دعوني أحكي لكم تجربتي مع ابنتي عندما وصلت لعمر 13 عاماً، وبدأ جسدها ينمو وملامحها تُعلن بلوغها وبدايات نضجها ودخولها مرحلة المراهقة، لقد كانت- ولا زالت- فترةً صعبةً عليّ كأم وعلى ابنتي التي غافلتني وكبرت، وكأنها تُولد من جديد.
حيث شاهدتها تتعرض للكثير بسبب التغيرات الهرمونية التي تتفاعل بداخلها، والتي انعكست عليها جسدياً ونفسياً، وأكثر ما أزعجني تلك الحالات التي كانت تمر بها من الغضب والتوتر أو العصبية الزائدة، وهذا جعلها تعيش فترات عزلة وانطواء في علاقاتها بالأسرة و الأهل والأقران.
من هنا بدأت البحث والتثقيف من خلال القراءة على النت، وسؤال كل صديقة عاشت تجربة مراهقة ابنتها؛ للتعرف إلى أسباب عصبية المراهقة، وكيفية التخفيف من حدتها والسيطرة عليها، والأخطاء التي يرتكبها بعض الآباء من دون قصد بطبيعة الحال، وشاركتنا التجربة الدكتورة منال الشال أستاذة الصحة النفسية وتعديل السلوك، لتوضيح الرأي العلمي في المشكلة.
أسباب وراء عصبية المراهقة
تبدأ مرحلة المراهقة بين عمر الثالثة عشرة وحتى التاسعة عشرة، وتعتبر من السنوات الحرجة للفتى والفتاة على السواء، وما على الأهل في تلك الفترة، إلا أن يقدموا الحب والرعاية، ويبتعدوا عن أسلوب المراقبة أو التدخل في التفاصيل، حتى لا تصل الفتاة المراهقة إلى مرحلة العصبية، والآن إليك أسباب عصبية المراهقة:
- رفض المراهقة أن تكون نسخةً عن والدتها، وبالتالي تصبح نداً لها، وبشكل عصبي ومتوتر.
- عجز المراهقة عن إدارة وتنظيم وقتها، بين ساعات الدرس والقيام بالأنشطة الرياضية أو الهوايات التي تُحبّ ممارستها يومياً.
- التفكير الزائد في تراجع المستوى العلمي أو الرسوب في مادّة معيّنة، يزيد أيضاً من عصبية المراهقة.
- إخفاء المراهقة لأسرارها - مراهقات كثيرات يتعمدن هذا- خوفاً من اطلاع الأهل عليها.
- إهمال الأسرة لرغبات المراهقة العاطفية غير المبررة، ما يسبب لها التوتر ونقص التركيز والانتباه.
- عدم تخصيص الأهل وقتاً للاستماع إلى مشاكل الابنة المراهقة، أو معاملتها بالتساوي مع بقية أخواتها.
- عدم تقدير ما تقوم به المراهقة، يجعلها تتخذ العصبية وسيلة للفت انتباههم.
نصائح.. للتعامل مع الابن المراهق
تابعي.. أسباب العصبية الزائدة عند المراهقات
- التغيرات الهرمونية: خلال فترة المراهقة، تحدث تغيرات هرمونية مهمة في جسم المراهقة، حيث تزداد إنتاج الهرمونات المسؤولة عن التغيرات الجسدية والعاطفية، ما يمكن أن تؤثر على المزاج والتحكم العاطفي.
- التحديات النفسية: في فترة المراهقة، تواجه الفتيات العديد من التحديات النفسية مثل البحث عن الهوية والضغوط الاجتماعية، وهذه التحديات يمكن أن تسبب توتراً وعصبية زائدة.
- اضطراب ما قبل الدورة الشهرية: حيث تُصاب العديد من المراهقات والنساء بشكل عام باضطرابات نفسية في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية، مثل التوتر والعصبية وتقلبات في المزاج، تغير في شكل الجسم وانتفاخ في بعض الأماكن.
- المشاكل الأسرية: تُعتبر من أهم الأسباب التي تؤثر على نفسية المراهقة في مرحلة المراهقة، حيث تبقى المراهقة في حالة قلق وتوتر تدفعها في النهاية إلى أن تصبح شخصية عصبية.
- حدث صادم: يمكن أن يتسبب أحد الأحداث الصادمة في حدوث تغيير في شخصية المراهق وجعله أكثر عصبيةً وانفعالاً، مثل وفاة أحد الأشخاص المقربين أو الانفصال عن شخص يحبه.
- الاكتئاب: من الممكن أن تكون الانفعالات العصبية أحد أعراض الاكتئاب، حاولي أن تراقبي تصرفات ابنتك المراهقة، خاصة الشعور الدائم بالحزن والبكاء بدون سبب.
- التعرُّض للتنمر: التعرُّض المتكرر للتنمر خاصة في المدرسة من الأسباب المهمة التي تدفع المراهق في أن يصبح عدوانياً وعصبياً في المنزل، حيث يحاول أن يُثبت نفسه أمام أسرته وأن يعوض مشاعر النقص وعدم الثقة بالنفس الناتجة عن التنمر.
تعرفي إلى ما يوجهه الطالب الجامعي من.. اضطرابات نفسية
كيفية السيطرة على عصبية المراهقة
أن يُعلّم الأهل طفلتهم المراهقة أسس وطرق تنظيم وقتها بطريقةٍ تستفيد منها وحتى تقوم بكلّ ما تحبّ.
أن يُرشدها الأهل لكيفية الاستمتاع بحياتها، مما يساعدها على ألا تشعر بأيّ تقصيرٍ تجاه دروسها وواجباتها اليومية.
تواصل الأهل مع المراهقة، يُخفف من عصبيتها، ويُمكن أن يساعدها على التعامل مع مشاكلها بطريقة أفضل وبوعيٍ أكبر.
أن يخصص الأهل وقتاً للاستماع إلى طفلتهم المراهقة، وتقديم أفضل النصائح التي من شأنها أن تساعدها على حلّ مشاكلها.
الاستماع للمراهقة بهدوء واهتمام، فالمراهقة بحاجة للحب والاهتمام، وإخبارها بقصص واقعية عن أهمية اختيار الأصدقاء.
تقبل عناد المراهقة، فهي تحاول إثبات ذاتها، وقد ترفض كل شيء دون أن تبين سبب الرفض أو إبداء أسباب لهذه الرفض.
تابعي: طرق للسيطرة على عصبية المراهقة
تقبُّل عناد وعصبية الابنة، مع التقليل من الأوامر التي تسبب لها ضغوطات نفسية، وتجعلها تلجأ للأفكار السلبية.
التحذير بشدّة من مقارنة ابنتها بصديقاتها أو إحدى قريباتها، ما يُضعف من الثقة بالنفس ويزيد من عنادها وعصبيتها.
التعاطف مع المراهقة، وتعليمها الحديث بأدب وهدوء، وكيف تعرض رأيها بدون عصبية أو انفعال.
ضرورة إرشادها لكيفية الاعتذار في حال الخطأ، ومشاركتها كل ما تُحب من نشاطات في الحياة في حدود المقبول والمعقول.
كلمات خاصة للمراهقة العصبية
راقبي بوعيك الذاتي ما تفكرين به وما تشعرين به، توقفي لوهلة عندما تكونين غاضبةً؛ لملاحظة ما تفكرين به وتشعرين به.
سيطري على نفسك، وفكري قبل أن تفعلي شيئاً؛ فهذا قد يُنقذك ويمنعك عن فعل شيء قد تندمين عليه لاحقاً.
اتخذي قراراً بأن تتحكمي بعصبيتك، ويمكن ذلك بمراقبة تصرفاتك عندما تغضبين، والتفكير فيما ستكسبينه بعدما تخففين من عصبيتك.
أ خطاء يرتكبها الآباء في حق ابنتهم المراهقة العصبية
قد يرتكب الآباء بعض الأخطاء عند التعامل مع ابنتهم أو ابنهم المراهق العصبي ظناً منهم أنهم يعالجون المشكلة، وفي الحقيقية هم يزيدون الأمر سوءاً، ومن هذه الأخطاء:
- التعامل بعنف: يجب تجنُّب استخدام العنف مع المراهق، فهذا الأسلوب سيزيد من عناده وعصبيته، بل اتبعي أسلوب الثواب والعقاب، فإذا استطاع المراهق السيطرة على غضبه يمكن مكافأته، وفي حال زادت عصبيته فيمكن عقابه.
- مسايرة المراهق العصبي: لا تحاولي أن تُظهري للمراهق خوفك من تصرفاته وصراخه وتنفيذ ما يطلبه كي يهدأ، فذلك يشجعه على تكرار سلوك التوتر و العصبية كوسيلة للحصول على ما يريد.
- عدم توفير مساحة خاصة لهم: المراهق بشكل عام يحتاج إلى الشعور بأن له مساحة خاصة به، فمن أكثر الأخطاء التي يقع فيها الآباء مع أبنائهم المراهقين هو التدخل بالتفاصيل الخاصة بهم، والرغبة في معرفة كل شيء عنهم.
- التعامل ببرود ولامبالاة: قد يظن بعض الآباء أن أفضل طريقة للتعامل مع المراهق العصبي خلال نوبة غضبه هو التعامل ببرود ولا مبالاة، ولكن هذه الطريقة خاطئة فهي تتسبب في استفزازه أكثر وزيادة عدوانيته.
- معاملة المراهق على أنه طفل: يجب التخلي عن النبرة المتسلطة عند التحدث مع المراهق والتوقف عن توجيه الأوامر والنقد له باستمرار، ولا تحاولي إجباره على اختيار الأشياء حسب رغباتك أنت.
- فمثلاً ماذا يلبس، كيف يأكل، ماذا يدرس؟، فذلك يجعله يشعر أنه لا يزال طفلاً، وهذا أكثر ما يستفز المراهق العصبي ويجعله يدخل في نوبات غضب وعصبية.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استارة طبيب متخصص.