بعد الزواج تبدأ المرأة في انتظار الخبر السعيد الذي تنتظره كل النساء وتحقيق حلم الأمومة الفطري الذي خلقت به الأمهات، والذي تحلم به منذ أن كانت طفلة، ولكن يحدث أن يتأخر هذا الحدث السعيد، وتبدأ المرأة في طرق أبواب عيادات أطباء النساء والولادة للبحث عن سبب تأخر الحمل.
عند تتبع الخطوات التي يتم فيها الحمل نكتشف أن الحمل يحتاج لعدة عوامل لكي يحدث ويستمر، ومن هذه العوامل سلامة بطانة الرحم، والتي قد تصاب بعدة مشاكل تمنع الحمل، ويجب عدم إهمالها، ولذلك فقد التقت "سيدتي"، وفي حديث خاص بها باستشارية النساء والولادة الدكتورة ضحى عبد الجواد حيث أشارت إلى أهمية حالة بطانة الرحم في حدوث الحمل وثباته ونواحي الخطر، حيث إن هناك عدة عوامل مرتبطة ببعضها البعض تؤدي لحدوث الحمل، ومنها التبويض وسلامة النطف الذكرية وغيرها في الآتي:
كيف يحدث الحمل؟
- اعلمي أن الحمل لكي يحدث يحتاج لتوافر عدة شروط، ومنها أن يحدث التبويض وتتم العلاقة الزوجية خلال عملية التبويض، وبعد ذلك أن تمتلك المرأة بطانة رحم سليمة ومناسبة لكي تنغرس فيها البويضة المخصبة، وتبدأ مرحلة الحمل التي تمتد إلى تسعة أشهر" 42 أسبوعا".
- توقعي أن يحدث الحمل في حال خروج بويضة من المبيض، وذلك يحدث مرة كل شهر بالتبادل حيث تخرج بويضة من كل مبيض، فمرة تخرج من المبيض الأيمن وفي الشهر القادم فهي تخرج من المبيض الأيسر، وتحدث عملية التبويض عندما تطرح البويضة في رحم المرأة، عبر قناة فالوب، وتتم عملية طرح البويضة استعداداً لحدوث الحمل نتيجة لإفراز هرمونات معينة تفرز في الجزء الأمامي من الغدة الأمامية في منطقة تعرف ما تحت المهاد في دماغ المرأة.
- اعلمي أن البويضة تبقى صالحة للإخصاب أي اللقاء بالنطفة الذكرية وحدوث الحمل لمدة لا تتجاوز الأربع والعشرين ساعة في أبعد الأحوال، وحيث تلتقط البويضة النطفة الذكرية التي تتجه من عنق الرحم إلى الجزء الخارجي من أنابيب الرحم وتلتقي بها، ويتم إخصابها وتعاود للانغراس في بطانة الرحم.
- لاحظي أن هناك عدة عوامل يتحدث عنها الجميع حول حدوث الحمل، وهي البويضة وسلامتها والنطفة الذكرية وصحتها وحدوث عملية الإخصاب في توقيت مناسب لدورة حياة البويضة، ولكن لا أحد يتحدث غالباً عن ضرورة سلامة بطانة الرحم لكي يستمر الحمل الذي يبدأ من لحظة الإخصاب.
قد يهمك أيضاً: أعراض انغراس البويضة
تعريف بطانة الرحم
تعرف بطانة الرحم أنها جزء أساسي ضمن جهاز المرأة العضوي المسئول عن قدرتها على الإنجاب واحتضان الجنين، وهي عبارة عن نسيج هام يغلف الرحم كعضلة تنقبض وتنبسط، وهذا النسيج يكون هاماً وضرورياً لنمو الجنين وتتكون البطانة من عدة طبقات، وهناك الطبقة الأولى التي لا تتغير وتعرف باسم المرساة تشبيهاً بالميناء الذي ترسو به السفن، أما الطبقة الثانية فهي طبقة متغيرة أي أنها ديناميكية تتغير وتتقلب حسب الدورة الشهرية، وهي تخضع لتغيرات كل شهر حسب الدورة الشهرية أو استعداداً للحمل، وذلك حسب ظروف المرأة، ففي حال حدوث الإخصاب فهي تستعد لكي تكون بيئة مناسبة لانغراس البويضة، ولذلك يمكن اعتبار الطبقة الثانية من بطانة الرحم أنها طبقة وظيفية من البطانة عموماً لأنها المكان الذي سوف تنغرس وتزرع فيه البويضة المخصبة أو ما يعرف بالكيسة الأريمية.
من الضروري والهام أن تهتمي بالتعرف إلى صحة وسلامة بطانة الرحم ودورها في حدوث الحمل، حيث إن وجود مشاكل أو عيوب في بطانة رحمك تؤدي إلى حدوث مشكلة تأخر الحمل، والتي قد لا ينتبه إليها معظم الأطباء ومن المشاكل أو العيوب التي تظهر في بطانة الرحم ما يعرف بانتباذ بطانة الرحم، وكذلك فرط التنسج أي سماكة البطانة التي تؤدي لعدم ثبوت الحمل خاصة مع تأخر الحمل لمدة طويلة، وانتفاء الأسباب الأخرى لتأخر الحمل مثل انتظام التبويض وسلامة عدد وصحة النطف الذكرية.
اعلمي أن فشل انغراس البويضة هو السبب الرئيسي في عدم حدوث الحمل وغالباً ما تعاني بعض النساء من حالة تعرف بفشل الانغراس المتكرر، ويرمز لها بـ(RIF)، وتعد هذه الحالة هي السبب الرئيسي للعقم عند النساء اللواتي يتمتعن بدور شهرية منتظمة، ومن الممكن أن تؤدي العدوى وإصابة بطانة الرحم بالبكتيريا إلى تأخر الحمل، علماً بأن فشل الانغراس المتكرر قد يعود لأسباب أخرى ترتبط بالجنين أو البيئة الرحمية التي سيعيش فيها الجنين.
طرق فحص بطانة الحمل المناسبة لحدوث الحمل
- قومي بإجراء تحليل تقبل بطانة الرحم حيث يسمح هذا التحليل بتحديد ما يعرف بنافذة الزرع عند كل امرأة، وتنفيذ عملية نقل جنين شخصي، وقد أدى إجراء مثل هذا التحليل إلى زيادة في رفع معدل الإنجاب ونجاحها خاصة مع تعدد حالات الفشل المتكرر للزرع في بطانة الرحم.
- قومي بإجراء تحليل آخر لتحديد إذا ما كان هناك التهاب في بطانة رحمك مزمن ومعدي، ويعد هذا التحليل اختباراً تشخيصياً يكشف عن ثمانية أجزاء من أنواع البكتيريا التي تتسبب في التهاب بطانة الرحم المزمن، وفي حال ظهرت نتيجة هذا التحليل إيجابية فيمكن للمرأة أن تتناول مضاداً حيوياً حسب ما يقرره الطبيب، وفي بعض الأحيان قد يوصي الطبيب بتناول البيروبيوتك، ويجرى هذا التحليل للنساء اللواتي تعرضن للإجهاض المتكرر أو تعرضن لما يعرف بفشل الانزراع؛ مما يرفع من فرص حدوث الحمل لديهن حيث إن هذا التحليل يرفع نسبة حدوث الحمل مع ما يعرف بالانتباذ البطني الرحمي.
- احصلي على تحليل يعرف بتحليل "ميتاجينومي"، ويجرَى هذا التحليل لميكرووبيوم بطانة الرحم، وحيث يعمل هذا التحليل على تحديد نسبة البكتيريا المئوية اللازمة لبطانة الرحم لكي تحسن من التشخيص التناسلي للسيدة، كما أنه يتضمن كشفاً لوجود بكتيريا مسببة للأمراض، ويتم إجراء هذا التحليل للنساء اللواتي تعرضن لفشل انزراعي متكرر بوجه خاص، كما يمكن إجراؤه للنساء اللواتي يبحثن عن فرص حدوث الحمل، وحيث إنه يحدد إذا ما كانت البيئة الميكروبية في الرحم مناسبة أم لا لحدوث الحمل.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.