ثمة أمراض عدّة متعلّقة بمرحلة الخصوبة والإنجاب لدى المرأة، ينتج معظمها من اضطراب في الجهاز الهرموني واختلال هرمون "الأستروجين" في مرحلة منتصف العمر والتي تتراوح ما بين 30 و45 عاماً.
"سيدتي" إطلعت من استشاري أمراض النساء والولادة والعقم وجراحة المناظير ورئيس قسم النساء والولادة بمستشفى الملك عبد العزيز ، الدكتور انتصار راغب الطيلوني عن أكثر أمراض النساء شيوعاً في فترة الخصوبة إلى ما قبل فترة انقطاع الطمث.
1- الإجهاض المتكرر: تتعرّض المرأة إلى هذه الحال في فترة الخصوبة والإنجاب، خصوصاً كلّما تقدّم بها العمر.ويُعرف الإجهاض طبياً بأنه خروج الجنين من الرحم قبل اكتمال نموه أي قبل الشهر السادس أو قبل 21 أسبوعاً من بدء الحمل.وقد يحدث الإجهاض غالباً أثناء الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وفي الموعد المتوقع للدورة الشهرية.
وتشير الإحصائيات الطبية الحديثة إلى أن نسبة حدوث الإجهاض التلقائي لدى السيدات يبلغ 20% في المرحلة الممتدة ما بين 30 عاماً و45 عاماً، وتزداد هذه النسبة كلّما تقدمت المرأة في السنّ. وتبيّن النتائج أن الإجهاض قد يصيب سيدتين من أصل 10 نساء أو بمعنى أخر كل حمل من أصل 5، بالإضافة إلى أن حوالي 80% من حالات الإجهاض قد تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وتزداد هذه النسبة مع تقدم سنّ الحامل وارتفاع عدد الولادات.
أسبابه:تعود الأسباب المسؤولة عن الاجهاض المتكرّر، إلى:
- وجود عيب تكويني في البويضة الملقحة، ما يسبب تشوّه الجنين منذ بدء تكوينه، مؤدياً إلى موته وبالتالي إجهاضه. وتشكّل هذه الحال حوالي 50% من حالات الإجهاض التي تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
- الاضطرابات الهرمونية التي تؤدي إلى عدم اكتمال نمو الحمل، ما يوجب على الحامل إجراء الفحوص الهرمونية اللازمة للبول والدم ليتم اكتشاف خطر الإجهاض المبكر وتفاديه عبر الراحة واستخدام أدوية تثبيت الحمل.
- سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن اللازمة لإتمام الحمل والذي يضعف كثيراً كلّما اقتربت المرأة من موعد انقطاع الطمث. وفي هذا الإطار، أثبتت الدراسات الحديثة أن نقص بعض الفيتامينات (E أو A) قد يتسبب في الإجهاض المبكر عند المرأة.
- الإصابة بسكر الحمل الذي تكثر الإصابة به في مرحلة الخصوبة والإنجاب، ويزداد كلّما تقدّم عمر الحامل، متسبباً في كثير من الأحيان في وفاة الجنين وإجهاضه، بالإضافة إلى زيادة نسب الإصابة بضغط الدم المرتفع للمرأة التي يتجاوز سنّها 35 عاماً، ما يؤثّر على وظيفة المشيمة وحدوث الإجهاض.
- ضعف عضلة عنق الرحم بسبب تكرار الولادات وتقدّم سنّ الحامل، ما يؤدي إلى فقدان الجنين ما بين الشهرين الثالث والسادس من الحمل بسبب ثقل الجنين.
طرق الوقاية والعلاج: ينصح الأطباء بإتباع الخطوات التالية لتفادي حدوث الإجهاض في مرحلة الخصوبة والإنجاب:
- الرقود والتمدّد على الفراش طوال فترة الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، مع المواظبة على تناول أدوية تثبيت الحمل التي يوصي بها الطبيب.
- الامتناع كلياً عن ممارسة العلاقة الزوجية طوال فترة الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أو إلى أن يزول خطر الإجهاض.
- عدم القيام بأي مجهود بدني كرفع شيء ثقيل بشكل غير صحيح أو الجلوس لساعات طويلة في وضع واحد أو السفر لمسافات طويلة، مع أهميّة التوقف التام عن ممارسة أي نوع من الرياضة البدنية خلال الفترة الأولى من الحمل.
2- التهاب المسالك البولية: تفيد الدراسات الطبية الحديثة أن النساء هنّ أكثر عرضة لالتهاب المسالك البولية خصوصاً في سنّ الخصوبة والإنجاب والتي تتراوح بين 30 إلى 45 عاماً، وتشير الإحصائيات الحديثة إلى أن عدد المصابات بالتهاب المسالك البولية لدى النساء مقارنة بالرجال يقدّر بعشرة إلى واحد. وتعدّ أكثر الأماكن إصابةً، هي:عنق المثانة وفتحة مجرى البول والمثانة والكلى.
أسبابه: تعود الأسباب المسؤولة عن التهاب المسالك البولية، إلى:
- قصر مجرى البول عند المرأة، إذ لا يتعدى طوله 2.8 سنتيمتراً، بينما يبلغ عند الرجل أكثر من 10 سنتيمترات.
- وجود فتحة مجرى البول بمحاذاة مدخل المهبل، ما يساعد على دخول الفطريات والميكروبات إلى المسالك البولية محدثة الالتهاب.
- يؤدي استعمال بعض وسائل منع الحمل إلى التهاب المثانة.وفي هذا الاطار، يشير الأطباء إلى أن السيدات اللاتي يكثرن من استعمال وسائل منع الحمل الموضعية يكن أكثر عرضة لالتهاب المسالك البولية والمثانة.
- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، ما يسهّل انتقال البكتريا إلى المهبل والمثانة من فتحة الشرج.
طرق الوقاية والعلاج: ينصح الأطباء بإتباع الخطوات التالية:
- الاغتسال اليومي بالماء والصابون والحرص على النظافة الشخصية والبقاء لفترة 5 دقائق في مطهر مخفف بماء ساخن.
- الحرص على تغيير الملابس الداخلية والفوط الصحية والاغتسال جيد أثناء فترة الدورة الشهرية.
- تجنّب احتباس البول والذي يكثر في مرحلة الخصوبة والإنجاب، وذلك بالذهاب مباشرة إلى الحمام بمجرد الشعور بالرغبة في التبول بدون تأجيل.
- تناول كميّات كبيرة من الماء يومياً، ما يعمل على زيادة إدرار البول، وبالتالي التخلص من الميكروبات والفطريات داخل المثانة.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصري الكالسيوم والماغنسيوم وفيتامين B6، فهذه الأخيرة فعّالة في تفادي التهابات المثانة.
3- التهاب المسالك التناسلية: يشمل التهاب عنق الرحم والمهبل والمبايض. وتمثّل العدوى الميكروبية السبب الرئيس في التهاب المسالك التناسلية، وأبرزها:التراخوما والفطريات والهربس الزهري.وتبيّن الدراسات الحديثة أن حوالي.2 47% من السيدات في فترة الخصوبة ومنتصف العمر قد يعانين من التهاب المهبل سنوياً، ومن ظهور أعراض تتمثّل في إفرازات تقيحية ذات رائحة كريهة، يصاحبها وجود حكة وحرقة في فتحة المهبل. ومن جهة أخرى، يؤكد الباحثون على أن التهاب مجرى عنق الرحم والذي يصيب أكثر من 50% من السيدات سنوياً يعدّ السبب الرئيس في ضعف الخصوبة عند المرأة، وذلك بسبب الطفيليات والبكتيريا الموجودة في المجرى والتي تقتل الحيوانات المنوية.
أنواع التهاب المسالك البولية: تنقسم التهابات المسالك البولية، إلى:
- الالتهاب الحاد:يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة ووجود رعشة في الجسم واحمرار وانتفاخ مكان الإصابة. وقد أثبتت الدراسات الطبية أن هذا النوع من الالتهابات غالباً ما يستوطن الخلايا اللمفاوية.
- الالتهاب المزمن:يحدث نتيجة إهمال الالتهاب الحاد أو عدم تناول الدواء بالكميات الكافية والفترة الزمنية اللازمة لإتمام العلاج. ولقد أشار الأطباء إلى أن أعراض هذا الالتهاب تتمثّل، في:الشعور بوخز مؤلم في المكان المصاب كالتهاب عنق الرحم والذي يصاحبه ظهور إفرازات مهبلية بيضاء زلالية أو التهاب المهبل الذي يصاحبه إفرازات ذات رائحة كريهة وحكة في فتحتي المهبل والبول أو قرحة عنق الرحم التي يصاحبها وجود إفرازات مخاطية كثيفة وألم شديد في أسفل الظهر أو البطن أو وجود إفرازات دموية بسيطة بعد انتهاء العلاقة الزوجية.
طرق الوقاية والعلاج: يوصي الأطباء بإتباع العلاجات المناسبة لكل نوع التهاب وفق الشكل التالي:
- يتطلّب العلاج المنزلي لالتهاب المهبل استعمال الدشّ المخفف بمحلول مطهّر لإزالة الإفرازات، بالإضافة إلى استعمال تحاميل مضادة للالتهاب يقوم بوصفها الطبيب حسب نوع الالتهاب.
- يتطلّب علاج قرحة عنق الرحم قيام الطبيب بأخذ مسحة مهبلية لتحديد نوع ودرجة الالتهاب، بالإضافة إلى الاهتمام بالنظافة الشخصية وتغيير الملابس الداخلية بشكل دائم.
- يتطلّب علاج أوجاع الحوض تناول المضادات الحيوية، مع الراحة التامة حتى نهاية فترة العلاج والإكثار من تناول السوائل.
- يتطلّب علاج التهاب الفرج الاغتسال بماء فاتر مضافاً إليه محلول محلي أو "كربونات الصودا"، مع استخدام مراهم المضادات الحيوية.
4- النزف الرحمي: يعرف بغزارة الحيض أو نزول كميات كبيرة من الدم أثناء الدورة الشهرية، ويكون إمّا بشكل مستمر لأيّام عدّة متواصلة أو متقطّع أي ينقطع لفترة بسيطة جداً ثم يعود مرة أخرى وبنفس الغزارة.وتشير الإحصائيات الطبية الحديثة إلى أن 18% من حالات النزف الرحمي تحدث لدى الفتيات اللاتي في بداية مرحلة البلوغ، بينما تعاني 45% من السيدات اللاتي في مرحلة الخصوبة ومنتصف العمر من حالات النزف الرحمي والذي يتطوّر في بعض الحالات إلى انقطاع الحيض.
أسبابه: يعدّ السبب الرئيس المسؤول عن هذه الحال الإصابة بسيولة الدم واختلال نسبة "الهيموغلوبين" فيه، فضلاً عن اضطراب وظائف الغدد الصماء في الجسم كزيادة نشاط الغدد الصماء ذات الإفراز الداخلي، بالإضافة إلى حدوث اختلال في عمل المبايض، ما يؤثّر بشكل مباشر على بطانة الرحم، وبالتالي حدوث النزف الرحمي.
العلاج المنزلي: يشمل العلاج المنزلي الخطوات التالية:
- الراحة التامة وعدم القيام بأي مجهود بدني سواء كانت رياضة أو حركة زائدة في العمل، مع تجنّب رفع الأشياء الثقيلة أو الوقوف كثيراً.
- تفادي تناول المشروبات الساخنة كالشاي والزنجبيل وخصوصاً القرفة التي تؤدي إلى زيادة سيولة الدم.
- عدم الاستحمام بالماء الساخن وعدم استعمال الدش أو البقاء في المغطس لفترات طويلة.
العلاج الدوائي: يشمل العلاج الدوائي الخطوات التالية:
- المداومة على تناول أدوية تقوي الشعيرات الدموية طوال فترة النزف الرحمي بإشراف الطبيب المعالج لتقييم الحالة والعلاج المناسب لها.
- المواظبة على تناول الفيتامينات والمعادن الهامّة للتغلب على سيولة الدم وتخثره كفيتامين K الذي يفضّل أن يؤخذ على هيئة حقن في العضل.
- تناول فيتامين C على شكل أقراص فوّارة، وذلك لتعويض الجسم عن الكالسيوم المفقود الذي يعمل على تقوية شرايين الدم ومناعة الجسم، ما يقلّل من النزف الرحمي.
- استشارة الطبيب في استعمال الأدوية المخثرة والمضادة للنزف الرحمي والتي من وظيفتها تقوية عضلات الرحم والزيادة من انقباضاتها بما يحد من نزول الدم بكميات كبيرة.
- يحذّر الأطباء من تناول أدوية "الأسبرين" التي من وظيفتها زيادة سيولة الدم.
أورام الثدي الحميدة:
تنشأ هذه الأورام من ألياف الثدي نفسه أو من الغدد الثديية، وتحوي غالباً أكياساً تحوي سائلاً قد يتسبّب في حدوث ألم، خصوصاً قبل موعد الدورة الشهرية، بعكس الأورام السرطانية الخبيثة التي لا تشعر المرأة فيها بألم أو تتسبّب لها في إزعاج.ويؤكد الأطباء على أن الأورام الحميدة تكون بطبيعتها متحركة، وتظهر على شكل أكياس صغيرة على كلا الثديين، مصحوبة بافرازات دموية من الحلمة، بعكس الأورام الخبيثة التي تكون ثابتة في مكانها وتنشأ في ثدي واحد.
وتشيرالإحصائيات الحديثة إلى أن ما يزيد عن 50% من الحالات المصابة بالأورام الحميدة هي لسيّدات في أوج مرحلة الخصوبة، ويعزو الأطباء السبب إلى اختلال الهرمونات الأنثوية وازدياد في نشاط المبيض.
- الحل الجراحي: يتم في البداية التأكد من نوع الورم (إن كان حميداً أو خبيثاً) بواسطة التصوير الإشعاعي للثدي.أمّا العلاج فيتمّ عبر استئصال الورم الحميد، مع أخذ عينة منه لتشريحها بما يمكن من طبيعة ونوع الورم.وفي بعض الحالات، يتم العلاج ببعض الهرمونات المضادة لزيادة هرمون "الأستروجين" في الدم.
- للوقاية: يعتبر الفحص الذاتي للثديين بعد انتهاء الدورة الشهرية مباشرةً من أهم طرق اكتشاف الإصابة، وذلك لنعومة ملمس الثديين في هذا الوقت، ما يسهل ملاحظة أي تغيير يطرأ عليهما. ويجب أن يتم الفحص الذاتي أمام المرآة في غرفة جيدة الإضاءة، على أن تحرص السيدة على الفحص في وضع الوقوف، مع الاهتمام بفحص الجزء العلوي من الثدي، وذلك لأنه مكان تجمع الغدد اللمفاوية، إلى جانب أهمية إجراء الفحص الذاتي في وضع الرقود لملاحظة أي تكتل في جوانب الثدي. كما يوصي الأطباء بفحص الإبط الأيسر والأيمن بحثاً عن وجود غدد لمفاوية متضخمة تعدّ مؤشّراً خطراً لبداية تكوّن أوارم في الثدي.
للاطلاع على بقية الأمراض النسائية الشائعة في مرحلة الحمل والخصوبة تابعوا العدد المقبل من مجلة "سيدتي"