كثيراً ما يتعرض الأطفال إلى مواقف أو تجارب حياتية مخيفة، وصدمات نفسية يصعب عليهم تجاوزها بسهولة، مثل حوادث الطرق، الإصابات الجسدية البليغة والتنمر أو فقد عزيز وغيرها، ما يتسبب في وقوع الطفل في أزمات نفسية مختلفة تظهر في شكل اضطرابات بالتفكير والسلوك والعواطف، وإذا لاحظ الآباء ذلك فعليهم أن يقدموا المساعدة الممكنة للطفل، أو استشارة المهنيين من الأطباء والباحثين النفسيين.
التقرير التالي يستعرض علامات الصدمات النفسية التي يتعرض لها الطفل وأنواعها وطرق التعامل معها.
اللقاء و الدكتور محمد هاني أخصائي الصحة النفسية وتعديل السلوك للشرح والتوضيح.
أنواع الصدمات النفسية
تتعدد أنواع الصدمة النفسية وتختلف باختلاف الموقف أو الحدث الذي تعرض له الطفل ومدى تكراره، وهناك أنواع للصدمات النفسية منها:
- الاعتداء الجسدي بالضرب.
- حالات التنمر.
- فقد عزيز بالغياب أو الوفاة.
- حوادث السير.
- الإصابات المرضية الخطيرة.
- الكوارث الطبيعية.
السلامة العاطفية للطفل كيف تحافظين عليها؟
علامات تشير إلى أن الطفل يعاني من صدمة نفسية
تغيرات في السلوك:
قد يلاحظ الآباء تغيرات في سلوك الطفل، مثل التوتر الزائد، انفعالات مفرطة، انعزال عن الآخرين، وزيادة في العصبية، و قد يصبح الطفل أكثر عدوانية أو يعاني من صعوبة في التحكم في مشاعره.
القلق والخوف:
قد يعاني الطفل من القلق المفرط والخوف المستمر، قد يظهر ذلك في شكل قلق غير مبرر، ورهاب من الانفصال عن الوالدين، وخوف مستمر من الأحداث المحتملة المرتبطة بالصدمة التي تعرض لها.
اضطرابات النوم:
قد يعاني الطفل من مشاكل في النوم، مثل الأرق، والكوابيس المتكررة، والاستيقاظ المتكرر في الليل، قد يجد الطفل صعوبة في النوم أو يخشى النوم بمفرده.
مشاكل النوم عند الأطفال وطرق التعامل معها
تغيرات في الأداء الأكاديمي:
وقد ينعكس التأثير النفسي على أداء الطفل الأكاديمي، قد يشهد تدهورًا في التركيز والانتباه، وقد يصبح غير قادر على الانخراط بشكل مناسب في الأنشطة المدرسية.
اضطرابات الأكل:
قد يحدث تغيير في نمط الأكل للطفل المصاب بصدمة نفسية؛ قد يصبح فقدان الشهية وفقدان الوزن مشكلة، أو قد يحدث زيادة في الشهية وزيادة في الوزن.
الاعتناء الشخصي:
قد يلاحظ الوالدان تغيرًا في مستوى الاهتمام بالنظافة الشخصية والعناية بالنفس، وقد يصبح الطفل غير مهتم بالاستحمام أو تنظيف الأسنان أو الاهتمام بمظهره الشخصي.
الاستجابة العاطفية:
قد يظهر الطفل استجابات عاطفية غير متوقعة أو غير منتظمة، قد يبدو غير مبالٍ أو عكس ذلك، قد يصبح حساسًا بشكل زائد ويبكي بسهولة.
اضطرابات ما بعد الصدمة
الصدمات قصيرة المدى
تختلف استجابة الأطفال للصدمة النفسية، فهناك ما هو مباشر:
- يجد الطفل صعوبة في النوم، أحلام مخيفة وكوابيس.
- ينتابه الخوف والرعب من الفقد حالة مشاهدة أي خلاف.
ماهي أسباب مخاوف الأطفال بعد عمر السنة؟
وفي مرات لا تظهر الأعراض مباشـرة بعد الصدمة، إنما تظهر بعد أيام أو أسابيع ومنها:
- تظهر علامات التبول الليلي- اللاإرادي- ومص الأصابع.
- يسيطر على تفكيرهم وسلوكهم ذكريات ما حدث.
- تنتابهم حالات من ضعف التركيز.
- يصبح الطفل متوتراً ولا يطيع التوجيهات من ذويه.
- يعاني الطفل المصدوم من أعراض جسمية مثل الصداع وآلام المعدة.
كل هذه المظاهر تعتبر استجابة طبيعية قصيرة المدى، لأحداث مخيفة وخطيرة، وبمساعدة الوالدين أو الأقارب ودعم الأصدقاء يمكن أن يتجاوز الطفل خلال عدة أيام أو أسابيع الصدمة، ويشفى ويعود إلى حالته الطبيعية.
الصدمات طويلة الأمد
يعاني بعض الأطفال من الكآبة والقلق النفسي الذي يستمر بضعة أسابيع، وقد تسوء حالة الطفل وتتدهور، أما إذا استمرت الحالة فترة طويلة فقد يحتاج الأمر إلى إحالة الطفل إلى طبيب نفسي؛ لكي يشرف على العلاج .
كيف نعالج الأطفال من الصدمات النفسية
توفير الأمان والحماية
يعتبر توفير بيئة آمنة ومحمية الأمر الأول والأهم، قم بتوفير الراحة والأمان للطفل وتأكيد له أنه في مكان آمن، يمكن أن تشمل هذه الخطوة مشاركته في الأنشطة المريحة والمحببة له وتوفير الاستقرار والروتين اليومي.
التواصل الفعال
الاستماع إلى الأطفال، وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم، قد يحتاجون إلى الحديث عن الصدمة وما يشعرون به، كن متواجدًا ومهتمًا وقدم الدعم العاطفي لهم، تجنب الحكم أو التقييم واستخدم لغة بسيطة ومناسبة لعمرهم.
الحفاظ على الروتين
قد يكون الحفاظ على روتين محدد ومعروف مهمًا للأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية، يمكن أن يساعد الروتين في إعطاء الشعور بالاستقرار والتنظيم، حاول الحفاظ على جدول زمني منتظم للوجبات والنوم والأنشطة اليومية الأخرى.
اللعب والتعبير عن المشاعر
استخدم اللعب والفن والتعبير الإبداعي كوسيلة للمساعدة في تخفيف التوتر والتعبير عن المشاعر، يمكن للأطفال استخدام الرسم أو اللعب بالدمى لتعبير عن مشاعرهم وتجربة مواقف مختلفة.
الحصول على المساعدة المتخصصة
في بعض الحالات، قد يكون من الضروري الحصول على المساعدة المتخصصة من محترفين في مجال الصحة النفسية، يمكن للمعالجين والأخصائيين النفسيين تقديم الدعم والمشورة المناسبة للأطفال وعائلاتهم.
دعم العائلة
يجب أن يتم دعم العائلة بأكملها في عملية التعافي، قد يحتاج الأطفال إلى دعم إضافي من قبل والديهم أو أفراد العائلة الآخرين، يمكن للعائلة العمل معًا لتقديم الدعم المتبادل والمشاركة في أنشطة تعزز الارتباط العائلي وتعزيز الشعور بالتعاون والقوة المشتركة.
قد يستغرق الشفاء من الصدمات النفسية الكثير من الوقت والصبر، يجب أن يكون الدعم المستمر والمحبة والرعاية العاطفية متاحة للأطفال طوال فترة التعافي.
*ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.