أبرز التحديات التي تواجهها رائدات الأعمال في الشرق الأوسط

رائدات الأعمال في الشرق الأوسط والتحديات - المصدر freepik
رائدات الأعمال في الشرق الأوسط والتحديات - المصدر freepik

تلعب رائدات الأعمال دوراً أساسياً مؤثراً على الاقتصاد والمجتمع في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنهن يواجهن العديد من التحديات التي تختلف عن تلك التي يواجهها رواد الأعمال الرجال. فرغم النمو الملحوظ في عدد النساء اللاتي يدخلن عالم الأعمال في المنطقة، إلا أن هناك العديد من العوائق التي تعترض طريقهن وتحد من إمكاناتهن.
في لقاء مع “سيدتي” عدّ المهندس عمرو صويرة، مصمم ورائد أعمال، رائدات الأعمال محرك فاعل في سوق الأعمال بالشرق الأوسط، وذلك يوجب مساعدتهن في إزالة العوائق ليتمكنّ من التأثير الحقيقي.

عوائق تواجه رائدات الأعمال

المهندس عمرو صويرة - الصورة من المصدر


من جانبه عدّد "صويرة" التحديات التي تواجهها رائدات الأعمال واقترح حلولاً لتذليلها. وشملت التحديات التالي:

التحديات الاجتماعية والثقافية

هناك تحديات تواجهها رائدات الأعمال تتعلق بالثقافة العربية، مثل:

تنميط دور المرأة

يقول صويرة “غالباً ما تواجه المرأة ضغوطاً اجتماعية وثقافية، للتركيز على الأدوار التقليدية مثل الأمومة والتدبير المنزلي، مما يقلل من الوقت والطاقة المتاحة لممارسة الأعمال الحرة”.

التمييز الجندري

ويضيف ك"ما تواجه المرأة تمييزاً وتحيزاً في بيئة العمل وريادة الأعمال، مما يجعل من الصعب عليها الحصول على التمويل والتدريب والتوجيه اللازمين. بالإضافة إلى أن المرأة تفتقر إلى الدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء والمجتمع ككل، مما يزيد من صعوبة التوفيق بين الحياة الشخصية والمهنية".

الافتقار إلى القدوة

في بعض الأحيان، قد تفتقر رائدات الأعمال في الشرق الأوسط إلى القدوة المحلية أو الإلهام من نماذج نجاح نسائية بارزة. على الرغم من وجود نساء ناجحات في مجال الأعمال في المنطقة، إلا أن عددهن لا يزال محدوداً مقارنة بالرجال، بحسب صويرة الذي قال : "هذا التحدي يجعل من الصعب على النساء تحديد مسارات واضحة للوصول إلى النجاح. كما أن الدعم المجتمعي للشركات النسائية لا يكون بنفس القوة التي تشهدها المشاريع التي يديرها رجال".

التحديات الاقتصادية


أيضاً ثمة تحديات تواجهها المرأة العربية فيما يخص الجانب الاقتصادي، والتي حددها المهندس عمرو صويرة كالتالي:

صعوبة الحصول على تمويل

أحياناً تجد المرأة صعوبة في الحصول على التمويل اللازم لبدء وتنمية مشروعها، حيث يميل المستثمرون والمؤسسات المالية إلى تفضيل الرجال.

القيود القانونية

كذلك بعض القيود القانونية والتنظيمية التي تحدّ من قدرتها على ممارسة الأعمال الحرة، مثل القيود على السفر والتملك.

صعوبة الوصول للسوق المحلي والدولي

تواجه رائدات الأعمال أيضاً صعوبة في الوصول إلى الأسواق المحلية والدولية، مما يقلل من فرص نمو مشروعها.
على الرغم من التحسن في بعض الدول، إلا أن التمييز بين الجنسين لا يزال حاضراً في بيئات العمل التجارية في الشرق الأوسط. قد تجد النساء أنفسهن في مواجهات مستمرة مع عدم المساواة في الأجر، التمييز في الترقيات، أو حتى التقليل من قدراتهن في العمل بسبب اعتبارات اجتماعية أو ثقافية. يتطلب النجاح في مثل هذه البيئات الكثير من العزيمة والقدرة على التكيف، لكن هذا لا يقلل من تأثير هذه التحديات.

التحديات الشخصية

تحديات شخصية - المصدر freepik


ويرى صويرة أن التحديات السابقة انعكست على شخصية المرأة وتسببت في ظهور بعض التحديات الشخصية، مثل:

نقص الثقة بالنفس والقدرات

قد تعاني المرأة من نقص الثقة بالنفس والقدرات، مما يؤثر على قدرتها على اتخاذ القرارات الصعبة والمخاطرة.

صعوبة التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية

وقد تجد رائدة الأعمال صعوبة في التوفيق بين الحياة الشخصية والمهنية، خاصة مع وجود مسؤوليات عائلية. قد تخاف المرأة من الفشل، مما يجعلها تتجنب المخاطرة والابتكار.
تواجه رائدات الأعمال في الشرق الأوسط تحدياً مزدوجاً يتعلق بالتوفيق بين مسؤولياتهن المهنية والعائلية. في بعض الثقافات، يتوقع من المرأة أن تتحمل المسؤوليات المنزلية والعائلية بالإضافة إلى إدارة الأعمال.
بينما يظل المجتمع في بعض الحالات غير مستعد لتوفير الدعم الكافي لرائدات الأعمال في مواجهة هذا التحدي، يمكن أن يؤثر هذا الضغط المزدوج على أداء النساء وقدرتهن على الابتكار والنمو في مجالات الأعمال.

نماذج ملهمة

على الرغم من هذه التحديات، هناك العديد من رائدات الأعمال الناجحات في الشرق الأوسط اللاتي استطعن التغلب عليها وتحقيق نجاح كبير. ومن الأمثلة على ذلك:

  • لبنى العليان: سيدة أعمال سعودية بارزة، تشغل منصب الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة العليان.
  • رجاء قرقاش: سيدة أعمال إماراتية، تشغل منصب المدير التنفيذي لمجموعة إعمار العقارية.
  • منى عطاري: سيدة أعمال أردنية، مؤسسة ومديرة شركة "ومضة" للاستثمار.

مبادرات لدعم رائدات الأعمال

وذكر رائد الأعمال عمرو صويرة العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى دعم رائدات الأعمال في الشرق الأوسط، مثل:

  • مبادرة "1000 رائدة أعمال" في الإمارات العربية المتحدة.
  • برنامج "تمكين المرأة في قطاع الأعمال" في السعودية.
  • مؤسسة "رواد" في الأردن.

اقتراحات للتغلب على التحديات

وقدم صويرة في حديثه لـ “سيدتي” اقتراحات من شأنها حلحلة التحديات ما يساهم في تغلب رائدات الأعمال في الشرق الأوسط على التحديات من خلال:

شبكة علاقات

بناء شبكات علاقات قوية يمكن أن يوفر الدعم والتوجيه والفرص اللازمة للنجاح.

التدريب

كما يمكن للتدريب والتوجيه أن يساعد المرأة على تطوير مهاراتها وقدراتها اللازمة لإدارة الأعمال.

الدعم والقدوة

البحث عن مرشد يمكن أن يقدم الدعم والنصيحة والإرشاد اللازم للنجاح.

الإصرار والعزيمة

يجب على المرأة أن تتحلى بالإصرار والعزيمة وعدم الاستسلام عند مواجهة التحديات.
على الرغم من هذه التحديات، تظل رائدات الأعمال في الشرق الأوسط رمزاً للصمود والعزيمة. لقد أظهرت العديد من النساء في المنطقة القدرة على تجاوز هذه العقبات والمساهمة بشكل فعال في الاقتصاد والمجتمع. ومع تزايد الاهتمام في دعم ريادة الأعمال النسائية، سواء من خلال المبادرات الحكومية أو القطاع الخاص أو المنظمات غير الحكومية، هناك أمل كبير في أن تتمكن رائدات الأعمال في المستقبل من تجاوز هذه التحديات وتحقيق النجاح والتميز.
اقرئي أيضاً لرائد الأعمال: 6 خطوات ذكية لتقليل الأخطاء في أداء فريقك