يعد بيع الشركة قراراً إستراتيجياً في حياة أي رائد أعمال، فالأمر يتطلب الكثير من الدراسة والموازنة بين الوضع المالي للشركة والمعطيات المستقبلية.
بعض الشركات الناشئة يتم تأسيسها منذ البداية بهدف البيع في مرحلة ما، بينما بعض الكيانات قد لا تحقق المستهدف أو ربما تصل إلى مرحلة يشعر فيها رائد الأعمال أن المهمة قد انتهت وأن ثمة فكرة أخرى تستحق البدء.
هل يوجد وقت معين لبيع الشركات؟
تقول دانة محمد صافتلي، كوتش في القيادة وريادة الأعمال، معتمدة من فريق جون ماكسويل للقيادة شريكاً مؤسساً لشركة يوفجن العالمية، في حديث لـ"سيدتي"، إنه لا يوجد وقت معين لبيع الشركة، هذا يعتمد على الهدف الإستراتيجي من البداية، فهناك شركات مثل WhatsApp لم تقم بالبداية بوضع خطة لبيع الشركة، ولكنهم قاموا بقبول عرض شركة فيسبوك (meta الآن) لبيعها بقيمة 19 مليار دولار، بعدما أصبحت ذات شعبية كبيرة في عام 2014، وفي سنة 2023 بلغت قيمتها 98.56 مليار دولار، وهذا كان الهدف من شرائها؛ لأن قيمتها في السوق كانت في ارتفاع. في الجانب الآخر، هناك شركات يتم إنشاؤها بهدف بيعها لمستثمرين؛ مثل شركة زوم zoom، التي تأسست بنموذج عمل مرن لاستقطاب المستثمرين وطرح أسهمها للاكتتاب العام.
أسباب بيع الشركات
هناك عدة أسباب تدفع رائد الأعمال نحو بيع الشركة، فيما يلي النماذج التي أوضحتها "صافتلي":
ارتفاع قيمة الشركة
تقول "صافتلي" إن البيع لا يعني أن الشركة في حالة متعثرة، بينما قد تكون الشركة في تصاعد وتحقق أرباحاً ونمواً، لذلك يقوم المستثمرون بتقديم عرض سعر لشراء الشركة؛ بسبب رؤيتهم بأن قيمة الشركة في تزايد، على سبيل المثال شركة instagram تم بيعها لشركة Facebook عام 2012، وكانت تحقق مليار دولار ربحاً.
الرغبة في التوسع
البيع يمكن أيضاً أن يكون بغرض التوسع، على سبيل المثال شركة YouTube؛ قامت بالدمج مع google، حيث قامت بشراء أسهم بقيمة 1.52 مليار دولار في عام 2006، وذلك بسبب زيادة عدد عملاء يوتيوب، ولتوسع قدرتهم على تحمل العدد المتزايد من المستخدمين، مما جعلها صفقة رابحة؛ بسبب ازدهار الموقع بعد سنوات قليلة.
التأسيس بهدف البيع
هناك أيضاً بعض مؤسسي الشركات الذين يقومون ببيع شركاتهم الناشئة للتفرع والانتقال إلى مشاريع أكبر، وأهم مثال عندما قام إيلون ماسك ببيع شركة PayPal، بغرض التفرغ إلى مشاريعه الجديدة؛ مثل Tesla وspace x.
التعثرات المالية
وهناك حالات بيع تتم في حالة التعثر وعدم القدرة على التنافس في السوق، مثل ما قد يؤدي الشركة إلى بيعها لشركة أخرى، وهذا ما حدث فعلاً مع شركة نوكيا، التي فشلت أن تتنافس مع شركات الهواتف الكبرى، مثل Samsung وiPhone، لذلك قامت ببيع أسهمها إلى Microsoft في عام 2014.
وتشير "صافتلي" إلى أن أقل من 25% من الشركات الناشئة تنجح. وأضافت: "ومن هنا نستنتج بأن رائد الأعمال الناجح هو من لا يستسلم في رحلة ريادة الأعمال، ولديه التصميم والاندفاع والإبداع الكافي لإنجاح شركته الناشئة، وذلك بسبب يقينه الذي لا يتزعزع لمواصلة المسار ومواجهة التحديات". وأردفت: "عند مواجهة التحديات وأوقات الشدة، يتجه رائد الأعمال الناجح نحو الإصرار والعزيمة والتكيف مع المتغيرات؛ وذلك لإيمانه برسالة شركته وتأثيرها بشكل دائم على المجتمع".
معايير اختيار عروض البيع
تقول "صافتلي": "كما أنه هناك إستراتيجيات دخول إلى السوق، فأيضاً هناك إستراتيجيات للخروج منه، مع العلم بأن معظم عمليات البيع والاستحواذ والدمج لا تبوء بالفشل"، ووضعت من جانبها شروطاً لقبول عرض البيع، كالتالي:
التقييم العادل
عند التقييم يجب أن تلبي عملية الاستحواذ أرباحاً حسب التوقعات أو تجاوزها، على سبيل المثال بيع WhatsApp بـ 19 مليار دولار، كان بناءً على النمو السريع واستقطاب عدد مستخدمين هائل في وقت قصير.
الشروط المالية
عندما باعت Instagram نفسها لـ Facebook، تضمنت الصفقة أسهماً في Facebook بجانب الدفع النقدي، ما زاد من قيمة الصفقة لمؤسسي Instagram.
الالتزامات المستقبلية
بعض الصفقات قد تتطلب بقاء الفريق المؤسس لفترة معينة بعد البيع للمساعدة في انتقال سلس، هذا حدث في صفقة بيع LinkedIn لشركة Microsoft في 2016.
القرارات المنصفة
لا تدع المستشارين أو المصرفيين بأن يحددوا قيمة البيع، بل عليك أن تكون وسيطاً في هذا القرار كرائد أعمال؛ لكي ترضي كل الأطراف.
توقيع اتفاقية عدم الإفصاح - NDA
هذه الاتفاقية مهمة لعدم مشاركة معلومات البيع وضمان فقط استخدام المعلومات بين الأطراف المعنية؛ وذلك لضمان سرية البيانات الخاصة بالعمليات التشغيلية للشركة والمكونات الرئيسية السرية.
اقرأوا أيضاً: ما الفرق بين محفظة المبادرات الإستراتيجية ومحفظة المشاريع؟
