رغم تغير الزمان واختلاف المكان وتطور المفاهيم، تظل تربية الأبناء مجموعة من التقاليد والأساليب الثابتة، يرثها الآباء عن الأجداد، وفي مضمونها لا توجد فروق جوهرية بين تربية الأولاد وتربية البنات، لكن طريقة الحديث مع الولد أو البنت تختلف؛ فالبنت غالباً ما تكون أرق وأحن من الولد، وفروق أخرى طفيفة.. على الآباء إدراكها والتعامل معهما على أساسها.. نظراً لاحتياج الاثنين في النهاية للحنان والرعاية والانضباط والتأديب.
اللقاء والدكتورة عواطف سيد المسلماني أستاذة التربية وتعديل السلوك للشرح والتفسير.
الفروق بين الولد والبنت
- البنات يبدأن الكلام أسرع
تُشيرُ الدراسات إلى أنّ البنات يبدأنَّ بالكلام بصورة مُبكّرة مقارنةً بالأولاد، كما أنّهنّ أسرع في اكتساب المهارات اللفظيّة؛ مما يفسر ميل البنات للحديث والتعبير أكثر من الأولاد.
ولا يجب أن يشكّل هذا الأمر قلقاً. بالنسبة إلى الأهل؛ فالولد بطبيعته يميل ومنذ مراحل حياته الأولى إلى الانخراط في الأفعال، وممارسة الأنشطة الحركية أكثر من الكلام، كما أنه يتعلم من خلال اللعب والحركة.
ولمساعدة الطفل الولد على اكتساب المهارات اللفظيّة، والتكلّم بشكلٍ أسرع، يجب أن يحرص الوالدان على التواصل اللَّفظي معه بانتظام وبشكل مستمر، وتكرار الكلمات على مسمعه دائماً لتشجيعه على الكلام.
ومن ناحية أخرى، فإنّ الأولاد يتكلّمون بمعدّل كلمات أقل مرتين إلى ثلاث مرات من البنات يومياً، أما البنات فبالإضافة إلى عدد الكلمات فإنّهن يتكلمنَ بشكلٍ أسرع من الأولاد.
وللتعامل مع هذا الفارق؛ يجب على الوالدين التحدّث بشكل هادئ وبطيء مع الولد ..دون المبالغة في البُطء؛ كالتوقف بعد كل كلمة، أما بالنسبة للبنت فيجب مجاراتها في السرعة بما يتناسب مع قدرتها على الكلام.
هل تدركين..علامات تأخر النمو العاطفي لدى الطفل؟
-
البنات أكثر اهتماماً بالمشاعر
البنات أكثر اهتماماً بمشاعر الآخرين، وأكثر قدرة على فهم هذه المشاعر من خلال تعابير الوجه، وأنهنًّ أكثر تأثّراً بتعبيرات الوجه الغاضبة والمخيفة من الأولاد؛ الذين قد لا يبدون أي اهتمام بمثل هذه التعبيرات.
الأطفال الإناث يملن إلى التواصل البصري مع الأشخاص عند التحدث معهم، على عكس الأولاد الذين يتجنبون ذلك ويفضلون التحديق في هواتفهم الخلوية عند التحدث مع الآخرين.
البنات يملن أكثر من الأولاد إلى التعبير عن مشاعرهن بالتحدّث عنها ومناقشتها، بينما يعبر الأولاد عن مشاعرهم من خلال سلوكيات جسدية مختلفة مثل الصراخ، أو ضرب الأرض بأقدامهم.
ولكن هذا الاختلاف بالمشاعر وطرق التعبير عنها لا يعني أنّ إحساس الأولاد بالمشاعر أقل، لذا يجب الحرص على تعليم الولد كيفية التعبير عن مشاعره والحديث عنها.
-
بلغة الجسد يعبر الولد عن سلوكه العدواني
العدوانية موجودة عند الأولاد والبنات على حد سواء، لكن التعبير عنها عند البنات لا يكون مباشراً وجسدياً كما هو الحال عند الأولاد..إذ تميل الفتيات للتعبير عن العدوانية بطرق غير مؤذية مثل الثرثرة، وتجنب التواصل الاجتماعي، والتوقف عن الكلام مع الآخرين.
أما العدوانية عند الأولاد فتظهر بشكلٍ جسديّ مثل العراك، ويحلل العلم هذا؛ على أنّ كيميائية دماغ الذكر تجعله أكثر ميلاً للمشاكسة والعنف مقارنة بدماغ الأنثى.
وأن هذا الاختلاف في السلوك الجسديّ والحركيّ بين الجنسين، يبدأ والطفل لا يزال جنيناً، حيث تكون حركة الولد أكثر من حركة البنت في رحم الأم، ويستمر الأمر إلى ما بعد الولادة.
حيث تفضل البنت اللعب الهادئ مع الدمى والبقاء في المنزل، على الخروج وممارسة الأنشطة الحركية، وهذا من شأنه إعاقة عملية النمو ويعزز الخمول، لذا فإنّه يجب تشجيع البنات على الخروج إلى اللعب وإشراكهنّ في الأنشطة الرياضيّة المختلفة.
-
بناء احترام الذات والثقة بالنفس للولد والبنت
بناء صفة احترام الذات وتعزيز الثقة بالنفس، من الأمور المهمة جداً، والتي يجب على الوالدين مراعاتها عند تربية البنات والأولاد.
ويكون ذلك من خلال التركيز على السلوك الجيّد والإطراء عليه، وتشجيعهم عند إخفاقهم تجاه أمر ما.
و الابتعاد عن أي طريقة للانتقاد الساخر، الذي قد يؤدّي إلى جرحهم أو إشعارهم بقلّة أهمّيتهم..وهذا التعامل الداعم والمُحبّ من شأنه أن يحدد طريقة تعامل الأبناء مع مختلف مواقف الحياة، بعيداً عن بيئة المنزل المعتادين عليها.
-
الفتيات يفضلن المهارات والتعلُّم..في بيئة هادئة
عمليّة تعليم الأولاد تبدو أكثر صعوبة؛ نظراً إلى أنّهم يشعرون بالملل بشكل أسرع، ويميلون إلى الحركة وعدم الهدوء، كما أنهم يفضّلون التعلّم في بيئة صاخبة، ونَشِطة، والتي تحتوي بعض الوسائل البصريّة والحركيّة.
بينما تفضّل الفتيات الدراسة في بيئة هادئة؛ مما يمكّنهنّ من الكتابة، والقراءة، والتعلّم بشكلٍ أسرع؛ لذلك يحتاج الولد عادةً إلى المزيد من التدريب العملي والاهتمام أثناء عملية التعليم.
-
البنات أكثر انضباطاً واستجابةً
تختلف استجابة الولد للانضباط عن استجابة البنت، إذْ يُعدّ الأولاد أقل استجابة للانضباط والتأديب من البنات، ويعود ذلك إلى أنَّ البنات يتمتّعن بمهارات لفظيّة أفضل من الأولاد ويمتلكن حاسة سمع أقوى مما يعزز سرعة الاستجابة لديهن.
السلوك الاجتماعيّ: تمتلك البنات مهاراتٍ اجتماعيّة أكثر من الأولاد، وهي قادرة على تكوين الصداقات بشكل أسرع من الولد الذي يشعر بالخجل. عادةً عند التعرّف على أشخاص جُدد، ولهذا، فإنّه يجب تشجيع الولد منذ طفولته على تكوين الصداقات من أجل تنمية مهارات التواصل الاجتماعي لديه.
نصائح عند تربية الولد والبنت
- تعليم الولد والبنت على حدّ سواء نفس القيم الأخلاقية مثل؛ الرحمة، والاستقلاليّة، والثقة، والاحترام.
- معاقبة الولد والبنت بالطريقة نفسها عند صدور سلوكيات عدوانيّة من قبل أي منهما، والحرص على تعليمهما طرقاً بديلة للتعامل مع الأمور.
- مراعاة الاختلافات الفردية بين الأبناء سواء بنات أو أولاد، وإعطائهم الفرصة لاكتشاف اهتماماتهم والتعرف عليها.
- مراعاة أن البنت والولد على حد سواء، بحاجة إلى المودّة، والدعم، والكثير من الحب.
- فَهم الاختلاف بين الجنسين سيُمكّن الأهل من تربيتهم على أحسن وجه، وجعلهم يتمتّعون بشخصيّات مستقلّة وقويّة.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.