هل تتساءلين ما الذي يجعل المعالم السياحية التاريخية في الدول العربية مقصداً فريداً للسائحين؟ هل يمكن أن تكون آثار مجمع دندرة في مصر، مع معبد حتحور الرائع، شاهدة على عظمة الحضارة المصرية القديمة؟ هل يمكن لقصبة تلوات في المغرب، التي تدمج بين التصاميم الأندلسية والبربرية، أن تروي قصة الحرفيين الذين بنوا هذه الحصون في القرن التاسع عشر؟ وكيف يمكن للحمامات الأنطونية في تونس، أكبر مجمع حمامات رومانية في شمال إفريقيا، أن تأخذنا في رحلة عبر الزمن لتكشف عن عظمة الإمبراطورية الرومانية؟ ماذا عن قلعة بن حماد في الجزائر، التي كانت عاصمة دولة الحماديين، هل تقدم لنا لمحة عن تطور العمارة الإسلامية؟ هل قلعة البحرين، التي تعود إلى أكثر من 5000 عام، تستحق أن تكون إحدى أهم المعالم التاريخية في المنطقة؟ وأخيراً، كيف يمكن للجزيرة الحمراء في الإمارات أن تبرز بوصفها موقعاً تاريخياً مع آثارها العريقة في رأس الخيمة؟ هذه المعالم وغيرها من المواقع التاريخية في الدول العربية تمثل جسراً بين الماضي والحاضر وتستحق الاستكشاف لتكون شاهداً حياً على عراقة الحضارات التي مرت بهذه المنطقة.
مجمع معابد دندرة

يقع مجمع دندرة على بعد حوالي 50 ميلاً شمال مدينة الأقصر، على الضفة الغربية لنهر النيل، ويحتوي على بعض من أفضل الآثار المصرية القديمة المحفوظة، بما في ذلك المعابد والمقابر. الموقع الأكثر شهرة في مجمع دندرة هو معبد حتحور الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد وقد تم تطويره بشكل مستمر طوال العصرين البطلمي والروماني ويحتوي على إشارات إلى كل من الحكام المصريين والأباطرة الرومان بما في ذلك نيرون ودوميتيان وتراجان. على الرغم من أن معبد حتحور يُعتبر بناءً متأخراً نسبياً وفقاً للمعايير المصرية القديمة، فإن مجمع دندرة عامةً يعود تاريخه إلى ما قبل ذلك بكثير، حيث تم بناء المعبد الحالي على بقايا هياكل أقدم. إلى جانب معبد حتحور، تشمل المناطق الأخرى الجديرة بالملاحظة في دندرة منازل الميلاد التي تعود إلى العصرين المصري والروماني؛ وكنيسة مخصصة للإلهة المصرية إيزيس؛ وبوابات دوميتيان وتراجان؛ وكنيسة مسيحية تعود إلى أواخر فترة الإمبراطورية الرومانية. يزور العديد من السائحين دندرة في رحلة ليوم واحد من الأقصر، ونظراً لأن عدداً من شركات الرحلات تقدم هذا الخيار من العديد من فنادق المدينة؛ فقد تكون هذه هي الطريقة الأكثر عملية لاستكشاف مجمع دندرة ومعبد حتحور. كما يتميز هذا الموقع أيضاً بأنه أحد أفضل 10 مناطق جذب سياحي في مصر.
حمامات أنطونيوس
باعتبارها أكبر مجموعة من الحمامات الرومانية التي بُنيت في القارة الإفريقية وواحدة من أكبر ثلاثة حمامات بُنيت في الإمبراطورية الرومانية، كانت الحمامات الأنطونية عبارة عن مجمع حمامات رومانية ضخم في قرطاج القديمة بتونس؛ واليوم، أصبحت الآثار المحفوظة جيداً أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. تم بناء الحمامات الأنطونية من عام 145 إلى عام 165 بعد الميلاد، وخاصة في عهد الإمبراطور الروماني أنطونيوس بيوس، وكانت من بين أكبر الحمامات التي تم بناؤها في العالم الروماني وأكبر مجمع من نوعه في شمال إفريقيا. كانت الحمامات قادرة على استقبال أعداد كبيرة من الزائرين، حيث كانت تحتوي على عدد من الغرف والحجرات القياسية لمثل هذه المجمعات الحمامية القديمة، بما في ذلك الغرفة الباردة والغرفة الساخنة والحمام الساخن. كما كان هناك ذات يوم مسبح ضخم على شاطئ البحر، إضافة إلى صالة للألعاب الرياضية لممارسة النشاط البدني. على الرغم من أن الحمامات كانت ذات يوم تتكون من عدة طوابق؛ فإن الآثار التي يمكن رؤيتها اليوم هي في الأساس من الطوابق السفلية فقط. ومع ذلك، ليس من الصعب أن نتخيل الحجم والعظمة التي كانت الحمامات تتمتع بها من خلال ما لا يزال مرئياً. تستحق الآثار الرائعة لحمامات أنطونيوس الاستكشاف، حيث تحيط بها المناظر الطبيعية الخلابة، مع البحر بوصفه خلفية. كما تحتوي الحديقة المتضخمة بالنباتات على بقايا أخرى مثل المقابر البونيقية وكنيسة جنائزية صغيرة تعود إلى العصر المسيحي المبكر بأرضية من الفسيفساء.
قصبة تلوات
قصبة تلوات في المغرب هي المقر السابق لعائلة الكلاوي، التي حكمت فعلياً جزءاً كبيراً من المنطقة المحيطة بها في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. أمرت عائلة الكلاوي ببناء هذه القصبة في عام 1860 واستغرق بناؤها الاستعانة بـ300 حرفي وعامل في حوالي 5 سنوات. القصبة مغطاة بالعديد من الزخارف، بما في ذلك الجص والأرز المطلي والزليج، مع اندماج التصاميم الأندلسية والبربرية. اليوم، أصبحت القصبة نسخة متدهورة إلى حدٍّ ما من مجدها السابق. لا يزال من الممكن زيارة بقايا هذه القصبة التي تقع على طريق القوافل القديم عبر جبال الأطلس إلى مراكش حتى يومنا هذا. وعلى الرغم من أن المجمع بدأ يظهر عليه علامات الإهمال؛ فإنه لا يزال هناك الكثير مما يمكن رؤيته والعديد من الزخارف التي لا تزال سليمة. يوجد في الموقع مطاعم وفنادق، يقدم العديد منها رحلات إلى القصبة، كما يوفر فندقان صغيران قريبان خياراً لأولئك الذين يرغبون في الإقامة في المنطقة المحلية.
قلعة البحرين

قلعة البحرين أو قلعة البرتغال هي قلعة تقع في ضاحية السيف، على شاطئ البحر في الجهة الشمالية من البحرين وهي محصور ما بين قرية كرباباد من الشرق وقرية حلة عبد الصالح من الجنوب والغرب. يرجع تاريخ القلعة إلى ما يقرب من 5000 عام، على الرغم من أن منطقة قلعة البحرين كانت مأهولة بالسكان في وقت ما -حوالي القرن الثالث قبل الميلاد- وكان يُعتقد أنها عاصمة حضارة دلمون في الجزيرة.
الجزيرة الحمراء

الجزيرة الحمراء؛ جزيرة صغيرة تتبع لإمارة رأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتُعَدُّ موقعاً تاريخياً يجب إضافته إلى قائمة الأماكن الأثرية في الدول العربية التي تجب زيارتها. تقع هذه الجزيرة جنوب رأس الخيمة وتضم العديد من المباني التي تستحق الزيارة بما في ذلك حصن وأبراج مراقبة ومسجد وسوق ومنازل ذات فناء. يوجد في الموقع متحف مفتوح في الهواء الطلق يمكن الدخول إليه مجاناً أيضاً.
قلعة بن حماد
تقع قلعة بني حماد بالمعاضيد شمال شرق ولاية المسيلة بالجزائر على بعد 36 كلم. كانت القلعة، العاصمة الأولى لدولة الحماديين الصنهاجيين، التي بلغت أوجها في القرن الحادي عشر. تقع هذه الآثار على ارتفاع 1000 متر فوق سطح البحر، وهي محاطة بجبال الحضنة التي تشكل خلفية ملائمة للقلعة. تضم القلعة بقايا ثاني أكبر مسجد قديم في البلاد، يبلغ ارتفاع مئذنته حوالي 30 متراً وهو النموذج الأولي لمسجد إشبيلية الشهير. تُعَدُّ قلعة بن حماد موقعاً أثرياً، أثر في تطور العمارة العربية، إضافة إلى التأثيرات الحضارية الأخرى، بما في ذلك المغرب والأندلس وصقلية. يمكن أن يمنحكِ التجوال حول أنقاض القلعة لمحة عن الحياة التي عاشها شعب الحماديون خلال القرن الحادي عشر.