«الرجفان الأذيني» أو «كهرباء القلب» كما يطلق عليه بين العامّة داء قد يصيب المرء بدون إنذار مسبق وفي سنّ مبكرة، يرتفع عدد المصابين به إلى 12 مليون في العالم وتتشابه بعض أعراضه مع الضغط النفسي لناحية تسارع دقّات القلب وضيق النفس.
بالتزامن مع طرح العلاج الجديد الخاص بتسييل الدم لدى من يمتلكون عامل خطر إضافياً للإصابة منذ فترة وجيزة، «سيدتي» اطّلعت من رئيس قسم القلب في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور موريس الخوري على هذا الداء الذي يشكّل إحدى حالات اضطرابات نظم القلب.
- ما هو «الرجفان الأذيني» Atrial Fibrillation؟
يشكّل «الرجفان الأذيني» إحدى حالات اضطرابات نظم القلب، وينتج عن تليّفFibrosis في الأذين Atrium يستهلّ في سنّ الأربعين أو الخامسة والأربعين، ما ينتج منطقةً تحوطها اضطرابات في كهرباء القلب. ولكن، تجدر الإشارة إلى أنّ «الرجفان الأذيني» قد يصيب الشريحة العمرية المتراوحة بين 20 و40 سنة، بدون أسباب عضوية! ولم تتمّ برهنة تأثير العامل الوراثي بعد على الإصابة، لكنّ الدراسات تتابع في هذا الشأن.
وثمة عوامل خطر إضافية للإصابة يتعلّق بعضها بأمراض القلب، وتشمل: ارتفاع في ضغط الدم وتصلّب في شرايين القلب وضيق في الصمّامات والتهاب في غشاء القلب وتضخّم القلب بسبب مرض يصيب عضلة القلب إثر الخضوع لجراحة القلب المفتوح، وبعضها الآخر خاص بـ «كهرباء القلب» مباشرة، بالإضافة إلى أسباب أخرى كالانسداد الرئوي المزمن والالتهابات الرئوية والجلطة الرئوية وأمراض الغدة الدرقية وخصوصاً إفرازاتها المفرطة، كما الإفراط في تناول الكحول والمواد المنبّهة والحبوب الحارقة للدهون والتي يتناولها من يمارسون رياضة كمال الأجسام.
- هل من أعراض مبكرة تدلّ على الإصابة بهذا الداء؟
تُختصر الأعراض، في: خفقان القلب أي دقّاته المتسارعة Palpitation وغيبوبة لفترة زمنيّة قصيرة Loss of consciousness ودوار عند حدوث التسرّع في دقّات القلب وضيق في النفس وألم في الصدر. ولكن، قد يصاب المرء بـ «الرجفان الأذيني» بدون أية إشارات، لذا يجدر الكشف المبكر عند الإحساس بأي عارض مهما كان بسيطاً.
بالمقابل، تشمل الأعراض المتقدّمة: حدوث قصور في عضلة القلب Heart Failure والجلطة في أي مكان من الجسم، وقد تؤدّي إلى الإعاقة أو الوفاة.
- هل يمكن أن تتشابه أعراض «الرجفان الأذيني» مع أعراض أخرى تصيب القلب أو تلك الخاصّة بالضغط النفسي كدقّات القلب المتسارعة؟
يمكن أن تتشابه هذه الأعراض، خصوصاً تلك المتعلّقة بالخفقان وضيق النفس، لذا قد يكون حرياً بكل شخص يشعر بهذه الأخيرة أن يتوجّه إلى اختصاصي في أمراض القلب للخضوع إلى تخطيط. وفي بعض الحالات، يفضّل تخطيط القلب بواسطة آلة توضع على خصر المريض وتلازمه أينما ذهب لمدّة 24 ساعة تسمّى Holter Monitor وترصد دقّات القلب وتحديد أي عطل طارئ فيها.
- من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بـ «الرجفان الأذيني»؟
إن كل امرئ يشعر بأحد الأعراض المذكورة آنفاً معرّض للإصابة، علماً أنّه يرتفع خطر دخول المصاب بـ «الرجفان الأذيني» المستشفى وحدوث تضخّم في قلبه 3 مرّات أكثر من غيره، بالإضافة إلى المخاطر المتعلّقة بالنشاف في الشرايين والجلطات والوفاة.
إيقاع دقّات القلب
- ما هي العلاجات المتوافرة؟ وما مدى فعاليّتها؟
يعتمد العلاج المتوافر حالياً على إبطاء سرعة دقّات القلب أو إعادتها إلى طبيعتها، إلا أنّ المشكلة تكمن في خطر الإصابة بالجلطات لدى من يمتلكون عامل خطر إضافياً، إذ يجدر بهم مراقبة سيلان الدم من خلال الفحوص المخبرية الدائمة وبصورة منتظمة، وذلك لتلافي الزيادة أو النقص في نسبة سيلان الدم، فإذا ازدادت يصبح المريض عرضةً لنزيف في الدماغ أو في أي منطقة أخرى من الجسم، أمّا إذا تناقصت فقد تعرّض المريض إلى خطر الإصابة بالجلطات.
وثمة علاجات أخرى للحالات المتقدّمة، هي عبارة عن صدمة كهربائية لإعادة عمل القلب تليها المتابعة عبر الأدوية أو جراحات لعلاج التليّف الأذيني تُجرى في المراكز الصحيّة الأوروبية والأميركية، علماً أنّه تمّت مؤخراً وبنجاح عملية منها في مستشفى الجامعة الأميركية ببيروت تمّ خلالها عزل الأوردة الرئوية عن الأذين الأيسر للعلاج.
- ماذا عن العلاجات الجديدة المتعلّقة بالأدوية المسيّلة للدم؟
يعتمد العلاج الجديد الذي طُرح في الأسواق منذ فترة وجيزة طريقةً جديدةً في عمل مسيّلات الدم Direct Thrombin Inhibitor، إذ بات يسمح للمريض بتناول حبّة الدواء صباحاً ومساءً، بدون الحاجة إلى مراقبة سيلان الدم في المختبر. ويتألّف هذا الدواء من جزيئيات Debigatran etexilate، وهو يفضّل على العلاج القديم لناحية تسييل الدم حصراً.
وتجدر الإشارة إلى أن الأعراض الجانبية للمرض كنزف الدماغ غدت محدودة مع هذا الدواء الجديد. ومن إيجابيته أنّه مناسب للمصابين الذين لا يمكنهم القيام بفحص مراقبة سيلان الدم باستمرار بسبب إقامتهم في قرى نائية أو عدم قدرتهم على دفع تكاليفه بشكل دائم.
- هل من طرق وقائية من الإصابة بهذا الداء أو مانعة لتفاقمه عند الإصابة؟
يجدر الحفاظ على مستوى ضغط الدم الطبيعي وعدم الإفراط في تناول المنبّهات والكحول واتّباع أنظمة غذائية صحيّة. أمّا للمصابين، فيجدر متابعة الحالة لدى طبيب القلب المتخصّص وتناول الأدوية بصورة منتظمة.