3 أوقات ثمينة يجب أن تستغليها لغرس مبادئ التربية الإيجابية عند طفلك

صورة لأم بعلاقة رائعة مع طفلها
هناك أوقات ثمينة لغرس مبادئ التربية الإيجابية عند الأطفال
من الضروري أن تتبعي أساليب التربية الإيجابية في التعامل مع طفلك، والتخلص من الطرق التربوية القديمة التي تنحصر في أسلوب التخويف والتهديد وإصدار الأوامر للطفل، ولذلك فيجب عليكِ أن تعرفي الأوقات المناسبة لغرس هذه المبادئ الإيجابية في نفس وعقل الطفل، وبطريقة سهلة وغير مباشرة.
أصبح اهتمام أولياء الأمور في هذه الأيام مُنصباً على إنشاء علاقة صداقة مع الأبناء؛ بسبب تطور الحياة وتعرّض الأطفال للعلاقات غير الجيدة خارج إطار الأسرة، وبسبب انفتاح الأطفال على عالم السوشيال ميديا، بسلبياته وإيجابياته، ولذلك فاختيار الوقت المناسب لكي تغرسي بطفلك مبادئ التربية، وأن تصبحي صديقته المفضلة؛ يحتم عليكِ أن تعرفي هذه الأوقات الثمينة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشدة التربوية رجاء عبد العليم، حيث أشارت إلى 3 أوقات ثمينة يجب أن تستغليها لغرس مبادئ التربية الإيجابية عند طفلك ومنها وقت استيقاظه من النوم ووقتان آخران في الآتي:

وقت الاستيقاظ من النوم

أم تحتضن طفلها وهو يستيقظ من النوم
  • اهتمي بأن يكون وقت استيقاظ طفلك الصغير العزيز من النوم هو الوقت المثالي والثمين لكي تضعي معه خطة جميلة وموفقة لهذا اليوم، ولكي تغرسي به عدة مبادئ جديدة، وبشكل فعال وبسيط، ويجب أن تعرفي أولاً الفوائد النفسية والجسدية لعناق الأطفال يومياً، حيث إن الوقت المثالي لكي تعانقي طفلك وتضميه بين ذراعيك، لكي يشعر بالحب والحنان، هو وقت استيقاظه من النوم، واحرصي على أن تكوني بجواره وبالقرب من رأسه حين يستيقظ؛ لكي تكوني أول وجه يراه حين يفتح عينيه.
  • قومي بالحديث مع طفلك حين يكون في فراشه حول خطة اليوم، وكيف ستقضين النهار معه؛ لكي يشعر بالأمل والأمان، فشعور الطفل بحب الحياة والتفاؤل، وأن لديه أسرة تهتم به وأنه محاط بعائلة تحميه؛ يعد من أهم الوسائل التي تعزز شخصية الطفل وتنمي ذاته وتزيد من ثقته بنفسه؛ لأنه يشعر بأن الحياة جميلة في وجود العائلة، كما أنه يتعلم أن يكون منظماً حين تخبره الأم عن برنامجه اليومي، وأن التخطيط هو الأساس في الحياة، ولا يمكن أن يعيش الإنسان ويحقق النجاح إذا ما كان يمارس حياته بعشوائية.
  • أتيحي الفرصة لطفلك لكي يُبدي رأيه، وبذلك فأنتِ تعززين من ثقته بنفسه؛ مثل أن تقترحي عليه وهو لا يزال في فراشه بعض الخطط لهذا اليوم، وتتركيه لكي يبدي رأيه، مثل أن تقولي له: "ما رأيك هل نذهب اليوم إلى النادي أم نقضي بعض الوقت في الحديقة العامة؟!"، كما أنه من الضروري أن تعززي لديه روح المشاركة، وتغرسي عنده حب الآخرين وصلة الرحم، مثل أن تقترحي عليه زيارة بيت الجدة، وتجهيز هدية لها، وأن تدخل البنت معك المطبخ لإعداد كعكة منزلية شهية لها، وبذلك فأنت تغرسين عدة مبادئ لدى الطفل؛ من خلال فكرة واحدة.

وقت اللعب

طفل يلعب بجوار أمه
  • اهتمي بأن تكوني بجوار طفلك عندما يقضي وقت اللعب خلال نهاره، ولا تتركيه وحيداً طيلة الوقت؛ لكي لا يشعر أنك تتخلصين منه بتركه مع الألعاب في غرفته مثلاً، أو في زاوية من المنزل، ولأن أهمية اللعب عند الأطفال كبيرة، حيث تسهم بدور كبير في النمو الجسدي والعقلي للطفل، فيجب أن تستغلي هذا الوقت لتعزيز مبادئ التربية وغرس الأخلاق والمثل العليا في نفسه؛ من خلال طريقة لعبه، مثل نبذ العنف وتعليمه التسامح والعفو والبعد عن الانتقام، فغالباً ما يحب الأطفال اللعب بالألعاب التي تحتوي على سباقات، والتي يجب أن يتعلم من خلالها أن يتحلى بالروح الرياضية وتقبل المنافسة، وذلك حين يطلب من الأم أو أحد الإخوة أن يلعب معه ولا يحقق الفوز.
  • خصصي وقتاً كل يوم في حدود نصف ساعة، وألا يقل هذا الوقت عن ساعة، لكي تلعبي مع طفلك عدة ألعاب؛ مثل اللعب بالمجسمات والتلوين وممارسة أنشطة رياضية خارج المنزل، وفي وقت الدراسة يمكن ممارسة بعض الألعاب التعليمية المرتبطة بالمنهج المدرسي مع الطفل، مما يعمل على تعزيز نموه العقلي والحسي والمعرفي الإدراكي والاجتماعي، وتساعده هذه الألعاب حين يمارسها مع الأم على اكتساب مهارات حياتية مهمة لا يمكن أن يكتسبها عن طريق الوعظ المباشر وإلقاء الأوامر.

وقت قراءة قصة ما قبل النوم

أم تقرأ قصة لطفلتها
  • استغلي وقت الاستعداد للنوم لكي يكون الوقت الثالث المثالي والثمين لطفلك؛ لكي تغرسي بداخله مبادئ تربوية إيجابية، وتحاولي تصحيح أخطاء اليوم التي وقع بها الطفل بقصد أو من دون قصد، بطريقة بسيطة وغير مباشرة، وذلك من خلال تذكير الطفل أولاً باللحظات السعيدة التي عاشها خلال اليوم، وكيف يسهم التعاون والحب الأسري في أن يشعر الطفل بالاستقرار العاطفي والأمان، وبذلك يستشعر الطفل دور الأسرة في حياته بسن مبكرة.
  • لاحظي أن الأطفال في مرحلة عمرية معينة لا يستطيعون النوم من دون أن تقرأ الأم لهم قصة، ولذلك فهناك فوائد قصص قبل النوم أطفال لعمر 4 سنوات يجب عدم إهمالها، حيث يكون الطفل لم يدخل المدرسة أو الحضانة بعد، وتكون الأم هي نافذته الأولى إلى العالم، ويجب أن تستغل هذه الفترة لكي تساعده على إطلاق العنان لخياله، ولكن ليس لدرجة التخويف والتهديد؛ لكي لا ينشأ الطفل منطوياً ومنعزلاً.
  • حاولي تجاوز كل المشكلات الأسرية التي تمرين بها لكي تساعدي طفلك على أن ينشأ في نفسية سوية، ويكون لديه أخلاق طيبة، وكذلك أن يخطط لمستقبله وحياته معك؛ من خلال قراءة قصص عن أبطال وعظماء عاشوا في حياتنا وتركوا أثرهم فيها، ولا يحبذ أن تروي للطفل القصص التي تتحدث عن الأبطال الخارقين الذين يخترقون الجدران أو يطيرون في الهواء، فمهما أعجب الطفل بهم، فهذه القصص لا تساعده لكي يكون شخصاً طموحاً، بل على العكس؛ فهي تجعله غارقاً في أحلام اليقظة، وعاجزاً عن وضع خطط وطموحات حقيقية لحياته.
قد يهمك أيضاً: ما هي فوائد احتضان الطفل والتربيت على رأسه عدة مرات يومياً؟