عادة ما ينتهز الطفل حبّ أهله؛ ليتمتع بتحقيق الكثير من طلباته، وفي المقابل يوافق بعض الآباء ويستجيب حباً للطفل، وفي مرات يصرون على الرفض وكلمة "لا"، فيثور الطفل.. وترتسم على ملامحه علامات الغضب والتمرد، ما يسبب للأمهات والآباء الكثير من القلق والتوتر.. والسؤال: متى تُصر الأم على كلمة "لا" للطفل؟ أم على الآباء التحلي بالصبر والحزم.. ومحاولة ضبط النفس أمام طلبات أطفالهم المتلاحقة من 9 - 14عاماً.
اللقاء والدكتورة مها عادل بسيوني أستاذة التربية وتعديل السلوك لنعرف متى تقول الأم "لا" لطفلها، وما هي الطريقة النموذجية لنطقها، مع شرح لبعض التعليمات قبل النطق بكلمة" لا" للطفل من عمر 9-14 عاماً.
أفكار تعرفي إليها
هناك ضرورة تربوية ونفسية تدعو لإطلاق العنان لحرية الطفل، وعدم فرض القيود عليه في مجالات اللعب والإبداع؛ لأن حيوية الطفل الصغير هي الركيزة الأساسية لتكوين شخصيته الاستقلالية القوية.
هذا الشكل لا يمنح الطفل حرية خالية من أية قيود، وعدم رفض لأي من طلبات الطفل؛ ففي بعض الأحيان تكون رغبات الطفل أو طلباته الكثيرة المتلاحقة بمثابة أخطار محدقة به.
هنا ينصح التربويون كل الأمهات بألا يضعفن أمام رغبات أطفالهنّ، و قول "لا" للطفل خاصة عندما يدخل مرحلة المراهقة، مع شرح أسباب هذا الرفض، دون الاستسلام للابن على الدوام.
ولا تتهاوني إن بكي الطفل حالة عدم الاستجابة لرغباته، فقد يرمي نفسه على الأرض، أو يعمد إلى الصراخ بطريقة غير مقبولة بهدف حثّ الأهل على تلبية رغباته.
الرضوخ للطفل ولو لمرة واحدة ؛ يعني أن الأمر سيتكرر كلما احتاج الطفل لطلب ما؛ لعبة أو حلوى أو مشاهدة للفضائيات أو خروج وسهر خارج المنزل.
حلول لمساعدة طفلك وابنك المراهق
متى تقول الأم "لا"؟
- عدم رغبة الطفل في تناول أنواع معينة من الطعام.. في هذه الحالة، يتوجب على الأم التعامل بحزم مع طفلها وعدم الاستسلام لعناد الطفل.
- الإدمان على تناول الوجبات السريعة والحلويات، هنا لا بدّ من أن يكون موقف الأهل حازماً؛ لأن الإكثار من تناول هذه الوجبات والحلويات يضرّ بالصحة، ويفضي إلى مشكلات صحية.
- رفض الطفل عادة غسل وجهه أو يديه ليبقى نظيفاً، بجانب غسلهما قبل الأكل وبعده كذلك، ولا يمكن التغاضي عن هذه المسألة والاستسلام لعناد الطفل.
- رغبة الطفل في شراء كل ما يريده أو يشتهيه.. هذا غير منطقي؛ إذ لا بدّ من أن يتعلم الطفل قيمة الأشياء واستحالة الحصول على كل شيء.
- الجلوس أمام شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر لساعات طويلة، وعدم القيام بأي نشاط رياضي أو بدني، ما يؤثر سلباً في صحة الطفل ونفسيته، وجعله أكثر عدائية.
- رفض الطفل للخلود إلى النوم وإصراره على السهر رغم حلول موعد النوم، لا بدّ من أن يعتاد الطفل الصغير على الخلود إلى النوم باكراً؛ لأن جسمه الصغير يحتاج إلى ساعات معينة.
الطريقة النموذجية لقول “لا"
- التعامل مع الطفل بطريقة حاسمة وعدم إعطاء إجابات مبهمة؛ حتى لا يصبح الوضع سيئاً ومحيّراً بالنسبة إلى الطفل.
- شرح الأمور بطريقة مبسّطة بعيداً من المبالغة والتكلّف، فإذا رفضتِ شراء السكاكر مثلاً، برّري له هذا الرفض.
- من خلال شرح تأثيراته السلبية في الصحة، ولكن افعلي ذلك بطريقة تتماشى مع القدرات العقلية لطفلك وعمره.
- عدم ترك الرفض من دون إجابة؛ فإذا سألك طفلك عن سبب رفضك لتلبية طلبه، لا تجيبي بالصمت، وقدّمي تبريراً جلياً.
- عدم الإكثار من استخدام كلمة “لا”، فالرفض الدائم لكل طلبات الطفل قد يفضي إلى نتائج عكسية؛ فيصبح الطفل أكثر عناداً.
- اعتماد المرونة والحوار، دون إرغام الطفل على الطاعة بالقوة واستعمال الصراخ وصيغة الأوامر، فهذه الطريقة لن تُجدي نفعاً.
- اعتماد الحوافز التشجيعية للطفل، بحيث يجب مكافأته في حال أذعن لرفضك والتزم بكل ما هو صحيح.
- يمكن أن تكون تلك الحوافز على شكل نزهة أو وجبة لذيذة أو زيارة إلى مكان محبّب على قلب الطفل.
- إذا قلت “لا” لطفلك لكنه قرر عدم الامتثال والمضي قدماً في قراره، عليك أن تكوني صارمة وتعاقبيه دون تهاون.
تعليمات قبل قول كلمة "لا"
هذا لا يعني تجنب قول "لا" بصورة نهائية، واستبدالها "بنعم" لكل شيء، إنما هناك طرق بديلة للخروج من قول "لا" المتكررة، وحافظي على تعاطفك مع أبنائك، وعبّري عن تعاطفك معهم؛ فالمراهقون يحتاجون لمن يتفهمهم.
اسمحي لطفلك بمواجهة العواقب بنفسه
اسمحي لابنك المراهق بمواجهة العواقب الناجمة عن اختياراته، لإتاحة الفرصة لمعرفة كيفية حل هذه المشكلات، وتعلم درس عن المسؤولية.. مع تقديم التوجيه والتعاطف قبل معالجة مشاكلهم أو إنقاذهم.
كوني حازمة وواضحة وقوية
تخطي الحدود وقواعد المنزل من ناحية المراهق أمر طبيعي.. لهذا حددي أهدافك وضعي حدوداً لعلاقتك الشخصية بشأن ما هو مقبول وما هو غير مقبول، وتجنبي الأبوة والأمومة "الضعيفة"؛ مراهق محبط مؤقتاً أفضل من مراهق لا يحترمك.
حافظي على صورتك كأم
الأم تخرج عن شعورها بعد تخطي الأطفال الحدود التي تضعها في كل مرة، وبالرغم من ذلك يفضل تجنب الصراعات للحفاظ على صورتك، وبمرور الوقت ستسعدين بالنتيجة.
تعاملي باحترام لتحصلي على الاحترام
تعاملي باحترام للحصول على الاحترام، وحتى يتعلم المراهقون الاحترام، يجب أن يروا الاحترام في تفاعلاتك معهم، لذا ابذلي قصارى جهدك؛ كي لا تقللي من شأن الأبناء ولا تتجاهلي مدى أهمية ما يطلبون بالنسبة لهم.
حاولي الاسترخاء وأخذ راحة
لا تمنحي ابنك المراهق القدرة على التحكم في عواطفك وردود أفعالك، وإذا شعرت بالضيق الشديد نتيجة لرفض ابنك القواعد التي وضعتها له، ابتعدي وحاولي الاسترخاء أو خذي استراحة، حتى لا تفقدي تركيزك وثباتك.
حافظي على خصوصية ابنك المراهق
يحتاج المراهقون إلى الخصوصية، والاطلاع على دفتر يومياتهم أو متعلقاتهم الشخصية فكرة جيدة، ما لم تكن هناك مشكلات أو مخاوف وشيكة تتعلق بسلامة العلاقة بينك وبينهم.
*ملاحظة من"سيدتي وطفلك": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.