أثبتت دراسة صادرة حديثاً أن الإصابة بأمراض القلب المختلفة تتضاعف لدى من يعانون الكآبة، مستخلصةً أن علاج الكآبة قد يخفّض نسبة الوفيّات نتيجة الذبحة القلبية!
كيف تؤثّر الكآبة على رفع نسبة الإصابة بأمراض القلب؟ سؤال حملته «سيدتي» إلى الاختصاصي في أمراض القلب الدكتور جوزف الشامي.- كيف تعرّض الكآبة القلب للخطر؟
أشرف علماء في أمستردام على دراسة تناولت 2847 رجلاً وامرأةً، تتراوح أعمارهم بين 55 و85 سنة، إمتدت على سنوات أربع، فاستطاعوا من خلال إخضاعهم إلى فحوص نفسية وقياس درجة الكآبة عند كلّ منهم تحديد تأثير هذه الحالة على الوفاة بالذبحة القلبية. وتبيّن أن هناك عوامل أخرى أخذت في عين الاعتبار ضمن هذه الدراسة، من بينها التدخين وارتفاع ضغط الدم وتناول الكحول ومؤشر كتلة الجسم. وخلصت النتيجة إلى أن عدد الوفيّات في صفوف المصابين بالكآبة يزداد بنسبة 4 مرّات! وتصنّف الكآبة لدى جميع المصابين بشرايين القلب من بين أخطر العوامل التي تؤدّي إلى الوفاة. كما أثبتت هذه الدراسة أنّ الكآبة الخفيفة تزيد احتمالية الموت الفجائي لدى من يعانيها.
- كيف تفسّر العلاقة بين الكآبة وأمراض الشرايين؟
رغم أن الدراسات أشارت إلى علاقة تربط بين الكآبة وأمراض شرايين القلب، إلا أن آلية تحديد هذه العلاقة ما تزال غير واضحة. لكنّ العاملين في حقل البحوث يتحدثون عن نظريات عدّة، في هذا الإطار، أبرزها أن الكآبة تؤثر على تراجع عمل كريات الدم وتزيد نسبة «الكورتيزول»، ما ينتج نقصاً في المناعة ضد «الأنسولين» وأنواعاً من «الستيروييد» تزيد الضغط على الشرايين. لذا، تطفو على السطح احتماليّة الإصابة بداء الشرايين.
وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يعانون الكآبة يعيشون نمطاً حياتياً غير سليم، ومعظمهم إما يكون مدخّناً أو يتناول الكحول بإفراط.
وترتفع نسبة إصابة كبار السن بالكآبة إلى 20 في المائة، رغم أنّها لا تؤخذ بعين الإعتبار لدى إجراء المريض الفحوص الطبية. ومما لا شكّ فيه أن الوقاية والعلاج من الكآبة قد يشكّلان مفتاح خفض نسبة الوفيّات من جرّاء الذبحة القلبية.
ضغط العمل
- كيف يؤثّر ضغط العمل على الإصابة بأمراض القلب؟
يؤثّر ضغط العمل على حال القلب، ومن الممكن أن يسبّب ذبحةً قلبيةً. كما أن «الكوليسترول» مسؤول عن إغلاق الشرايين بسبب مخزون الدهون التي تلتصق على غشاء الشرايين الداخلي، مشكّلةً عائقاً أمام مرور الدم، فتحصل الذبحة عند تضييق الشريان. وأحياناً، يمرّ جزء من الدهون المجمّعة في داخل الشريان مؤدياً إلى إغلاقه.
وفي هذا الإطار، تناولت دراسة عن الكآبة 573 امرأةً ورجلاً، تتراوح أعمارهم بين 40 و60 سنة، فبيّنت أن هناك مستويات عدّة للضغط النفسي، من بينها ذاك الناتج عن ضغط العمل والتفكير بالعمل أثناء الوجود في خارجه. وخلصت هذه الدراسة إلى أن 36 في المائة من الرجال الذين يعانون ضغط عمل مرتفعاً يشكون انسداداً في شرايين القلب و21 في المائة من الأشخاص الذين يعانون ضغط عمل أقلّ يشكون أيضاً انسداداً في شرايين القلب، ما يعني أنّه سواء ازداد ضغط العمل أو قلّ فإن مفعوله السلبي يتساوى بين الجميع، علماً أن 90 في المائة من الموظفين يصابون بالضغط النفسي الذي يزيد 3 مرّات احتمالية الإصابة بالذبحة القلبية.
- هل تعاني النساء بصورة أكبر من الرجال من هذه المشكلة؟
إن النساء لا يعانين هذه المشكلة كما الرجال لأسباب عدّة، من بينها أن بعض الهرمونات ك «الاستروجين» يلعب دوراً في حماية شرايين القلب، الا أنّ هذا لا يعني أن الضغط النفسي لا يؤثّر على النساء والحوامل خصوصاً. وهناك عدد من النساء اللواتي تعرّضن للضغط النفسي، يشكين ارتفاعاً في نسبة ضغط الدم أو آلاماً في الرأس أو دواراً أو مشكلات في الرؤية أو نزف دم من الأنف أو شعوراً بالتعب.
إرتفاع ضغط الدم
- ما هو تأثير الخلافات الزوجية على ارتفاع ضغط الدم؟
أثبتت الدراسات أن ارتفاع ضغط الدم الناتج عن الضغط النفسي يؤثّر سلباً على الصحّة العامّة. ويعتقد علماء النفس أنّ كلّ ما يتعلّق بالعواطف السلبية أو تذكّرها يولّد ارتفاعاً في ضغط الدم. ولحظت دراسة أميركية الرابط بين ضغط الدم والكآبة، وتأثير هذا الأمر على أمراض القلب، على المدى الطويل. وبات من المطلوب الوقاية من الاصابة بالضغط النفسي لتفادي الاصابة بارتفاع ضغط الدم، علماً أنّ بعض العلماء يؤكد أن زوال الضغط النفسي يعيد الامور الى طبيعتها، إلا أن المشكلة تلازم المرضى الذين يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم عموماً.