بصرف النظر عن التشجيع قبل وبعد، يجب أن يكون صيام يوم كامل بالنسبة للأطفال، عملية تدريجية، بحيث يترك هذا الشهر، علامة فارقة في حياة الطفل، بالنسبة للأطفال الذين يخططون للامتناع عن الطعام والشراب لمدة 29 أو 30 يوماً كاملة، فغالباً ما يكون احتمال الصيام أمراً شاقاً ناهيك عن الأطفال الصغار، الذين يتعين عليهم أيضاً الذهاب إلى المدرسة، ومع الأخذ بعين الاعتبار الهدف الأول من صيام الطفل، وهو تجنب إصابته بالجفاف، هناك محفزات على الأبوين اتباعها، لجعل الصيام تجربة إيجابية في ذاكرة الأطفال، وينصحكم بها الأطباء والمتخصصون التربويون.
اغمروا أطفالكم بأجواء رمضان المبهجة
أي ابتكروا أجواء بهيجة مرتبطة بالشهر الفضيل، فالأطفال الذين اعتادوا على تناول الطعام في أي وقت قد يجدون صعوبة في تصور الامتناع عن الطعام والشراب طوال اليوم، وخاصة لمدة شهر كامل. لذلك نقترح إدخال جو من البهجة والسعادة إلى المنزل للتخفيف من هذا الخوف. ابدأوا بتزيين المنزل وصنع الفوانيس الورقية الملونة والأضواء الساطعة، إلى جانب أشكال الزينة المتنوعة. ودعوا أطفالكم يساعدونكم في اختيار وشراء هذه الديكورات وتعليقها في الأماكن المناسبة في أنحاء المنزل. وتعتبر هذه الطريقة من أهم الطرق التي تشجع الأطفال على الصيام في شهر رمضان وتعزز إحساسهم بقدوم الشهر الفضيل.
كونوا فخورين بجهود أطفالكم
لا ينبغي أبداً الضغط على الأطفال الصغار للصيام، حتى يصبح شيئاً يفعلونه باختيارهم. ولا ينبغي تثبيطهم عن محاولة الصيام، حتى لو كانوا صغاراً جداً؛ فقط ساعدهم من خلال ابتكار صيام صغير.
إن إعداد الأطفال لمحاولة ممارسة هذا الصيام سيساعدهم لاحقاً، بمجرد أن يضطروا إلى صيام الشهر بأكمله. من المهم إبقاء التجربة إيجابية للغاية بالنسبة لهم، فأظهروا للأطفال رد فعل إيجابي وكونوا فخورين بجهودهم في الصيام، واحتفلوا بهم، إن أي قدر من الصيام يصومونه قبل أن يصلوا إلى سن البلوغ يعد إنجازاً كبيراً ويجب مكافأتهم على هذا النحو.
اغرسوا في أنفسهم عادات الصيام الصحية
ابحثوا عن الفوائد الصحية للصيام وكيف يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على صحة الإنسان. يمكنكم جعلهم مشاهدة مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب، للتعرف على الفوائد الصحية للصيام، سيساعدهم هذا على فهم الصيام بشكل أفضل، لكن خذوا بعين الاعتبار عمر الطفل وقدراته الفكرية. وتذكروا أن الأطفال في سنواتهم الأولى يميلون نحو الفهم المنطقي، فإذا أكدت لهم أن الطب الحديث يؤكد أن الصيام يساعد على تطهير الجسم من السموم ويمنح الشعور بالحيوية؛ فيكون حافزاً إيجابياً لهم على الصيام.
اجعلوهم يصومون لبضع ساعات بعد المدرسة أو الجزء الأول من اليوم في عطلات نهاية الأسبوع. وذلك في الأيام التي لا يكون فيها لديهم فيها امتحانات أو أنشطة بدنية، أو كانوا في الخارج في الحر. خذوا بعين الاعتبار، أعمارهم ورغبتهم بالصيام، واجعلوا الاستيقاظ لتناول وجبة السحور قبل الفجر أمراً ضرورياً. وأصروا على أن يتناولوا وجبة صحية تدعمهم. وأن يأكلوا الموز مباشرة قبل النوم، على سبيل المثال، وتأكدوا من شربهم الماء.
علموهم الخيارات الصحيحة. وفوائد التمر الذي توفر الطاقة والقوت، ويثبت نسبة السكر في الدم عند الإفطار لأول مرة.
اختاروا الطريقة المناسبة لقضاء يومهم أثناء الصيام
يعتقد البعض أن إبقاء أطفالهم مشغولين في طوال نهار رمضان يساعدهم على عدم التفكير في الطعام. ولذلك فإنهم يأمرون أطفالهم بممارسة الأعمال المنزلية المختلفة أو يرسلونهم للقيام بمهمات خارج المنزل، ويرى آخرون أنه من الأفضل إبقاء الطفل في حالة من الاسترخاء الشديد حتى لا يبذل أي مجهود وبالتالي لا يشعر بالجوع.
ومع أنه من الضروري أن تشغلي وقت طفلك، ولكن ما هي الطريقة الأفضل للقيام بذلك؟
الطريقة الأكثر منطقية هي إبقاء طفلك منخرطاً في الأنشطة التي يستمتع بها، بشرط ألا تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً. يمكنك اختيار نشاط عملي لطفلك، مثل الرسم أو التلوين أو اللعب بالصلصال أو إشراكه في تحضير الإفطار. تساعد هذه الأنشطة على قضاء الوقت وصرف تركيز الطفل بعيداً عن البحث عن الطعام. بالإضافة إلى ذلك، قد يمارسها الطفل لفترة طويلة من دون أن يشعر بالملل.
السن المناسب لتعويد الأطفال على الصيام؟
قدموا لهم طبقهم المفضل
كافئوهم بما يرغبون في تناوله، كبادرة إيجابية لمساعدتهم على اجتياز الشهر، واسألوا الطفل عما يرغب في تناوله على الإفطار أو ما هي الأطعمة التي يشعر أنه في أمس الحاجة إليها. فهذا يشجعهم ويحفز الطفل على الصيام. ولا مانع من تناولهم الحلويات التي يرغبون بها، لكن انصحوهم بتحديد تناولها، من دون إفراط، ولرغبة أكبر في انتظار الفطور، يمكنكم أن تشركوهم في إعداده، أو تدعوهم يحضرون طبقهم المفضل مع إشرافكم، وبالنسبة للأطفال الصغار، الذين قد يصومون لساعتين، قدموا لهم الأطباق بطريقة فنية، ودعوهم يتشوقون لانتظارها.
قدموا لهم الثناء
التعزيز الإيجابي يصنع العجائب ويمكن أن يجعل من الأسهل بكثير جعل الأطفال يصومون. يقطع الثناء والتشجيع شوطاً طويلاً، ويوصى بشدة بالجوائز - سواء المادية أو الفخرية. لا تفكروا بأنها رشوة. بل فكروا بمكافأة طفل شجاع، وفي حال فوجئتم بطفل وهو يأكل أو يشرب ومع ذلك يدعي أنه صائم، فلا تفكروا في العقاب أو تصفوه بأنه كاذب. بدلاً من ذلك، تحدثوا بشكل غير مباشر، باستخدام قصص أطفال عن الآخرين، عن مدى خطورة الإفطار في رمضان والكذب.
اجعلوا أطفالكم شركاء في جميع شعائر رمضان
أشركوا أطفالكم في فعل الخير بمختلف أشكاله وفي جميع الأنشطة العبادية. يمكن لطفلك أن يساعدك في التبرع بالمال أو الطعام أو الملابس أو أي شيء يدخل السرور على الفقراء والمحتاجين. يمكنهم أيضاً مساعدتك في توزيع التمر والمياه على السائقين والأشخاص في الشوارع وقت الإفطار. هناك العديد من الأفكار والإجراءات لنشر الخير في شهر رمضان والتي يمكنك إشراك طفلك فيها، والتي ستجعله يشعر بالاختلاف.
كما يمكنك اصطحاب طفلك معك للصلاة في المسجد؛ ما سيعزز ارتباطهم بالأجواء الروحانية للشهر الفضيل، بالإضافة إلى تشجيع الأطفال على صيام شهر رمضان.
أخطاء يرتكبها الآباء عند تشجيع أطفالهم على الصيام
إذا كنت تبحث عن طرق لتشجيع الأطفال على الصيام، عليك أن تعلم أن هذه التجربة لا تزال في مراحلها الأولى، والطفل الذي تشجعه على الصيام لم ينضج بعد. لذلك، يجب أن تكون مستعداً لبعض الإخفاقات في بداية هذه التجربة.
على سبيل المثال، تخيل أن ابنك يرفض الصيام تماماً. وفي هذه الحالة عليك تشجيعه مرة أخرى وتعريفه بالصيام وقيمته. ولكن لا يجب أن تقسو عليه لأنه لا يزال غير مسؤول.
ومن الأخطاء، التي لا تحبب الأطفال بالصيام:
1- اتهام الطفل بالكذب أو وصمه بأي صفة سلبية
أغلب الأطفال، يبتكرون بعض الحيل أثناء الصيام مثل شرب الماء أثناء غسل الوجه أو الاستحمام، لكن إذا اكتشفت أن طفلك واحد منهم، فلا تتهمه بالكذب أو تخيفه أبدًا.
بدلًا من ذلك، ساعدهم على فهم حقيقة الموقف، وأخبرهم بالخطأ الذي ارتكبوه، وطمئنهم بأنهم يستطيعون تصحيحه. ولا تتهمهم بضعف الإرادة، فلا يستوعبون أن الصيام ثقيل عليهم، وأن الالتزام به فيه مشقة كبيرة.
2 - مقارنتهم بأقرانهم
تذكر دائماً أن التعليم عبارة عن سلسلة متصلة لا يمكن فصل جزء منها عن الآخر. ورغم أن المقارنة مرفوضة في كل السلوكيات، لكنها تظل كارثة حقيقية في أمور العبادات.
تخيل لو أن الطفل يكبر، ويكون الدافع الحقيقي وراء أدائه لأي عبادة هو تقليد الآخرين وليس الالتزام بأوامر الله.
3 - تهديدهم بالنار أو العذاب
ومن المؤكد أن الكبار يفهمون مبدأ الثواب والعقاب ويعبدون الله بالتشجيع والردع في نفس الوقت. ومع ذلك، فإن الأطفال ذوي خيال واسع لن يفهموا الخوف، لأن أعمارهم تتراوح بين السادسة والثامنة من العمر.
التهديد بعذاب الله يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات كثيرة في مثل هذه السن المبكرة. ولذلك فمن الأفضل استخدام التشجيع وتعريف الطفل بمدى رحمة الله ومغفرته.
4- عدم الإجابة على أسئلة الطفل
قد يسأل الطفل عن أسباب الصيام وعن أسسه، ولماذا أفطر جده المسن بسبب كبر سنه، وغيرها الكثير من الأسئلة، بل إنه من الصحي أن يفعل ذلك. لذلك عليك الإجابة على كل تلك الأسئلة بدقة وعدم منع الطفل من طرح أي سؤال مهما كان.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص