تمر تربية الطفل ابتداءً من عمر الرضاعة وحتى البلوغ بفترات نمو وتطور بارزة ومحددة، ويحدث خلالها العديد من التغيرات الدماغيّة، والفكرية، والجسدية، والعاطفية، واللغوية في كل مرحلة على حدة، بينما تختلف آراء العلماء حول تقسيم عدد مراحل نمو وتربية الطفل؛ البعض قسم مراحل نمو الطفل إلى أربع مراحل أساسيّة، في حين قسم عدد آخر من العلماء مراحل نمو الأطفال إلى ست مراحل وهي: مرحلة حديثي الولادة والرُضع، ومرحلة ما قبل المشي، ومرحلة ما قبل الدراسة، والعمر الدراسي، وأخيراً مرحلة البلوغ والمراهقة، وهي موضوع تقريرنا لهذا اليوم، اللقاء والدكتور أحمد عبد المحسن أستاذ طب نفس الطفل لشرح مظاهر وعلامات المرحلة، ودور الوالدين الأمثل في تعزيز ونمو كل مرحلة.
الطفل في هذا العمر يبدأ بتعلم نطق الأرقام على شكل أغنية، كما يبدأ بتكوين روتينه الخاص باللعب، وفهم معاني بعض الكلمات البسيطة ذات العلاقة بالأحجام مثل كبير وصغير.
كما يكون الأطفال في هذه المرحلة فضوليين، ويطرحون الكثير من الأسئلة عن البيئة المحيطة بهم، ويقومون بتقليد أصوات الحيوانات، وحركاتها، كما يستمتعون بالتنزه في الأماكن الطبيعية.
تتطور مهارات الطفل الاجتماعيّة والعاطفيّة، لهذا يحتاج للإرشاد والتوجيه بطريقة محببة وإيجابية؛ للتواصل مع الطفل وتقديم العون له.
كما أنَّ الطفل بحاجة لتعلُّم كيفية طلب المساعدة من الآخرين، والتحدث معهم ومعاملتهم بأسلوب حسن، لأنه لا يمتلك من الخبرة الحياتية ما يكفيه ليحدد لنفسه أهدافاً ويقوم بتحقيقها.
كما يصعب عليه تحديد نقاط قوته وضعفه؛ وهنا يأتي دور الأهل لمساعدة الطفل في خوض التجارب التي تشكل تحدياً بالنسبة له، ولكن بالوقت نفسه ضمن حدود إمكانياته.
المرحلة الأولى: تربية الطفل حديث الولادة وحتى شهرين
تعتبر هذه المرحلة أولى مراحل نمو الطفل، حيثُ يبدأ جسده وعقله بالتكيف على العيش في العالم الخارجي، وتمتد هذه المرحلة منذ ولادة الطفل وحتى الشهر الثاني تقريباً، ومن علاماتها:- يشكل الطفل في هذا العمر حالة من البكاء والاهتياج المستمر، وتزداد هذه الحالة في الأسبوع 6-8 من عمره، ثم تبدأ بالاستقرار خلال الأسبوع 12-16 تقريباً.
- يكون الطفل قد كون رابطاً قوياً مع أمه ويصبح قادراً على تمييز صوتها وابتسامتها، كما يبدأ بدوره بالابتسام، ورفع الرأس والصدر عندما يكون ممدداً على بطنه.
- يميل لتركيز النظر على الأجسام من حوله، ووضع يديه في فمه، والإمساك بالأشياء، كما يشعر الطفل في هذه المرحلة بالطمأنينة والأمان بين ذراعي والديه.
دور الوالدين الأمثل:
- حمل الطفل والنظر إليه، والتكلم بصوت هادئ وحنون معه، والغناء له، وأخذه في جولة من خلال حمله أو وضعه بالعربة، إلى جانب لفه ببطانية ناعمة تشعره بالأمان.
- الاستجابة السريعة لبكاء الطفل، كما يساعد تدليك الطفل على تعزيز التواصل معه وتهدئته وإشعاره بالطمأنينة، خاصة إذا كان يشعر بالقلق أو الانزعاج.
- الرد على الأصوات التي يصدرها الطفل بأصوات أخرى مشابهة؛ لتطوير مهارات الطفل اللغوية وقدرته على الحوار.
- منح الطفل ألعاباً ملونة بمختلف الأشكال والأحجام، ما يساعد في تطوير قدرة الطفل على إمساك الأشياء واكتشافها.
- ترك الطفل لبعض الدقائق يومياً للجلوس على بطنه، لتساعده على تقوية عضلات رأسه ورقبته، إضافةً إلى تقوية الجزء العلوي من جسده.
- مراقبة الطفل أثناء جلوسه في هذه الهيئة، بينما يجب الحرص على أن يكون الطفل ممدداً على ظهره أثناء النوم.
المرحلة الثانية: الطفل الرضيع من (3-12) شهراً
يتواصل الطفل في هذا العمر مع والديه من خلال الابتسام والنظر إليهما والتشبث بهما، معبراً عن احتياجاته الاجتماعية والعاطفية، الطفل بهذا العمر يبدأ بالتعرف إلى أجزاء جسمه واستخدامها، إضافةً إلى متابعة ردود أفعال والديه، وتعبيرات الوجه، وطريقة الكلام.دور الوالدين الأمثل:
- اللعب مع الطفل والتواصل معه، يعزز شعوره بالطمأنينة والأمان، وسلوكيات الأهل كالغناء للطفل والقراءة له أكثر ما يحتاجه.
- السماح له بالتحرك بحرية في مساحة آمنة وتشجيعه على الاكتشاف بالزحف والمشي؛ من أجل تطوير مهارات الطفل.
- إعطاء الطفل مجالاً للاعتماد على نفسه، مع تقديم بعض العون له، مع ضرورة اتباع روتين أو جدول زمني معين أثناء تربية الطفل.
- إطعام الطفل الوجبات في وقتٍ محددٍ كل يوم، يزيد من شعوره بالراحة والتنظيم، مع استخدام المصطلحات نفسها في كل مرة للدلالة على الأشياء.
المرحلة الثالثة: الطفل حديث المشي من(1-3) سنوات
هذه المرحلة مليئة بالتجارب بالنسبة للوالدين، مثل أخذ الطفل لزيارة طبيب الأسنان لأول مرة، ودخول الطفل بنوبة غضب وكيفية التعامل معها، إضافة إلى توجيه الطفل للتغلب على كل ما يخيفه أو يخشاه.الطفل في هذا العمر يبدأ بتعلم نطق الأرقام على شكل أغنية، كما يبدأ بتكوين روتينه الخاص باللعب، وفهم معاني بعض الكلمات البسيطة ذات العلاقة بالأحجام مثل كبير وصغير.
كما يكون الأطفال في هذه المرحلة فضوليين، ويطرحون الكثير من الأسئلة عن البيئة المحيطة بهم، ويقومون بتقليد أصوات الحيوانات، وحركاتها، كما يستمتعون بالتنزه في الأماكن الطبيعية.
الدور الأمثل للوالدين:
الحرص على تخصيص بعض الوقت وبدء القراءة مع الطفل، واللعب معه، وتشجيعه على اكتشاف العالم من خلال التنزه معه بالسيارة أو مشياً على الأقدام.
مساعدة الطفل على نطق اسمه وعمره، والثناء على أي سلوكٍ إيجابي يقوم به، أو عند التزامه بالتعليمات الموجهة إليه، وتعليم الطفل كيفيّة التعبير عن مشاعره بطريقة صحيحة.
المرحلة الرابعة: تربية الطفل بعمر (3-5) سنوات
يصبح الطفل أكثر قدرة على التحكم بنفسه وبعواطفه في أغلب الأحيان، كما يقلُ اعتماده بشكلٍ كاملٍ على والديه، وتتطور جوانب معرفته، وقدراته.تتطور مهارات الطفل الاجتماعيّة والعاطفيّة، لهذا يحتاج للإرشاد والتوجيه بطريقة محببة وإيجابية؛ للتواصل مع الطفل وتقديم العون له.
الدور الأمثل للوالدين:
- الحرص على تبسيط الأمور للطفل، وفرض قواعد سهلة وتكرارها بشكل مستمر؛ ليتمكن الطفل من تعلمها، مع أهمية الثناء والمدح لخَلق النجاح.
- استغلال كل الفرص لمدح أي سلوك جيدٍ للطفل، مع مراعاة أن الطفل يرى في والديه قدوةً له، لذا من المهم أن يشكل الوالدان قدوةً حسنةً له.
- تشجيع الطفل على اللعب مع غيره من الأطفال، ما يعزز مفاهيم المشاركة والصداقة لديه، بجانب التواصل معه باستخدام جمل كاملة.
المرحلة الخامسة: تربية الطفل في سن المدرسة ( 6-12) سنة
في هذه المرحلة يصل الطفل إلى حالة من النمو أو التطور الكافي، لكن بعض المهارات لديه لا تزال بحاجة إلى التطور، لاكتساب المهارات الاجتماعية وتكوين الصداقات، وكيفية الثقة بالآخرين.كما أنَّ الطفل بحاجة لتعلُّم كيفية طلب المساعدة من الآخرين، والتحدث معهم ومعاملتهم بأسلوب حسن، لأنه لا يمتلك من الخبرة الحياتية ما يكفيه ليحدد لنفسه أهدافاً ويقوم بتحقيقها.
كما يصعب عليه تحديد نقاط قوته وضعفه؛ وهنا يأتي دور الأهل لمساعدة الطفل في خوض التجارب التي تشكل تحدياً بالنسبة له، ولكن بالوقت نفسه ضمن حدود إمكانياته.
ما رأيك في الاطّلاع على: سلوكيات الرضيع والمهارات التي يكتسبها في الشهر الرابع من عمره؟
الدور الأمثل للوالدين:
- يستطيع الآباء في هذه المرحلة تشكيل علاقة وثيقة بينهم وبين أطفالهم من خلال التواجد في حياة الطفل، ومشاركته جوانب حياته المختلفة والأنشطة التي يقوم بها، إضافة لتوجيهه بشكل إيجابي نحو الصواب.
المرحلة السادسة: تربية الطفل المراهق من( 13-18) سنة
في هذا العمر يكون الطفل مستقلاً بشكلٍ كبير في نواحٍ كثيرة، ولكن هناك جوانب تحتاج لتطوير، ومن ناحية النمو يحدث للطفل اختلاف بشكلٍ ملحوظ، ويمر بالكثير من التغيرات من الناحية الجسديّة.الدور الأمثل للوالدين:
- دعم وتواجد الوالدين، فالطفل في هذه المرحلة يكون بحاجة لخلق بيئة أسرية إيجابية، وضرورة التواصل المستمر بين الطفل ووالديه، وممارسة الأنشطة العائلية إلى جانب الأنشطة المجتمعية.
- مراعاة خصوصية المراهق والحرص على تحديد صلاحياته وحدوده، وسماع رأيهم، بجانب إشراكهم في وضعها لزيادة تقبلهم لها، والحرص أيضاً على مساندتهم في التخطيط لمستقبلهم وإرشادهم لتجنب كل ما يضرهم.