تفاوت الحدقتين هو عندما يكون حجم البؤبؤين مختلفين عند الأطفال، أي أن أحدهما أكبر من الآخر وهي المراكز السوداء الموجودة في وسط العينين والتي تتوسع أو تنكمش حسب كمية الضوء في البيئة المحيطة بالطفل.
يمكن لأي طفل أن تكون لديه حدقتان بأحجام مختلفة دون أي مشاكل صحية ومع ذلك، هناك حالات مثل الصداع النصفي أو ضربات الرأس يمكن أن تسبب هذا التغيير في حدقة العين بجانب بعض الأعراض، مثل الحمى أو الصداع.
على الجانب الآخر من المهم الذهاب إلى طبيب العيون عند ظهور تفاوت الحدقة بشكل مفاجئ لدى الطفل أو بعد تلقي ضربة على الرأس، فقد يُشير ذلك إلى وجود مشكلة في الجهاز العصبي، أو تلف في العين، أو خطر الإصابة بنوبة قلبية، أو عدوى فيروسية أو توسع الحدقة وهي حالة لا تستجيب فيها إحدى الحدقتين للضوء مثل الأخرى لأسباب مختلفة.
فيما يلي وفقاً لموقع "webmd" الأسباب الرئيسية لتفاوت حجم الحدقتين في العين عند الأطفال.
التهاب العصب البصري
يمكن أن يُصاب الأطفال بالتهاب العصب البصري نتيجة لعدة أسباب، أبرزها إصابة الأطفال بأمراض المناعة الذاتية، مثل التصلب المتعدد، أو المصابين بالعدوى الفيروسية، مثل جدري الماء أو السل.
تشمل الأعراض الشائعة الأخرى في حالات التهاب العصب البصري عند الأطفال تشوش الرؤية والألم عند تحريك العين وحتى صعوبة تمييز الألوان.
يمكن علاج التهاب العصب البصري عند الأطفال بالكورتيكوستيرويدات والتي يجب وصفها من قبل الطبيب، أو العلاج عن طريق الحقن في الوريد. لذا، يُنصح اصطحاب الطفل فوراً إلى المستشفى في حال ظهور أعراض اضطرابات العين لدى الأطفال المصابين بأمراض المناعة الذاتية أو الإصابة بعدوى فيروسية.
تعرفي إلى المزيد حول أسباب احمرار العين عند الأطفال الرضع ومتى تكون مؤشراً خطراً؟
الصداع النصفي
في العديد من حالات الصداع النصفي، يمكن أن ينتهي الألم إلى التأثير على عيني الطفل، الأمر الذي قد لا يسبب تدلي أحد الجفون فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى اتساع أحد بؤبؤ العين.
على الجانب الآخر لتحديد ما إذا كان تباين حجم الحدقتين ناجماً عن الصداع النصفي، فمن الضروري تقييم ما إذا كانت هناك أعراض أخرى لهذه الحالة لدى الطفل، مثل الصداع الشديد جداً، (خاصة على جانب واحد من الرأس)، وعدم وضوح الرؤية، والحساسية للضوء، صعوبة في التركيز.
من الطرق الجيدة لتخفيف آلام الصداع النصفي عند الطفل هي الراحة في غرفة مظلمة وهادئة لتجنب المحفزات الخارجية، ومع ذلك، هناك بعض الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب للطفل إذا كان الصداع النصفي متكرراً و هناك خيار آخر وهو تناول الطفل لبعض أنواع الشاي المهدئة لتخفيف الصداع والصداع النصفي مثل البابونج والشمر واليانسون.
الضربات على الرأس
عندما يتعرض الطفل لضربة قوية في الرأس، بسبب حادث مروري أو أثناء ممارسة رياضة يمكن أن تتطور إصابات الدماغ وتتكون فيها كسور صغيرة في الجمجمة. يمكن أن يسبب هذا نزيفاً في الدماغ، مما قد يضغط على بعض المناطق التي تتحكم في الرؤية، مما يسبب تبايناً في حجم الحدقتين.
وبالتالي، إذا حدث تباين في الحدقتين لدى الطفل بعد ضربة قوية على الرأس، فقد يكون ذلك علامة مهمة على نزيف الدماغ، ولكن في هذه الحالات قد تظهر أيضاً أعراض أخرى لدى الطفل مثل النزيف من الأنف أو الأذنين والصداع الشديد والارتباك وفقدان التوازن، لذا يجب عليك الاتصال بالطبيب على الفور وتجنب تحريك رقبة الطفل، خاصة بعد وقوع حوادث المرور، فقد تكون هناك إصابات في العمود الفقري أيضاً.
أورام المخ
بالإضافة إلى إصابات الرأس، فإن أي اضطراب في الدماغ لدى الأطفال، مثل ورم في الدماغ، أو تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، أو حتى السكتة الدماغية، يمكن أن يسبب ضغطاً على جزء من الدماغ ويغير حجم حدقة العين.
لذلك، إذا ظهر هذا التغيير لدى الطفل بدون سبب واضح أو إذا كان مصحوباً بأعراض أخرى، مثل الوخز في بعض أجزاء الجسم، أو الإغماء أو الضعف في أحد جانبي الجسم، فيجب الذهاب إلى المستشفى لتحديد السبب والبدء في العلاج الأنسب.
متلازمة أدي
متلازمة آدي هي متلازمة غير عادية تماماً، حيث لا تتفاعل إحدى الحدقتين مع الضوء، وتظل متوسعة باستمرار كما لو كان دائماً في مكان مظلم. وبهذه الطريقة، يمكن التعرف على هذا النوع من تفاوت الحدقة بسهولة أكبر عند تعرض الطفل للشمس أو عند التقاط صورة باستخدام الفلاش.
وعلى الرغم من أنها ليست مشكلة خطيرة، إلا أنها يمكن أن تسبب أعراضاً أخرى لدى الطفل مثل عدم وضوح الرؤية، وصعوبة التركيز، والحساسية للضوء، والصداع المتكرر.
ويجب الانتباه إلى تلك المتلازمة ليس لها علاج محدد، لكن يمكن لطبيب العيون أن ينصح باستخدام العدسات الطبية للطفل لتصحيح الرؤية المشوشة وغير المركزة، وكذلك استخدام النظارات الشمسية للحماية من أشعة الشمس وتقليل حساسية الضوء.
التهاب السحايا
التهاب السحايا هو عدوى تسبب التهاب في الأغشية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي بأكمله، ويمكن أن يكون سبب العدوى بعض الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات أو الفطريات.
يمكن أن تسبب هذه العدوى تبايناً في حجم حدقة عين الأطفال بسبب زيادة الضغط داخل الجمجمة، نتيجة التهاب الدماغ. بالإضافة إلى ذلك، قد تظهر أيضاً أعراض أخرى لدى الطفل مثل الغثيان والقيء والحمى والضعف والتصلب والألم في الرقبة وعدم وضوح الرؤية وغيرها.
إذا ظهرت على الطفل أعراض تُشير إلى الإصابة بالتهاب السحايا، عليك التوجه فوراً إلى خدمة الطوارئ في أقرب مستشفى، لتأكيد التشخيص وبدء العلاج في أسرع وقت ممكن لتجنب تطور الإصابات التي قد تؤدي إلى مضاعفات دائمة للطفل أو حتى الموت.
مرض الجلوكوما
تُعد الجلوكوما مرضاً يُصيب العين ويمكن أن يسبب زيادة الضغط في العين، مما قد يؤدي إلى اتساع حدقة العين لدى الطفل.
يمكن أن يكون هذا المرض بدون أعراض، أو يسبب أعراضاً مثل الألم والاحمرار في العينين، لذا من المهم إذا كنت تشكين في وجود الجلوكوما لدى طفلك أن تذهبي إلى طبيب العيون لإجراء الاختبارات التشخيصية والبدء في العلاج الأنسب، وذلك لمنع فقدان البصر.
تشخيص تفاوت حجم حدقة العين عند الأطفال
يتم تشخيص تباين الحدقة لدى الأطفال من خلال تقييم الحدقتين لمعرفة مدى استجابتهما للتغيرات في الضوء. بالإضافة إلى ذلك، سوف ينظر الطبيب إليها أيضاً من خلال المصباح لإجراء مزيد من التقييم للعين واكتشاف ما إذا كانت هناك أي مشاكل.
في حالة وجود أعراض مصاحبة، قد يطلب الطبيب اختبارات تشخيصية أخرى يراها ضرورية، مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية.
متى تذهبين بالطفل إلى الطبيب؟
في جميع حالات تفاوت الحدقة تقريباً لدى الأطفال، يُنصح باستشارة الطبيب لتحديد السبب. ومع ذلك، يمكن أن تكون حالة طارئة عندما تظهر أعراض على الطفل مثل:
- حمى؛
- استفراغ و غثيان؛
- آلام الرقبة أو تصلبها.
- الشعور بالإغماء
- تشوش الرؤية
- ألم في العين بعد الصدمات أو الحوادث.
في هذه الحالات، يجب عليك الذهاب إلى المستشفى بسرعة، لأن هذه الأعراض قد تُشير إلى وجود عدوى أو مشاكل أكثر خطورة لدى الطفل.
ربما تودين التعرف على متى يجب اصطحاب الطفل إلى طبيب العيون؟
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.