بمشهد ثقافي كثيف والكثير من المفاجآت، رصدت "سيِّدتي نت" من كواليس الأدباء أهم الأعمال التي يطرحونها هذا العام في معرض الرياض الدولي للكتاب، إذ يقدِّم الروائي السعودي عبده خال ثلاثة أعمال، اثنان عن الأسطورة، ومجموعة قصص قصيرة بعنوان "دهشة لوميض باهت"، أمّا الدكتور فهد العرابي الحارثي فبعد أعماله التي تحمل طابع الدراسات، يقدِّم مجموعة قصص قصيرة بعنوان "أنت قبيحة هذا الصباح"، ويطرح الروائي عبد الحفيظ الشمري روايته "سهو"، كما يقدِّم الروائي عبد العزيز الصقعبي روايته "مقامات النساء"، إضافة إلى الكثير من الأعمال التي استعد بها الكتَّاب هذا العام لمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي ينطلق في الخامس من شهر مارس الجاري.
"سيدتي نت" كانت معهم، ورصدت أهم الجديد الذي يقدمونه، والتفاصيل في هذا التحقيق.
التجربة ورأي القارىء
الروائي السعودي الحائز على جائزة البوكر العربية عبده خال يقدِّم مجموعة قصص قصيرة جداً بعنوان "دهشة لمويض باهت"، وعن الجديد الذي يقدمه خال في مجموعته يقول: "كل كتابة تحمل مفاجأتها، ومسألة أن الكاتب يحمل جديداً قبل أن يقدِّم عمله للقارئ، تعتبر ادِّعاءً، فالتجربة تخضع لرأي القارئ، وليس لرأي صاحب العمل".
أما عن الكتابين الآخرين اللذين يقدمهما خال في معرض الرياض الدولي للكتاب، فجاءا تحت عنوان "قالت هامدة.. أساطير حجازية"، و"قالت عجيبية.. أساطير تهامية"، وعنهما يقول: "الكتابان يختلفان في مفهوم الأدب الشعبي للأسطورة، فالعملية قائمة على التوثيق، وتطورت إلى المقارنة بين الأساطير ونظيرتها العالمية، ثم تتبع تلك الأساطير محاولة البحث عن الجذر الأول للأسطورة الأولى، وبعد ذلك تطور البحث، وأصبح العمل بالضخامة التي لم أكن أتصورها، فهناك كمٌّ كبير من المعلومات والثقافات".
"أنت قبيحة هذا الصباح"
يصدرمدير مركز أسبار للدراسات الدكتور فهد العرابي الحارثي عملين في معرض الرياض الدولي للكتاب، الأول نصوص قصصية إبداعية تحت عنوان "أنت قبيحة هذا الصباح"، والعمل الثاني "المملكة العربية السعودية: الأرض. الإنسان. الحضارة" ، وقد أشرف الدكتور الحارثي على الإعداد والإنجاز.
ويقول الدكتور الحارثي: "هذا الكتاب يقدِّم صورة أمينة للسعودية إنساناً، وأرضاً، وثقافةً، من خلال عرض متوازن بالكلمة الموثقة والصورة المبدعة، فهو يرصد الجوانب الجمالية في الطبيعة، والجغرافيا، والموروثات الثقافية والحضارية".
ويضيف: "اعتمد الكتاب المباشرة في العرض بعيداً من الإنشاء والعموميات، ويستند إلى المعلومة الصحيحة المدعمة بالأرقام والإحصاءات، والمقارنات الزمنية باتجاه ينطلق من القديم إلى الحديث في تطور البنية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في السعودية".
وعن الكتاب يقول الحارثي: "يحتوي على ما يقارب 800 صورة ملونة، تجعل منه سياحة معرفية ممتعة، وتمكِّن من رسم صورة واقعية للإرث الكبير في التقاليد وأنماط الحياة العربية الأصلية، التي تزرع في الإنسان السعودي روح الكفاح في سبيل بناء حياة عصرية، ومن أجل مشاركة إيجابية في الجهد الحضاري، والارتقاء إلى مستوى متقدم من التقنية والخدمات والوعي الاجتماعي الشامل، فقد اشترك في مهمة التصوير طاقم مكون من 9 مصورين، إضافة إلى صور أخرى تم الحصول عليها من أشخاص بوجهات مختلفة، ويحوي الكتاب أكثر من 30 جدولاً و40 رسماً بيانياً، و6 خرائط تفصيلية عن المملكة أيضاً".
ويضيف الحارثي: "اعتمد الكتاب على الإعداد العلمي المتخصص، إذ قام على الكتابة في كل موضوع من موضوعاته أستاذ متخصص لضمان الدقة والموضوعية، وقد تطلَّب هذا العمل الجماعي 30 متخصصاً من الباحثين والكتَّاب".
"سهو"
أما على مستوى الرواية، فقد دَشَّن الروائي السعودي عبد الحفيظ الشمري من خلال روايته الجديدة "سَهَو" مرحلة مهمة من مراحل بناء الذات الجدلية، التي يسعى فيها البطل المشبع بمرارة الحياة إلى تكريس مفهوم البقاء أطول مدة في خندق المقاومة وحفر الممانعة.
ويؤكد الروائي الشمري أن عمله الجديد "يحمل سمة فريدة تتمثل في أن الأشخاص الذين يحيطون بالبطل يتقمصون الحالة ذاتها التي يمر فيها، على نحو غياب كل ما هو مبهج في حياتهم، حتى ينسج هؤلاء من خلال الأحداث هواجس فاجعة ومواقف أليمة لا حصر لها، لتسهم في انهيار البطل وتسببه في إحداث عاصفة أخرى".
ويشير الشمري إلى أن الأحداث في هذا العمل تأخذ منحى تحفيزي مثير يدفع بالشخوص وعلى رأسهم "سهو" البطل وأسرته إلى أن يكونوا أكثر تطرفاً في علاقاتهم مع من حولهم في حي شعبي قديم من أحياء العاصمة، إلا أن هذا الانحياز للواقع الذاتي أفضى إلى نهايات أليمة دفع الرجل "سهو" حياته ثمناً لهذه التجربة المريرة، فكان من الأولى الخروج من المأزق العصري بأقل خسائر ممكنة".
"مقامات النساء"
يصدر الروائي السعودي عبد العزيز الصقعبي روايته الخامسة بعنوان "مقامات النساء" بعد كل من "رائحة الفحم"، و"حالة كذب"، و"طائف الأنس"، و"اليوم الأخير لبائع الحمام".
ويقول الصقعبي: "محور الرواية حول علاقة الرجل بالمرأة، وهي تحكي قصة ثلاثة رجال، كانوا في رحلة خاصة في سلطنة عمان، والتقوا بطريقة غير مباشرة ثلاث نساء، وبدأ كل واحد يرصد سيرته الخاصة وتجاربه مع المرأة".
ويضيف: "تدور أحداث الرواية بين مسقط في كل من الرياض والطائف وجدة ولندن، وتزخر بنماذج مختلفة من النساء، وهي تختلف بكل تأكيد عن تجاربي السابقة، ففيها روح القصة القصيرة، ونسق الرواية، وقد جعلتها أشبه بالمذكرات الخاصة للرجال الثلاثة، يعبِّرون فيها عن تجاربهم وعلاقاتهم مع المرأة، وردود أفعالهم تجاه النساء اللاتي ساعدنهم على معرفة الطريق وفق سياق النص الذي أتمنى أن يصل لأيدي القرَّاء".