يحدث أن يقوم الأطفال ببعض التصرفات غير اللائقة، داخل المنزل أو خارجه، وسط الزملاء بالحضانة أو المدرسة، أو بين الأصدقاء والأقارب، ويغفل الآباء عنها ولا يلاحظونها، فتمر كذلك على الطفل، فلا يشعر بقدر ما ارتكب من خطأ، فيكرر ما قال أو فعل في مرات قادمة! مثل: استخدام بعض الألفاظ البذيئة والسيئة في مواقف مختلفة، أو التعامل مع الكبار دون احترام وبطريقة غير لائقة، وأحياناً يتمثل السلوك السيئ في عدم اتباع القواعد المنزلية والأسرية، أو لجوء الطفل لاستخدام العنف عند مواجهة أي موقف. وهنا يتساءل الآباء: متى يحتاج الطفل إلى تعديل سلوك؟ وهل هناك إشارات محددة تستلزم بعدها التعديل؟
اللقاء مع الدكتور حازم علي شاهين، أستاذ الصحة النفسية وتعديل السلوك؛ للشرح والتوضيح، والذي خصّ به قراء "سيدتي وطفلك".
إشارات على الطريق الصحيح
الأطفال دائماً بحاجة لمن يضعهم ويرشدهم إلى الطريق الصحيح؛ ليسلكوه من أجل بناء شخصية وحالة نفسية سوية تساعدهم على الحياة، والمسؤولية تقع بنسبة كبيرة على الأمهات؛ نظراً لأنهن يجلسن وقتاً أطول معهم، ومنها يراقبون ويتعلمون ويقلدون.
لهذا على الأم مراقبة سلوك الطفل، والانتباه لما يفعل ويقول بشكل مستمر، ما يوفر عليها والطفل طريقاً طويلاً من الصدام معاً، وللوصول للطريق الصحيح في التربية؛ عليها أن تكثر من الاطلاع على السلوكيات الصحيحة للطفل، بحسب عمره؛ لتقييم ما يبدر منه.
أمهات كثيرات مثلاً يفسرن حركة أطفالهن المفرطة على أنها شقاوة، أو حركة نشطة، رغم أن ذلك يدخل في إطار الحاجة لتغيير السلوك وتعديله، ويمكن أن يطبق ذلك على عناد الطفل أيضاً، وطريقة استجابته لتوجيهات ونصائح الأكبر منه؛ للتأكد من أسلوب العناد الذي يتبعه. لذلك اختبري طفلك، وتعرفي إلى طريقة تفكيره، وإذا ما وجدتِ لدية عائقاً في ذلك؛ فلا تقنعي نفسك بأنه سينضج مع الأيام، ولكن توجّهي للطبيب.
وهل تدركين أن تعامل طفلك مع إخوته، أو أقاربه، وحتى أصدقائه في المدرسة؛ يعكس جزءاً كبيراً من شخصيته؟ فعليكِ بمراقبته وتقييمه باستمرار، وعندما توجّهين طفلك للسلوك الصحيح؛ فبطرق تجمع بين الشدة واللين، وتراقبين درجة استجابته التي توضح الكثير أيضاً من جوانب شخصيته.
علامات تخبرك بضرورة تعديل سلوك طفلك
متى يحتاج طفلي إلى تعديل سلوك؟
في حالة تكرار السلوك الخطأ؛ يعد دليلاً على وجود مشكلة.
بعد حساب المدة الزمنية التي يستغرقها هذا السلوك الخطأ.
إذا أخذ زيادة عن الحد الطبيعي أو أقل من الحد الطبيعي. وسواء أخذ زيادة أو أقل؛ فهذا يعني مشكلة وبحاجة إلى تعديل.
إذا صدر هذا السلوك في كل مكان ومع معظم الناس
إذا تكرر هذا السلوك خلال ساعة أو يوم؟
إذا ناديت على الطفل؛ فاستجابته يجب أن تكون بعد عشر ثوانٍ، لكن إذا سمعك وأطال ولم يستجب؛ فهناك مشكلة!
كيفية التعامل مع التحديات السلوكية
خطوات تعديل السلوك عند الأطفال
- ضرورة النظر إلى المرحلة العمرية؛ لمعرفة إذا كان السلوك طبيعياً ويتوافق مع المرحلة العمرية أم لا؛ فهناك طفل بعمر أربع سنوات؛ يُخبر والديه بأحداث لم تحدث، وهذا لا يعتبر كذباً؛ لأنه يتخيل فقط.
- لا تطلبي من طفلك التوقف، في حالة تلفظ الطفل بألفاظ بشعة؛ من غير أن تعطيه الألفاظ الإيجابية البديلة، وإذا قلتِ له مثلاً: "لا ترسم على الحائط"، فيجب جلب لوحات ليرسم عليها.
- لا تستخدمي فكرة الجمع والتراكم لسلوكيات الطفل الخاطئة، وتتركه من دون عقاب، وفجأة عندما يخطئ خطأ بسيطاً؛ تنفجرين به أو تضربينه. وإذا قام بتصرف إيجابي صغير كافأتِه كثيراً.
- أعطيه مكافأة توازي تصرفه، إذا تصرف تصرفاً إيجابياً؛ من دون إفراط، وعلى الطفل أن يفهم لماذا تكافئينه، وتشرحين له سبب هذا التعزيز.
- لا تخبري الطفل أنك لا تحبينه بسبب سلوك معين قام به، لن يفهم الفكرة، وسيعتقد أنكِ لن تحبيه للأبد. وعليكِ أن تخبريه: "أنا لا أحب تخريبك لألعابك أو ضربك لأخيك، لكنني أحبك".
أهداف تعديل السلوك
أساليب تعديل سلوك الأطفال
تكلفة الاستجابة:
بأن نجعل الطفل يصلح ما أتلفه، فإذا كسر شيئاً؛ نجعله يجمعه ويضعه في سلة المهملات.
التصحيح الزائد:
بمعنى أن نجعل الطفل يصلح أكثر ما أتلف، مثلاً: إذا كتب الطفل على طرف الحائط، اجعليه ينظف الحائط بأكمله.
الابتعاد عن استخدام فترة العقاب:
أو الحرمان الطويل؛ لأن له محاذير، والذي يجعل الطفل يصل إلى الإشباع؛ فيجعله يكره السلوك.
التنفير:
يستخدمه الأهل كثيراً؛ فيضعون مادة يمكن أن تضره أو تؤذيه على أظافره؛ لتعديل سلوك مص الإصبع، مع مواد آمنة في الصيدليات.
كوني النموذج:
أي أن تقومي بممارسة السلوك أمام الطفل أكثر من مرة؛ بحيث يصل إلى المستوى المطلوب، ويصبح نموذجاً أمامه.
أي تعديل لسلوك الطفل؛ يحتاج لتسلسل وتكوين مهارة إضافية لديه، وتكون هذه المهارة مناسبة لعمر الطفل.
السلوك القديم السابق قد يعود، في حال رجع الأهل للعقاب أو لأخطاء التربية السابقة.
على الأهل أن يكونوا مستعدين ومستمرين في قرار استخدام أساليب تعديل السلوك؛ لكي يتعود الطفل عليها، ويبتعد عن السلوك السلبي.
ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.