غالباً ما يتساءل العديد من النساء الحوامل في شهر رمضان: هل يمكن للحامل الصيام بأمان من دون التأثير في صحتها أو في صحة الجنين؟ وهل يشكل الصيام أي مخاطر في هذه الفترة الحساسة؟ هذا مع الوضع في الحسبان أن هناك نحو 70% من النساء الحوامل في الشرق الأوسط يعانين من نقص مواد غذائية صحية تحوي الفيتامينات والمعادن وخاصة فيتامين "د"، وهو عنصر أساسي يجب الحفاظ عليه، خاصة عند الصيام.
التقرير التالي يضم خمساً من النصائح التي تساعد الحاملِ على صيام آمن خلال هذا الشهر الكريم، توضحها الدكتورة منال عبد الحليم أستاذة طب النساء والتوليد.
استشارة الطبيب قبل اتخاذ القرار

من الضروري على الحامل قبل أن تبدأ الصيام في رمضان، استشارة الطبيب المختص، حيث يقيِّم وضعك الصحي ويحدد ما إذا كان الصيام مناسباً أو لا؛ في بعض الحالات مثل الإصابة بسكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم، أو فقر الدم الحاد، قد يُنصح بعدم الصيام، وبطبيعة الحال يعتمد القرار على حالتك الصحية ومدى استقرارها.
والطبيب يمكنه تقديم نصائح غذائية أو إرشادات طبية تساعدكِ على الصيام بطريقة صحية إذا كان الصيام ممكناً صحياً، وعليك ألا تترددي في مناقشة أي مخاوف أو أعراض تعانين منها؛ فالتواصل المستمر مع الطبيب يضمن لكِ اتخاذ القرار الصحيح لصحتكِ وصحة جنينكِ.
سيدتي الحامل:
يمكن للمرأة الحامل الصيام بأمان إذا كانت صحتها جيدة ولم تكن هناك موانع طبية، ولكن ذلك يتطلب:
- اتباع نظام غذائي متوازن.
- شرب كميات كافية من السوائل.
- مراقبة أي علامات قد تشير إلى خطر صحي.
- استشارة الطبيب هي الخطوة الأولى والأهم لضمان سلامتكِ وسلامة جنينكِ خلال شهر رمضان.
- الالتزام بالعادات الصحية والتغذية السليمة؛ ما يساعدكِ على تخطي هذه الفترة بأمان ومن دون أي مضاعفات صحية.
حالات يُنصح فيها بعدم الصيام

على الرغم من أن الصيام قد يكون آمناً لبعض الحوامل؛ فإن هناك حالات تستدعي الامتناع عنه تماماً، ومنها:
القيء المستمر: الذي قد يؤدي إلى الجفاف ونقص العناصر الغذائية؛ ما قد يؤثر في صحة الأم ونمو الجنين.
انخفاض وزن الجنين أو ضعف حركته: وهي علامات قد تشير إلى سوء التغذية أو نقص العناصر الأساسية التي يحتاجها الجنين للنمو الصحي.
الإصابة بسكري الحمل أو ضغط الدم المرتفع: وهما حالتان قد تتفاقمان مع الامتناع عن الطعام والشراب لفترات طويلة.
الحمل بتوأمين أو وجود تاريخ سابق لولادة مبكرة: ما يزيد من احتمالية تعرض الأم لمضاعفات تحتاج إلى رعاية غذائية وطبية خاصة.
إذا واجهتِ أياً من هذه الأعراض؛ فمن الأفضل عدم المخاطرة واستشارة طبيبكِ فوراً، لأن التغاضي عن هذه المشكلات قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة لكِ ولطفلكِ.
مضاعفات خطيرة لسكري الحمل تعرفي إلى تفاصيلها
التغذية السليمة في أثناء رمضان

التغذية الجيدة تلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على صحتكِ وصحة جنينكِ خلال الصيام، إليكِ بعض النصائح الغذائية الأساسية:
وجبة السحور:
احرصي على تناول وجبة متكاملة تحتوي على بروتينات، ألياف، وكربوهيدرات معقدة، مثل البيض، الشوفان، والزبادي، لتوفير طاقة مستدامة، ويمكن أن يساعد تناول الفواكه والخضروات الطازجة أيضاً في تحسين عملية الهضم وتجنب الشعور بالإرهاق خلال النهار.
وجبة الإفطار:
ابدئي بالتمر والماء لتعويض نقص السوائل، ثم تناولي وجبة غنية بالبروتين والخضروات، يمكن أن يساهم تناول الحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون في منحكِ الطاقة اللازمة للحفاظ على نشاطكِ بعد الإفطار.
الترطيب:
شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور يساعد في تجنب الجفاف، كما يُنصح بتجنب المشروبات الغازية والكافيين لأنها قد تؤدي إلى فقدان السوائل بسرعة، ولا تنسي تناول الحساء والعصائر الطبيعية غير المحلاة؛ لتعويض فقدان السوائل خلال ساعات الصيام.
مراقبة علامات التحذير

خلال الصيام، من الضروري الانتباه إلى أي علامات قد تشير إلى خطر صحي، مثل:
- الشعور بالدوار أو الإغماء؛ ما قد يدل على انخفاض مستوى السكر في الدم أو الجفاف.
- الصداع الشديد أو الإرهاق غير المعتاد، وهو مؤشر على نقص الطاقة أو قلة السوائل في الجسم.
- قلة حركة الجنين، أو نزول عدد الحركات عن المعتاد؛ ما قد يعني نقص التغذية اللازمة لنموه بشكل سليم.
- آلام شديدة في البطن تشبه تقلصات الولادة، التي قد تكون علامة على إجهاد الجسم أو حاجة الأم إلى التغذية الفورية.
عند ملاحظة أي من هذه الأعراض، يُفضل كسر الصيام فوراً والتوجه للطبيب.
من الأفضل متابعة صحتكِ يومياً، والاستماع إلى جسدكِ، وعدم التردد في التوقف عن الصيام إذا شعرتِ بأي تغيرات غير طبيعية.
تقليل الجهد البدني والحصول على الراحة

- تجنبي الإجهاد البدني الزائد، وحاولي التخفيف من الأنشطة الشاقة خلال ساعات الصيام، يُفضل الحصول على فترات راحة منتظمة، خاصة في أوقات النهار.
- النوم الكافي خلال الليل يساعد في تحسين طاقتكِ خلال الصيام؛ لهذا حاولي تقسيم وقتكِ بطريقة تتيح لكِ الحصول على قسط وافر من النوم، وتجنبي السهر الطويل الذي قد يؤثر في مستويات الطاقة لديكِ.
- ممارسة بعض التمارين الخفيفة مثل: المشي البطيء بعد الإفطار؛ ما يساعد في تحسين الدورة الدموية وتجنب الشعور بالإرهاق، وتذكري أن الاعتدال في النشاط البدني هو المفتاح للحفاظ على توازنكِ خلال هذا الشهر.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.