يعتبر الميزان من أهم الأدوات التي تنبئك عن أي تغيّر يطرأ على وزنك. ولذا، فإن الإستغناء عنه بات مستحيلاً، إذ هو المؤشّر عن خفض الوزن أو زيادته، وهو الدليل على نجاح الحمية أو فشلها. ولكن، قد لا يلعب الغذاء وحده الدور الحاسم في تغيير مؤشّر ميزانك، إذ لحالتك النفسية باع طويل في الأمر...
لاستعمال الميـزان شروط يجب مراعــاتهـا للحصول على قياس صحيح ودقيق، وهي:
- إرتداء ملابس خفيفة.
- وضع الميزان على سطح مستو.
- ضبط مؤشّر الميزان على الصفر.
- الوقوف على الميزان، بثبات.
- تدوين الوزن والتاريخ.
- إستخدام الميزان عينه في كل قياس، فضلاً عن نفس الملابس والمكان لأنهما من العوامل التي تساعد على تغيّر قراءة الميزان.
- يفضّل قياس الوزن صباحاً، قبل تناول وجبة الفطور.
- إستخدام الميزان مرّة خلال الأسبوع عند اتّباع حمية، مع تحديد هذا اليوم.
وممّا لا شكّ فيه أن مؤشّر الميزان والقراءة الصحيحة له قد ترفع معنوياتك أو قد تخفضها حسب قربها من النتيجة المرجوّة أو بعدها. من هنا، نلاحظ أن هناك علاقة بين حالتك النفسية ومؤشر الميزان. ولتوضيح هذه العلاقة، نلاحظ ما يلي:
- عند الحصول على وزن مثالي: تشعرين بالثقة بالنفس وبأنك أصبحت أجمل، كما يزداد طموحك لأنك حقّقت هدفاً تسعين إليه، ما يمدّك بالتفاؤل والسعادة.
- عند الحصول على وزن غير مرغوب فيه: تشعرين بالإحباط والكآبة لعدم تحقيق الهدف، فضلاً عن الخجل من شكل جسمك الحالي وفقد الثقة بالنفس والتشاؤم من أي محاولة لتعديل الوزن. كما تقومين بمعاقبة نفسك لا شعورياً، وذلك من خلال الأكل بشكل مفرط أو الحرمان الشديد من الطعام.
الحالة النفسية والمزاجية
ولهذه العلاقة صورة أخرى، إذ إن للحالة النفسية تأثيراً على مؤشّر الميزان، فقد أثبتت الأبحاث أن هناك عوامل تؤثّر على تغيّر الوزن منها: الحالة النفسية والمزاجية بنسبة 45%، الوراثة، تقبّل الجسم للمواد الغذائية، العادات الغذائية وكميّة السعرات الحرارية، علماً أن الحالة النفسية
لا تساهم في خفض الوزن لدى البعض رغم اتّباع حمية غذائية. ومن مظاهر العلاقة بين الحالة النفسية والوزن، نجد أن:
مرض القولون العصبي يتعلّق بالحالة النفسية للشخص، ويلاحظ أن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يتخلّصون منها لدى تغيّر حالتهم النفسية.
أعراضه: آلام في البطن وشعور بالإنتفاخ، عدم انتظام الخروج فأحياناً يصاب الشخص بالإسهال، وفي أحيانٍ أخرى يصاب بالإمساك. ولهذه الأعراض تأثير شديد على نفسية المريض وعلى شهيّته للطعام.
الدواء: إن غالبية الأدوية المضادة للإكتئاب أو المضادة للذهان تخفّف من حدّة الإضطراب، ولكنها فاتحة للشهية مما يساعد على زيادة الوزن، فإذا كان الشخص بديناً قبل أن يستخدم العلاج، فسوف يزداد بدانة ممّا ينعكس سلباً على حالته النفسية إذ لن يستجيب للأدوية المضادة للإكتئاب. لذا، يجب اختيار الأدوية التي لا تزيد الوزن.
- المصابون بالهزال عادةً ما يكونون مصابين بحالة كآبة شديدة أو فصام فيفقدون الشهية للأكل، وقد يصابون بفقر الدم. لذا، إن مريض الإكتئاب الحاد لا يهتم بغذائه بل لا يهتم بالحياة عموماً.
- الأشخاص العصبيون أو المتوتّرون عادة ما يصابون بالنحافة الشديدة أو السمنة، لذا، فزيادة الوزن لا تعتمد على الغذاء بقدر ما تعتمد على أسلوب تناوله ومدى عنايتك في مضغ الطعام مضغاً تاماً. وقد دلّت التجارب على أن الأشخاص الذين يسرعون في تناول طعامهم هم الذين يصابون بالهزال الشديد أو بالسمنة المفرطة. والإنسان لا يحصل من غذائه على الفائدة المرجوّة إذا تناوله بالطريقة السالفة، علاوة على أنه ليس هناك شيء يؤدّي إلى الشعور بالتوتر والضيق كالمعدة الممتلئة بكتل من الطعام تناولها الإنسان على عجل فلم يتمّ مضغها، وغالباً ما يستمر مثل هذا الشعور بالضيق إلى الوجبة التالية.
خطوات مفيدة
وإذ نجد أننا لا نستطيع أن نجزم من المسؤول عن هذه الأمراض: هل هو الوزن أم النفسية؟ يجدر اتّباع الخطوات الآتية لتفادي الدخول بدوّامة هذه الأمراض:
- دمج السببين ومعالجتهما معاً في عيادة غذائية نفسية من غير الفصل بينهما، وقد طبّقت هذه الطريقة داخل مستشفيات عدّة في لندن، وحقّقت نتائج صحية مذهلة على الصعيدين النفسي والوزن المثالي.
- ممارسة الرياضة، خصوصاً المشي ممّا يساعد على تحسّن المزاج والنفسية، فضلاً عن الحصول على وزن مناسب.
- ممارسة اليوغا وخصوصاً ما يُعرف بـ «يوغا التنحيف»، والتي تعتبر من أنجح الوسائل للحصول على وزن مثالي بالمصالحة مع النفس والتخلّص من الحالة النفسية المجهدة وتحفيز أنسجة الجسم على العطاء بأفضل صورة.
- الخضوع إلى تدليك لإراحة الأعصاب والتخلّص من التوتر وتفتيت الخلايا الدهنية.
- تجنّب الأطعمة التي تزيد نسبة الحموضة في الدم لدورها في توتر الأعصاب، كالتخفيف من تناول اللحوم الحمراء والإستعاضة عنها بالأسماك والجبن والبيض. ويستحسن الإكثار من تناول السلطات الطازجة، خصوصاً الخس، إضافة إلى التخفيف من استهلاك الفطائر بأنواعها المختلفة، مع استبدال السكر الأبيض بالسكر الأسمر الخشن فهو أقل تكويناً للحموضة.
- الإبتعاد عن العصبية والتوتر قدر الإمكان أثناء تناول الوجبة ومحاولة إيجاد جو مرح لها، فذلك يساعد على الإستفادة التامة من العناصر الغذائية التي تحتويها.