفسيين. ابحثوا عن مرشدين متخصصين يمكنهم تقديم نصائح عملية لمساعدتكم على النهوض من جديد.
تقييم السوق قبل العودة
إذا كان هناك تخطيط لإطلاق شركة جديدة ودخول السوق بعد فشل المشروع الأول، فمن الضروري دراسة السوق جيدًا لتجنب الأخطاء السابقة. وفقًا لتقرير من McKinsey & Company، فإن فهم ديناميكيات السوق وتحديد احتياجات العملاء هو أساس النجاح. قوموا بإجراء بحوث سوق شاملة، وحددوا فجوات يمكن أن تملأها بفكرة مشروع جديد.
الاستعداد للعودة بروح جديدة
الفشل ليس النهاية، بل يمكن أن يكون بداية جديدة. فإن العديد من رواد الأعمال الناجحين مثل ستيف جوبز وإيلون ماسك واجهوا إخفاقات كبرى قبل تحقيق نجاحهم.
رغم أن فشل الشركة قد يكون تجربة مريرة، إلا أنه يمكن أن يكون فرصة للتعلم والتطوير ويتم ذلك من خلال اتباع الاستراتيجيات السابق توضيحها، لكن التوقف عن الاستثمار لن يكون الحل الصحيح.
اقرأوا أيضاً أسباب تباطؤ نمو الشركات الناشئة وفقاً للخبراء