4 تصرفات لا تقومي بها أمام أطفالك لكي لا تفقدي احترامهم لكِ

صورة تعبر عن الحب بين الأم وطفلتها
اهتمي بألا تقومي ببعض التصرفات أمام أطفالك لكي تحظي باحترامهم لك

كلنا نعرف أن أطفالنا هم غرس ينمو في حال تعهدناه بالرعاية، ولذلك يجب أن نُحسن رعاية أطفالنا منذ سن مبكرة، وأن نكون قدوة لهم في كل تصرفاتنا؛ ولأن أطفالنا يتأثرون بكل ما يدور حولهم، فهم يكونون على درجة كبيرة من الحساسية، يجب أن نكون حريصين في كل تصرف نقوم به، وأن نراعي مشاعرهم المرهفة والرقيقة.
يجب أن تتأكد كل أمّ أنها القدوة الأولى لأطفالها وذلك لأن الطفل يتربى بالقدوة ويتعلم بالممارسة؛ ولذلك يجب عليها أن تكون قدوته الأولى في كل تصرف تقوم به أمامه ومعه، وقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله حيث أشار إلى 4 تصرفات لا تقومي بها أمام أطفالك لكي لا تفقدي احترامهم لك، ومنها عدم اتباع أسلوب الغيبة والنميمة أو التنمر على الناس وغيرها في الآتي:

1- الغيبة والبهتان والنميمة أمام الطفل

  • ابتعدي عن ممارسة أسلوب الغيبة والبهتان والنميمة أمام أطفالك، فهذه أساليب نهى عنها الإسلام في المقام الأول، ولذلك يجب أن تتوقفي عن الغيبة وهي نقل ما يكره الغائب من صفات وأفعال عنه أمام الآخرين وذكر مساوئه، أما البهتان فهو أن هناك بعض الأشخاص يذكرون الغائب بأشياء وأمور وأفعال لم يقم بها لمجرد الحديث واللغو والتسلية، أو من أجل جذب المستمع وإضحاكه وهذا أيضاً أسلوب خاطئ تقوم به بعض النساء في مجالسهن، وبالنسبة للنميمة وهي نقل الأحاديث والأسرار بين الناس من أجل الإيقاع بينهم ونشر العداوة والبغضاء، وتنتشر النميمة من خلال الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي، ويجب أن تتوقف الأم عنها بشكل قاطع وخاصة أمام الطفل؛ لأنه سوف يقلد الأم مباشرة وسوف تتحمل مسئولية انتقال هذه الأفعال المشينة إليه.
  • اهتمي بأن تتحدثي في أمور عامة، وأن يكون شأن أسرتك ومصلحتهم ونجاحهم هو الحديث الأول ومحور كل المجالس حين تجتمعين مع طفلك، وبذلك يتعلم الطفل أن هناك خصوصية وأن عليه عدم التدخل في شئون الآخرين، وحين تتساءلين كيف تكونين قدوة حسنة لأبنائك فتتركين لهم مستقبلاً مشرقاً يدوم؟ يجب أن يكون ذلك بالفعل وليس بالقول؛ لأن الطفل هو نتاج ما يراه ويسمعه من الكبار الذين يعتبرهم مدرسته الأولى.

2- التنمر على الآخرين أمام الطفل

التنمر المدرسي
  • احذري أن تتبعي أسلوب التنمر على الآخرين أمام أطفالك؛ لأن طفلك سوف يفعل ذلك مباشرة مع الزملاء والأصدقاء، وإذا كنتِ من الأمهات اللواتي يتساءلن كيف تحمين طفلك من ظاهرة التنمر في المدرسة؟ وذلك لأن طفلك يتعرض لهذه الظاهرة في المدرسة فلا تكوني من الفئة الأخرى من الأمهات اللواتي يكون أطفالهن متنمرين، ويشتكي منهم التلاميذ الصغار وأولياء الأمور وكذلك المسئولين في المدرسة.
  • احرصي أن تكوني نموذجاً يُحتذى به أمام أولادك، وأن تعلميهم أن كل إنسان قد خلقه الله بهيئة مختلفة وشخصية مختلفة وأنه من الخطأ أن نسخر من الآخرين، واعلمي أن الطفل الذي يخرج من بيت اعتاد أهله على ممارسة التنمر على الرائح والغادي سوف يكون طفلاً متنمراً مثلهم؛ حيث بيَّنت الدراسات أن من أهم أسباب التنمر الذي انتشر في هذه الأيام هو التأثر بالكبار ورغبتهم في إبراز ما يملكون من مال وجاه ومركز كبير مقابل الآخرين، ويتأثر الطفل بأبيه وأمه ويصبح متنمراً، ويؤدي ذلك لأن يصبح منبوذاً، وقد يتسبب في مشاكل أخرى في المستقبل مثل لجوئه إلى التنمر الإلكتروني وتعرضه لأن يصبح تحت طائلة القانون.

3- الحديث عن مشاكل الأسرة المالية أمام الطفل

  • لاحظي أن طفلك يكون حساساً بدرجة كبيرة، ولذلك يجب ألا تتحدثي معه وأمامه عن المشاكل المالية للأسرة وعن وجود الديون والأقساط وغيرها؛ لأن الطفل سوف يشعر في هذه الحالة أنه قد أصبح عبئاً على أسرته، كما أنه سوف يشعر أن أسرته تستخدم أسلوب المنّ والتذكير بالفضل أمامه، وهذه صفة مرفوضة في الدين أولاً ومرفوضة تربوياً ثانياً؛ لأن الطفل سوف يتعرض لضغوط نفسية وربما يشعر بعدم الاحترام لأهله لأنه في قرارة نفسه يعرف أنهم المسئولون أولاً وأخيراً عنه، وأنه لا يمكنه تحمل مسئولية نفسه وتوفير طلباته.
  • اهتمي بأن تعلمي طفلك الادخار حتى لو لم يعرف الوضع المالي للأسرة، ويجب أن تعرفي طرق تعليم الأطفال الادخار وكذلك طرق تعليمه إدارة المال بحيث يقسم مصروفه كجزء للادخار وجزء ينفقه، ولا تنسي تعويده على الإحسان والتبرع للفقراء والمحتاجين، وفي نفس الوقت أن يكون له ذمته المالية المستقلة والخاصة في حال حصل على عيدية أو هدية عبارة عن مبلغ من المال؛ لكي يستطيع الطفل تعلم الأمانة واحترام ممتلكات الآخرين.

4- الحديث عن المشاكل الزوجية أمام الطفل

عائلة سعيدة
  • توقفي تماماً عن الحديث عن المشاكل التي تنشأ بينك وبين زوجك أو بينك وبين عائلة الزوج أمام الأطفال مهما كانت هذه المشاكل، وحافظي باستمرار على مظهر العائلة السعيدة والمتماسكة أمام الطفل؛ لكي تحافظي على احترامه لك وللأب، ويجب أن تذكري عائلة الأب أمام الطفل بكل خير، ولا تذكري أي موقف سيء قاموا به في حقك أمامهم؛ لأن الطفل يجب أن يكون واصلاً للرحم منذ صغره، وسوف تتحملين مسئولية طفلك لو أنه كان قاطعاً لهم ولا يمكن أن يدفع الطفل ثمن مشكلات ليس له أي ذنب فيها.
  • اعلمي أن أثر الخلافات الزوجية على الأطفال يكون للمدى البعيد؛ وحيث يؤثر ذلك على شخصيتهم وينشأ الطفل منطوياً وغير قادر على بناء حياة أسرية حين يكبر، واعلمي أن الأطفال الذين ينشأون في أسرة مفككة وتقوم الأم بالتطاول على الأب، فالطفل يفقد احترامه للأم في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى ينحاز للأم على حساب الأب، ولكن الطبيعي والصحيح أن يكون الطفل محايداً ويكون باراً بوالديه مهما كان موقفهما من بعضهما البعض، وألا يدفع الطفل ثمن المشاكل العائلية والتي قد تنتهي بالطلاق، فهو في النهاية ليس له ذنب أنه قد نشأ في هذه الأجواء، ومن الضروري أن تتحدث الأم معه بطريقة مبسطة وغير مؤذية لمشاعره في حال استفحال المشاكل مع الأب وضرورة وقوع الانفصال بينهما.

قد يهمك أيضاً: كيف تربين أطفالك وأهم أساليب التربية الإيجابية؟