«قطعة من السماء» و«الأكثر فخامة» و«الأكثر إثارة»... كلّها عبارات يستخدمها الزوّار لوصف جمال منتجع «مارينا باي ساندز» الذي افتتح حديثاً في «سنغافورة». وفي هذا الإطار، يشهد العالم للمرّة الأولى في جنوب شرق آسيا مفهوماً جديداً استمدّ من وحي «لاس فيغاس» للمنتجع الذي سيغيّر إلى الأبد مشهد الأعمال والترفيه وليالي السمر في «سنغافورة»! وإذ يقع هذا الصرح المعماري في قلب منطقة الأعمال في «سنغافورة» الوسطى وبين بحر «الصين» الجنوبي وخليج «مارينا»، يمكن من هذا المكان رؤية مناظر الطبيعة الخلاّبة بشكل مغاير.
إنه هيكل مؤلّف من أبراج ثلاثة تمّ ربطها ببعضها البعض من الأعلى عبر حديقة فضائية تمتدّ على سطح هذه الأبراج التي تفصلها مسافة عن بعضها البعض، فيستطيع الزوّار مشاهدة الخليج عبرها، وما أن يرفعوا رؤوسهم عالياً حتى تطلّ عليهم حديقة ضخمة ترتفع أكثر من 200 متر، لتكون الإطلالة الأكثر إثارة في المدينة، ولتصبح رمزاً يميّز هذا الجزء من العالم.
هنا، سيتاح للزائر استهلال يومه بهذا المشهد الفريد والإستيقاظ في غرفة فندق فخم وممارسة الأعمال في «مركز المؤتمرات» في الصباح وتناول الغداء في مطعم يديره واحد من أشهر الطهاة في العالم والإستمتاع بالتسوّق الفاخر والخلود للراحة في مراكز العناية بالبشرة... وكل ذلك قريباً من الغيوم! وسيقع في حيرة ما بين تناول «الكوكتيل» بين السحب حيث تنبسط المدينة من كل الإتجاهات أو زيارة سريعة للمتحف والمشي في نزهة على طول الواجهة البحرية حيث الهواء المنعش. ومن المؤكّد، أنّ الزائر سيرغب باختتام يومه بحضور حفل «روك» للفرق الأكثر شهرةً في العالم، وذلك ليس بالمستحيل، بل إنه لن يستغرق إلا بضع دقائق للتنقّل مشياً بين مكان وآخر.
تصميم تنافسي
تمّ تصميم هذا المنتجع الزجاجي ذي الطراز العالمي ليكون مثاراً للدهشة ومركز جذب للسيّاح. وسؤال المهندس المعماري ذي الشهرة العالمية الذي صمّم هذا المشروع موشيه سفيديا الآتي من بوسطن: إلى أي مدى يجرؤ مهندس على مجابهة قوانين الطبيعة وابتكار تصميم فريد، يجيب عنه قائلاً: «إن اهتمامه الأساسي ليس مجرّد تقديم التصميمات المعمارية غير المتوقّعة بقدر ما هو تقديم ما هو واقعي ومنطقي، ثم يأتي دور التجهيز اللائق».
وكان سفيديا انضمّ إلى شركة «لاس فيغاس ساندز كوربوريشن» للمساهمة في وضع هذا التصميم التنافسي لحكومة «سنغافورة» التي ترغب في تشييد البناء، وبذات الوقت الحفاظ على المشهد البانورامي للطبيعة المجاورة. وقد طرأت على هذا المشروع جملة من التطوّرات، إلى أن ظهر بصورته النهائية ليكون أكبر فندق في «سنغافورة». وكان من المهم تجنّب بناء «جدار» يقسم الخليج ويحجب رؤيته، فجاءت فكرة بناء أبراج ثلاثة ضخمة، وإيداع مساحات بينها على شكل نوافذ طبيعية تمكّن عشاق الخليج من الإستمتاع بمنظره رغم وجود البناء، وكانت الفكرة المكمّلة ربط الأبراج الضخمة عبر الحديقة السماوية التي تتوّج الأبراج الثلاثة.
فندق «مارينا باي ساندز» هو اليوم أكبر فندق في «سنغافورة» إذ يتضمّن 2561 غرفة وجناحاً، و55 طابقاً و18 نوعاً مختلفاً للغرف الموزّعة في الأبراج الثلاثة. أمّا الحديقة السماوية Skypark فقد كانت بمثابة الزينة التي تغطّي الكعكة الجميلة! ويشابه تصميمها السفينة، كما تنتشر على سطحها مرافق تتمثّل في المطاعم ومسارات الركض وأماكن الإستراحة وحمّام السباحة، وكل ذلك قريباً من الغيوم وعلى ارتفاع 200 متر. وتمّت زراعة نصف أسطح المشروع بأكمله بالأشجار والحدائق الإستوائية.
مركز المعارض والمؤتمرات
ومن مرافق المنتجع الهامة، هناك «مركز المعارض والمؤتمرات» الذي يشغل خمسة طوابق تحوي ما يقارب 2000 مقصورة و250 قاعة اجتماعات، إضافة إلى 35 فندقاً من فنادق العلامات التجارية المعروفة. ويمكن أن يستوعب كل أنواع الإجتماعات مهما كان عدد المشاركين فيها، بدءاً من 10 أشخاص ووصولاً إلى 11 ألف شخص!
مشاهير الطهاة
يجتمع سبعة من مشاهير الطهاة في العالم تحت سقف واحد، وهذا أمر ليس بالعادي! فهناك ماريو باتاليك ودانيال بولود من نيويورك وولفغانغ بوك من لوس انجلوس وسانتي سانتاماريا من برشلونة وغاي سافوي من باريس وتيتسويا واكودا من سيدني وطاهي سنغافورة المفضّل جوستين كويك. هذا المزيج غير المسبوق من مشاهير الطهاة، إضافة إلى أكثر من 50 مطعماً شهيراً تنتمي إلى العلامات التي تمتلك خبرةً في عالم الطبخ والكثير من «الكافيتريات» الحديثة، لن يترك لزوّار المكان فرصةً لمتابعة أنظمة تخفيف الوزن!
تسوّق فاخر ومنتجعات
تكثر في «سنغافورة» المراكز التجارية الفاخرة والتي تحتوي أكثر من 300 علامة تجارية من الدرجة الأولى ذات الأسعار الباهظة والتي تقدّم مفهوماً جديداً للتسوّق. وفي هذا الإطار، يقع «منتجع بانيان تري» في الطابق 55 ويشرف على مناظر المدينة الخلاّبة، ويشكّل ارتياد المنتجع تجربةً جديرةً بالإهتمام.
توقّعات مستقبلية
يتوقّع خلال السنة المقبلة افتتاح المزيد من المرافق الأخرى في هذا المنتجع الذي بلغت تكلفته 5،5 مليارات دولار أميركي، بما في ذلك متحف «لوتس» الذي سيضمّ معارض من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى مسرحين، علماً أن عرض الإفتتاح سيحمل إسم THE LION KING. وكذلك، هناك ساحة المناسبات في الهواء الطلق والواجهة البحرية التي تشكّل المكان المناسب لقضاء النزهات، وسيكون هناك المزيد من المحال التجارية والمطاعم التي ستفتح أمام الجمهور، علماً أنّه من المتوقّع أن يجذب المنتجع أكثر من 70 ألف زائر يومياً أو 18 مليون زائر في السنة.