حكاية قبل النوم مازالت عادة محببة في قلوب الأطفال، ينتظرونها بحب ولهفة وانشراح؛ يوماً تحكي الأم قصة أبطالها من التاريخ، ومرات يكون الأبطال طيوراً وحيوانات، وفي الحالتين تبعث الأم أو الجدة برسالة، قد تكون قيمة أو معلومة يتعلمها الطفل، وربما صفة يسعى للوصول إليها.
وقصص اليوم تحكي عن جمال الطبيعة، عن الزهور والطيور والأشجار وألوانها البديعة، فيتعلم الطفل الألوان وتنسيقها، وينطبع في ذهنه أن للسماء ألواناً وللحدائق والغابات خضرة وألواناً. ومن القصص سيدرك معنى التعاون والمشاركة لصد المخاطر.
القصة الأولى: الحطّاب والأشجار
في يوم من الأيام، وفي إحدى الغابات الجميلة عاشت شجرتان تدعى كافور، وصفصافة، جمعت بينهما روح الصداقة، وكان حولهما العديد من الأصدقاء مثل الأرنب، والقرود، وعائلة الطيور والدب، والذئب الحكيم.
وذات يوم، اجتمع الأصدقاء وأثناء حديثهم، شاهدوا فجأة حطّاباً قادماً نحو الغابة فحذر كافور أصدقاءه من الحيوانات قائلاً لهم :اهربوا لقد جاء الحطاب وسينال منا، لكن الحيوانات لم تتحرك من مكانها وقالوا له : أنت وصفصافة تعطونا الطعام والمأوى وهواءً نقياً للتنفس، كيف يمكن أن نترككما في خطر ونذهب؟
فاختبأت القرود والطيور داخل أوراق الشجرة، وجرت الحيوانات الأخرى وراء الشجرة، في ذلك الوقت كان الحطاب مرتبكاً جداً؛ لأن هناك العديد من الأشجار التي يجب قطعها، وفجأة رأى الشجرتين الكبيرتين كافور وصفصافة فقال لهما: كونا مستعدّين سوف أقطع جذوركما.
هنا خطط الذئب الحكيم ووضع خطته للحيوانات، وعندما اقترب الحطاب من الأشجار، قفزت عليه مجموعة من القرود وبدأت في تقييده، ثم بدأت عائلة الطيور تنقره، وقام الأرنب وإخوته يقفزون حوله وبدأ الدب في ضربه.
وانشغلت جميع الحيوانات بعملها، وتركهم الذئب الحكيم ليخبر ملك الغابة بما حدث، فركضت جميع الحيوانات لتنال من الحطاب، وهنا لم يجد الحطاب طريقاً للسلامة إلا الاعتراف بخطئه قائلاً : لم أفكر أبداً أن الأشجار تعطي الحيوانات أشياءً كثيرةً مثل الطعام والمأوى، وقرر عدم قطع الأشجار. (من القصص العالمية).
في هذا السياق تعرفي على طرق سهلة لرواية القصص للأطفال
العبرة من القصة:
بالتعاون والمشاركة ومد يد العون للآخر، تستقيم الأمور، ويتم التغلب على المشاكل ومواجهة الأخطار.
"سيدتي وطفلك" تستعرض 3 قصص من التراث العالمي
القصة الثانية: طارق والطائر الجريح
القصة تحكي عن طفل جميل اسمه "طارق"، ومعه سنكتشف ماذا فعل مع الطائر الجريح المسكين؟ الحكاية تجري في بلدة صغيرة قريبة من الغابة، كان يعيش فيها طارق، وقد كان طفلاً مجتهداً ومحباً للاستكشاف والمغامرة، وتعلم كل جديد عن الأشياء الموجودة حوله في بيئته، وفي أحد الأيام فكّر طارق في استكشاف الغابة الموجودة بالقرب من قريته.
وبالرغم من الحكايات التي يحكيها الناس عن حيوانات الغابة المفترسة، إلا أنه لم يخشَها وقرر أن يخوض مغامرة البحث والاستكشاف وحده وبشجاعة، جهّز طارق حقيبته في صمت وهدوء، وخرج من بيته باتجاه الغابة دون تردد، وفي أثناء رحلته الاستكشافية، وجد طائراً مُلقى على الأرض ولا يستطيع الطيران لأن جناحه كان مكسوراً.
بدون تردد نسى طارق خطته وما أعده لها، واتجه ناحية الطائر، وقام بحمله إلى منزله، وجهز له قفصاً جميلاً ووضعه فيه، ثم بدأ في الاهتمام به كل يوم ورعايته، وإعطائه الأدوية اللازمة ليشفي كسره.
بعد حوالي أسبوع بدأ الطائر في تحريك جناحه بشكل بسيط، وخلال أيام قليلة كان بإمكانه أن يرفرف بجناحيه بسهولة وبدون ألم، حَمد طارق ربه وشكره، فقد شُفي جناح الطائر والتأم كسره نهائياً.
في ذلك اليوم عرف طارق أن دوره قد انتهى وحان الوقت ليفتح القفص ويترك للطائر حريته؛ ليعود إلى حياته الطبيعية في الغابة، وبالفعل طار العصفور سعيداً ووقف الطفل ينظر إليه بسعادة أكبر لأنه تمكن من مساعدته.
بعدها قرر طارق أن يقدم المساعدة للآخرين دائماً وكلما استطاع، ولا يتكاسل عن ذلك أبداً، ولأن ما فعله طارق وأنجزه مع الطائر حقق نجاحاً كبيراً، قرر أن يذهب إلى الغابة ويبحث عن الحيوانات والطيور المصابة، ويساعدها لكي ينقذ حياتها.(من كتب القراءة العالمية).
ما رأيك الاطلاع أيضاً على قصة للأطفال قصيرة وهادفة: "سَعادة بائعة اللبن"
العبرة من القصة
أن الرحمة والعناية بالحيوانات والآخرين جزء مهم من الأخلاق والقيم الإنسانية، أهمية التعلم والاستكشاف لتوسيع الآفاق، وتعزيز المهارات ومواجهة الحياة.
القصة الثالثة: عادل يقطف الزهور
يُحكى أنه كان يعيش صبياً بالقرب من حديقة جميلة، وكانت تلك الحديقة بها بركة مياه صافية، وفي صباح كل يوم يذهب "طارق" إلى الحديقة لكي يلعب ويلهو ويشاهد الفراشات الملونة الجميلة .
وكلما شاهد طارق الفراشات كان يحاول أن يجري وراءها، وكأنه سيمسكها، وفي أثناء جريه وراء الفراشات الملونة، رأى ضفدعاً قريباً من البركة يقفز في الماء ثم يخرج، ففرح طارق برؤية الضفدع.
وبعدها ظل طارق يجري في الحديقة، فوجد بقرة تأكل من العشب الموجود في أرض الحديقة وهى تهز ذيلها، فضحك الطفل كثيراً، وبدا طارق وكأنه يقضي وقتاً سعيداً جداً بالحديقة.
وبينما كان طارق يلعب في الحديقة وجد أزهاراً شكلها رائع وجذاب، فقرر أن يقطف مجموعة من الأزهار الجميلة؛ لكي يعود بها ويقدمها إلى أمه، وبالفعل بدأ طارق يقطف في الأزهار، وإذا به فجأة يصرخ من يده؛ فالأزهار كانت بها شوكة أصابته في يده، فعاد حزيناً ومسرعاً لأمه.
وعندما رأته أمه قالت له : ما الذي أصابك يا بني؟ لماذا تبكي هكذا ؟ فرد عليها طارق قائلاً :إن يدي تؤلمني، إنني مصاب بجرح يؤلم، فأخذته أمه وحاولت أن تطهر له الجرح، ثم قالت له ما الذي جرحك ؟ فرد عليها طارق قائلاً : كنت أجمع بعض الزهور الملونة؛ لآتى بها إليك حتى تسعدي، لكن كانت إحداها تحتوي على شوكة جرحتني.
فردت عليه أمه قائلة : جميل أن يفكر الطفل في إسعاد أمه، لكن من الخطأ أن تقوم بقطف الأزهار، لأنك بذلك تساعد في موتها وتدميرها، فكان عليك أن ترويها بالمياه بدلاً من أن تقطفها، حتى تحافظ على الطبيعة الخلابة وحتى تظل الحديقة دائماً جميلة ومليئة بالأزهار الملونة، فقال لها طارق: إننى أعتذر بشدة وأعدك بألا أقوم بقطف أزهار مرة أخرى.
قد يعجبك أيضاً 7 قصص للأطفال في عمر 10 سنوات
العبرة من القصة
القصة غير واقعية، لكننا نتعلم منها عدم قطف الأزهار، وعدم إلحاق الضرر بالحيوانات أو النباتات، لأن هذا العمل سيعاقبنا عليه الله .