أجمل قصص الأساطير للأطفال بين عمر 7 – 9 سنوات 

صورة أم تقرأ القصص لأطفالها
صورة أم تقرأ القصص لأطفالها

الحكايات الشعبية والأساطير هي من الأساليب الأدبية المهمة جداً، وكلاهما ينتشران شفهياً بين الناس، ورغم هذا التشابه بينهما إلا أنّ هناك بعض الاختلافات ومنها أنّ الحكايات الشعبية هي فقط حكايات من وحي الخيال ولا علاقة لها بالواقع، أما الأساطير ففيها أحداث خيالية كتواصل الإنسان مع العوالم الأخرى، ولكنها أقل من الحكايات الشعبية، وقد يدعي البعض أنها جزء من التاريخ الواقعي.
وعلى كل أم أن تحفظ ما تستطيع حفظه من هذه القصص التي يعشقها الأطفال، ويفضلون سماعها، لذلك اختارت لك "سيدتي" قصتين من الأساطير اليونانية، التي انتشرت في مدينة أثينا وجزيرة تكريت القديمة، وهي قصص تناسب الأطفال بين عمر 7 – 9 سنوات.

الصفقة

الأميرة النائمة


ذات مرة، منذ زمن بعيد، عاش ملك يُدعى مينوس، على جزيرة جميلة تُدعى كريت، كان الملك مينوس يتمتع بكل ما قد يرغب فيه أي ملك، بين الحين والآخر، كان الملك مينوس يرسل أسطوله البحري لمحاربة قرية أثينا الصغيرة عبر البحر.
لم يكن ملك أثينا يعرف ماذا يفعل، كان يائساً، لقد تصور أنه إذا كان لديه بعض الوقت، فيمكنه بناء أسطول قوي بما يكفي لطرد الملك مينوس في المرة التالية التي يهاجم فيها أثينا. عرض ملك أثينا على الملك مينوس صفقة، إذا لم يهاجم أثينا لمدة 9 سنوات، فإن أثينا سترسل 7 فتيان و7 فتيات إلى جزيرة كريت ليأكلهم الوحش الرهيب "المينوتور المخيف"، الذي احتفظ به الملك مينوس كحيوان أليف، على جزيرته.
يشار هنا إلى ان الملك مينوس كان يهاجم أثينا عندما كان يشعر بالملل، هو ببساطة لم يكن يريد أي شيء، لكنه وافق الملك على الصفقة.
ورغم أن أثينا قامت ببناء أسطول بحري، إلا أن الملك مينوس لم يهاجم كما توقع ملك أثينا، بل لقد أوفى الملك مينوس بوعده، حتى مضت 9 سنوات، وحان الوقت لكي تفي أثينا بوعودها، وكان الجميع في أثينا يبكون.
كان الأمير ثيسيوس من أثينا يدرك أهمية الوفاء بالوعد، كان يعلم أن الصفقة هي صفقة لكنه كان متأكداً أيضاً من أنه من الخطأ إرسال الأطفال الصغار ليأكلهم وحش، فأخبر والده (الملك) أنه ذاهب إلى كريت باعتباره الابن السابع لأثينا، بينما كان في نيته قتل المينوتور وإنهاء هذا الرعب.
فقال له والده: "المينوتور وحش رهيب! ما الذي يجعلك تعتقد أنك تستطيع قتله؟".
أجاب ثيسيوس بهدوء: "سأجد طريقة".
توسل إليه والده ألا يذهب، لكن الأمير توجه إلى جزيرة كريت، بصحبة ستة صبية أثينيين آخرين وسبع فتيات أثينيات، معتبراً نفسه الصبي السابع.
وعندما وصل الأمير والأطفال إلى جزيرة كريت، خرج الملك مينوس وابنته الأميرة أريادن لاستقبالهم، لم تقل الأميرة أريادن شيئاً، لكن عينيها جافاهما النوم، وفي وقت متأخر من تلك الليلة، كتبت رسالة إلى الأمير ثيسيوس وألقتها تحت باب غرفة نومه، تقول له فيها:
"عزيزي ثيسيوس أنا أميرة جميلة كما لاحظت على الأرجح في اللحظة التي رأيتني فيها، لكنني مملة للغاية، رغم ذلك ومن دون مساعدتي، سوف يلتهمك المينوتور بالتأكيد، أعرف خدعة أو اثنتين من شأنها أن تنقذ حياتك، إذا ساعدتك في قتل الوحش، يجب أن تعدني بأخذي بعيداً عن هذه الجزيرة الصغيرة حتى يتمكن الآخرون من الإعجاب بجمالي، إذا كنت مهتماً بهذه الصفقة، فالتقي بي عند بوابة المتاهة في غضون ساعة واحدة.
مع خالص تحياتي،
الأميرة أريادن

خرج الأمير ثيسيوس من القصر وانتظر بصبر عند البوابة، ظهرت الأميرة أريادن أخيراً، وكانت تحمل في يديها سيفاً وكرة من الخيوط، أعطت أريادن السيف وكرة الخيط للأمير ثيسيوس. وقالت له: "أخفيهما داخل مدخل المتاهة غداً، عندما تدخل أنت والأطفال الآخرون المتاهة، انتظر حتى تُغلق البوابة، ثم اربط الخيط بالباب، افرده أثناء تحركك عبر المتاهة، بهذه الطريقة، يمكنك العثور على طريقك مرة أخرى، أما السيف، فأنت تعرف ماذا تفعل بالسيف" وضحكت، لكنها حذرته قائلة: "لا تنس الآن، يجب أن تأخذني معك حتى يتمكن كل الناس من الإعجاب بجمالي".
شكر ثيسيوس الأميرة على لطفها وعادت إلى قصرها.
في صباح اليوم التالي، تم دفع الأطفال الأثينيين، بمن فيهم الأمير ثيسيوس، إلى المتاهة، كان الباب مغلقاً بإحكام خلفهم، فاتبع الأمير تعليمات أريادن، وربط أحد طرفي الخيط بالباب. أخبر الأطفال بالبقاء بالقرب من الباب والتأكد من بقاء الخيط مربوطاً؛ حتى يتمكن الأمير من العثور على طريقه مرة أخرى، تمسك الأطفال بالخيط بإحكام، بينما دخل ثيسيوس المتاهة بمفرده، واستخدم السيف الذي أعطته إياه أريادن لقتل الوحش ثم تبع الخيط وطرق الباب.
كانت الأميرة أريادن تنتظر، ففتحت الباب، ودون أن يلاحظ أحد، ركض الأمير ثيسيوس وأبناء أثينا إلى سفينتهم وأبحروا بهدوء، وأبحرت الأميرة أريادن معهم.
في طريق العودة إلى قريتهم أثينا، توقفوا للحصول على المؤن في جزيرة ناكسوس الصغيرة، أصرت الأميرة أريادن على النزول إلى الشاطئ، لم يكن هناك الكثير للقيام به على الجزيرة، وسرعان ما نامت، تجمع كل الناس للإعجاب بالأميرة النائمة، وأبحر ثيسيوس بهدوء مع أطفال أثينا وتركها هناك نائمة، وفي نهاية المطاف، الصفقة هي الصفقة.
أجمل قصص الأطفال من4-8 سنوات عن ذكاء الحيوان

أندروميدا وعرائس البحر الغيورات

أندروميدا وعرائس البحر الغيورات


كانت أندروميدا ابنة أحد الملوك، ولكنها لم تكن مدللة على الإطلاق، كانت أندروميدا طيبة وجميلة، بل كانت أجمل من أمها، كاسيوبيا الجميلة، كانت أندروميدا تعيش في مدينة على البحر، وكانت سعيدة للغاية، كان كل شيء يسير على ما يرام حتى يوم ما، تجاوزت فيه والدة أندروميدا حدودها في التفاخر.
كانت والدتها تتفاخر بأندروميدا طوال الوقت، وكانت تصر على أنها أجمل طفلة وُلدت على الإطلاق، وفي أحد الأيام، تفاخرت بأن أندروميدا أجمل من أي بنت في المملكة والممالك الأخرى.
بدأت المشكلة عندما أخبر أحدهم الحوريات بما كانت تتباهى به، الحوريات هن جميلات البحروبنات بوسيدون، وكان بوسيدون يخبر بناته طوال الوقت أنهن أجمل من أصداف البحر، فمن الذي يمكن أن يكون أجمل من أصداف البحر؟ فاشتكين لأبيهن بشأن ذلك، وتذمرن حتى ثار بوسيدون في نوبة غضب، وأغرق المدينة الواقعة على البحر، وأرسل ثعباناً بحرياً ضخماً لالتهام السكان بالكامل، معتقداً أن هذا من شأنه أن يشفي غليل بناته بالتأكيد.
فأصيب الناس بالرعب، بسبب الفيضان الذي أدى إلى خراب كبير، وحتى بعد انحسار مياه الفيضان، ظل الوحش يعض الناس، ولم يكن أحد يعرف متى سيظهر، لم يكن قد أكل أحداً بعد، لكنه استمر في المحاولة، وكان الناس خائفين للغاية.
سأل الملك أحد العرافين في البلدة عما يمكنه فعله لوقف هذا الهجوم، فأخبره العراف أنه يجب عليه التضحية بابنته الحبيبة، أندروميدا، إذا كان يريد إنقاذ مدينته، أحزنه ذلك كثيراً، لكن الملك أمر بتقييد ابنته بالسلاسل إلى شجرة على جرف يطل على البحر.
في ذلك اليوم، كان البطل برسيوس يخوض مغامرة، ومر مبحراً في الوقت الذي كان فيه خدم الملك يربطون أندروميدا المرعوبة بشجرة على حافة جرف، وقع برسيوس في حبها على الفور، وبمجرد رحيل الخدم، أنقذ برسيوس أندروميدا، مستخدماً منجله السحري لقطع السلاسل.
في تلك اللحظة، رفع الثعبان البحري العملاق رأسه القبيح ومد يده نحو أندروميدا، صرخت أندروميدا فقام بيرسيوس، الذي كان لا يزال ممسكاً بمنجله السحري، بقطع رأس الثعبان.
فأحبت أندروميدا برسيوس بقدر ما أحبها، وأراد برسيوس أن تبحر معه على الفور، فطلبت منه أندروميدا التقدم لوالدها للزواج منها.
وعندما سمع الملك أن برسيوس قطع رأس الوحش البحري بالفعل، وعندما سمع أن والدة برسيوس كانت أميرة في مدينة أرغوس الشهيرة والغنية زاد سروره، ووافق الملك بسعادة على الزواج.
وبعد احتفالات الزفاف، أبحر بيرسيوس بعيداً مع أندروميدا، وتوجهوا إلى منزله في مدينة أرغوس، حيث عاشوا في سعادة دائمة.
وبما أن أندروميدا غادرت المدينة، ولم يعد يُسمح لأمها بالتفاخر بجمال ابنتها بأمر الملك، فلم يرسل بوسيدون ثعباناً بحرياً آخر لالتهام الناس، لأنه شعر بأنهم تعلموا الدرس.
هل تتابعين قصص أطفال مكتوبة هادفة قصيرة؟