كشفت دراسة أميركية سلوكية حديثة أن نسبة الاستمرار في إتباع الحميات التقليدية على المدى الطويل لا تتجاوز 3% على مستوى العالم، ملاحظةً أن متتبعي الحميات يفقدون نحو 21% من إجمالي أوزانهم خلال السنة الأولى من تاريخ بدء الحمية، غير أن ثلثهم ينتهي به الأمر إلى اكتساب كيلوغرامات إضافية تتجاوز الأوزان التي كانوا عليها في خلال فترة تمتدّ من أربع إلى خمس سنوات.وأكدت هذه الدراسة على أهمية الالتزام بالسلوكيات الصحية والتخلص من عادات الطعام القديمة، وذلك للقضاء على عوائق إنقاص الوزن السلبية ولضمان الحفاظ على النتائج المعتمدة لأطول فترة ممكنة من المتابعة.
"سيدتي" اطلعت من مستشارة رئيسة قسم التغذية والحمية ومثقفة السكري بمستشفى الدكتور عبد الرحمن بخش التخصصي الدكتورة رقية العثماني، على أبرز العوائق الحائلة دون إنقاص الوزن، والإرشادات الهادفة إلى تفادي الوقوع فيها.
1- تناول الطعام بلا تفكير
يعد تناول الطعام بلا تفكير، خصوصاً المأكولات التي تمتلك تاريخاً غذائياً سابقاً من الإسراف، من أبرز العوائق الحائلة دون إنقاص الوزن، إذ تشير الأسس المبدئية لبرامج العلاج السلوكي إلى أهمية تغيير عادات الطعام، على غرار الحد من تناول الطعام لأنه متاح بالمصادفة أثناء اليوم أو لمجرد التسلية المرتبط بأداء نشاط معيّن كمشاهدة التلفاز أو التحدّث عبر الهاتف أو العمل على الكومبيوتر.
وفي هذا الإطار، أكدت نتائج دراسة قادها باحثون في جامعة "فيرمونت برلنتجون" بالولايات المتحدة وتناولت 36 شاباً وفتاة تم إخضاعهم لمشاهدة التلفاز لمدة ثلاث ساعات يومياً مع مدّهم بوجبات طعام مفتوحة، أن من شاهدوا التلفزيون لنصف الوقت استطاعوا احراق 130 سعرة حرارية في المتوسط أكثر ممن شاهدوا لكامل الوقت، أي فقدوا ما يعادل 600 غرام من أوزانهم الكليّة، وذلك بعد مرور ثلاثة أسابيع، فضلاً عن النجاح في التخفيف من الكميّة اليوميّة المتناولة من السعرات الحرارية الناتجة عن قلة ساعات المشاهدة.
2- تناول الطعام ليلاً
يعتقد البعض أن إهمال وجبة الإفطار أو التقليل من الكمية المتناولة أثناء وجبة الغداء سيساعد على ثبات الوزن وإنقاصه، الا أنّه لا يعلم أنه سيزيد من احتمال الإسراف في تناول العشاء والوقوع فريسة الطعام الليلي، مما يصعب احراق السعرات الحرارية المتناولة أثناء النوم ويحوّلها إلى دهون موضعية زائدة بالجسم، خصوصاً في منطقة الخصر وحول حزام البطن. لذا، ينصح اختصاصيو التغذية بتناول ثلاث وجبات أساسيّة، تتخلّلها وجبتان خفيفتان أثناء اليوم، علماً أن إهمال الوجبة الخفيفة يمتلك التأثير عينه العائد إلى إهمال الوجبة العادية.
3- إضافة أنواع جديدة من الطعام
تعتبر إضافة أنواع جديدة من الطعام إلى النظام الغذائي، حتى لو كانت صحيّة، من دون الحرص على التوازن اللازم في ميزانية السعرات الحرارية، بالطرح أو الإبدال للطعام الإضافي، من أبرز العوائق الحائلة دون الحفاظ على الوزن، كإضافة الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة والأرز البني والفاكهة. ويجب، لدى إضافة نوع جديد من الطعام، أن يتمّ إقصاء نوع آخر من النظام الغذائي للتقليل من فرص اكتساب مزيد من الوحدات الحرارية، خصوصاً في مرحلة ثبات الوزن، فضلاً عن أهمية النظر إلى حجم الوجبة قبل تناولها، إذ يعد تناول كمّ أكبر من اللازم من الطعام الصحّي، المتوازن، قليل السعرات الحرارية كلحم البقر، الدجاج، الفاكهة، الخضر، بكميات مفتوحة من أهم أسباب عدم المحافظة على الوزن وإنقاصه.
4- الفشل في التخطيط
التخطيط هو وضع الحدود للكميّة المتناولة من الطعام وحماية النتائج المحقّقة.ولدى استهلال برنامج الحمية، تزيد الرغبة بفقد الوزن وتحسين مظهر شكل الجسم، ممّا يدفع الى القيام بعملية التخطيط السليمة للائحة الوجبات اليومية بإتباع إرشادات الهرم الغذائي والمواظبة على برنامج رياضي يومي بهدف الوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة. ولكن، بمجرد إنقاص الوزن تتوقف مواصلة التخطيط، وغالباً ما يحدث الفشل بشكل خفي ومن دون أن يلاحظ المرء، مما يؤثّر على المدى البعيد في عدم القدرة على كبح الرغبة الجامحة لتناول الطعام.
5- التأجيل إلى الغد
يعد تأجيل الحمية إلى الغد أو ما أطلق عليه اختصاصيو التغذية "مقاومة الحفاظ على الوزن" من أكبر العوائق الحائلة دون إنقاص الوزن! فبمجرد أن يعتاد الجسم على التنويع في الغذاء في مرحلة الحفاظ على الوزن، سيقاوم غالباً العودة إلى الطعام الخفيف ذي السعرات الحرارية الأقل، مما سيؤدي إلى زيادة بضعة أرطال في الوزن، يتطلب التخلص منها أسبوعاً أو عشرة أيام. وللمساعدة على القيام بذلك، يجب إعداد خطة لتناول الطعام تشمل وجبات صحية قليلة السعرات لمدة أسبوع، مع محاولة التخلص من وجود أي طعام مغرٍ وشهي في متناول اليد، ومشاركة الأصدقاء في برنامج إنقاص الوزن من منطلق التشجيع على الاستمرارية.ويجدر التذكير أنه كلّما قلت كلمة "غداً"، ازداد وزنك "غداً".