يصاب الأطفال مثلهم مثل الكبار بقلة النوم واضطرابه، وشعور الطفل بالقلق أثناء نومه يكون لأسباب كثيرة منها الصحي، ومنها النفسي ولأن بعض الأمهات يعتقدن أن قلة النوم عند الطفل تكون من باب الدلال، فقد يهملن البحث عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة، رغم ما تتركه من أثر على طفلها سواء على المدى القريب أو البعيد. تعد خطوة علاج قلة النوم عند الطفل من الخطوات الهامة التي تساعد الطفل على النمو السليم، وتفادي أضرار عدم حصوله على ساعات نوم صحية متكاملة ومتواصلة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور عبد الرحمن عقل، حيث أشار إلى تأثير نقص النوم على صحة الأطفال خصوصاً في سن المدرسة، وذلك من النواحي الجسدية والنفسية، مثل أثره على تركيز عقل الطفل ومستوى ذكائه، وغيرها من التأثيرات في الآتي:
تأثير نقص النوم على هرمون النمو عند الأطفال
طول قامة الطفل- توقعي أنه في حال تعرض طفلك لعدم انتظام النوم، وكذلك نقص عدد ساعات النوم الفعلية التي يجب أن ينامها الطفل، وحيث ترتبط بمرحلته العمرية، فكلما كبر الطفل قليلاً فساعات نومه تقل بشكل طبيعي، وحيث نلاحظ أن المولود كثير النوم، وحين يصبح الطفل في سن المدرسة فهو بحاجة إلى ما يقارب ما بين 8-10 ساعات من النوم الليلي، وفي حال نقص هذه الساعات فهرمون النمو يتناقص بشكل سلبي، ويظهر ذلك على معدل نمو الطفل من حيث الطول والوزن، وهما أكبر معيارين لسلامة النمو عند الطفل، ويبدو الطفل في بنية وهيئة أصغر من عمره، وحيث يلاحظ قصر القامة عند الأطفال الذين لا ينامون ساعات كافية.
- لاحظي أنك سوف تعرفين الإجابة عن سؤال هام وهو متى يعتبر الطفل قصير القامة؟ في حال أن هناك نقصاً لديه في الطول مقارنة بأقرانه، كما أنه يلاحظ وجود نقص في تطور قدرات الطفل الحركية والإدراكية، ويجب أن يتم إجراء عدة اختبارات بدنية للطفل للتأكد من وجود أي نقص في هرمون النمو الناتج عن عدم انتظام النوم لديه، وتظهر عليه أعراض عامة لبطء النمو مع تكون الدهون حول منطقة الخصر وضعف نمو أسنانه مقارنة بأقرانه.
تأثير نقص النوم عند الرضيع
رضيع فوق الميزان- لاحظي أن طفلك الرضيع الذي يعاني من عدم النوم المنتظم سوف يعاني من عدة مشاكل منها البكاء المستمر، وعصبية المزاج إضافة لنقص الوزن الظاهر بشكل ملحوظ، وحيث إن الطفل الرضيع خصوصاً يكتسب الوزن عن طريق الرضاعة الطبيعية، وبعد ذلك حين يحصل على ساعتين من النوم المتواصل مثلاً، وحيث تتيح هذه الطريقة الفرصة للطفل لتخزين الدهون، وتكوين البنية العضلية بالتدريج، ولكن بقاء الرضيع بدون نوم يعني أنه سوف يستهلك كمية كبيرة من الطاقة التي حصل عليها من خلال الرضاعة، وتناقص مخزون الطاقة في جسمه يعني أن يتم حرق الدهون باستمرار وعدم تحقيق أي زيادة في الوزن.
- توقعي أن يرتبط عارض قلة نوم الرضيع مع مرحلة التسنين، وحيث من الممكن أن تلاحظي أن طفلك يعاني من أعراض التسنين وكيفية تخفيف آلامه، وسوف تبحثين عن طرق لتخفيف هذه الآلام، ولكن ذلك يؤدي إلى تقليل ساعات نومه وزيادة عصبيته وظهوره بمزاج سيئ بحيث يكون سهل الاستثارة، ويبكي بمجرد أن يتقرب منه أحد، وتجد الأم صعوبة في إسكاته.
تأثير نقص النوم على تلميذ المدرسة
طفل في طريقه إلى المدرسة- توقعي أن طفلك وفي سن المدرسة تحديداً سوف يحقق تراجعاً ملحوظاً في مستواه الدراسي في حال كان يعاني من نقص في عدد ساعات نوم الطفل حسب عمره وتبعاً للمقاييس العالمية الصحية، وحيث ترتبط ساعات نومه هذه بمعدل الذكاء ونسبة التركيز وقدرته على الحفظ والفهم، ولأن العقل البشري يرتاح خلال النوم، وحيث تتجدد خلايا الدماغ فالمعلومات التي يتلقاها الطفل قبل نومه مباشرة تكون طافية على سطح ذاكرته، ويتذكرها بسهولة في حال نومه مباشرة بعد الحصول عليها، ولكن بشرط أن ينام نوماً صحياً ومتواصلاً دون أن يستيقظ أو تبدو عليه علامات الأرق مثل أنه نام نوماً متقطعاً يستفيق خلاله للذهاب إلى الحمام، وشرب الماء أو طلب النوم بجوار الأم مثلاً.
- لاحظي أن طفلك في سن المدرسة وبسبب تعرضه لنقص النوم فهو يتعرض للسمنة بشكل ملحوظ؛ لأن هناك أطفالاً يطلبون الطعام بسبب شعورهم بالجوع خلال الليل، وذلك بسبب سهرهم لوقت متأخر أو شعورهم بالأرق فيستيقظون ويطلبون الطعام؛ مما يؤدي لتراكم الدهون في أجسامهم، حيث تزيد سرعة تراكم الدهون في الجسم ليلاً، ويتم تخزينها في منطقة الكرش ومنطقة الجنبين إضافة لأن الطفل الذي ينام لساعات أقل من المعدل الطبيعي يكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بالأمراض السارية، والتي تنتقل إليه بسهولة من الزملاء في المدرسة، وتكون مناعته ضعيفة بسبب عدم حصوله على ساعات نوم كافية.
نصائح عامة لتحسين جودة النوم عند الأطفال
رضيع نائم- اهتمي حين يكون طفلك في سن الرضاعة، بأن يحصل الرضيع على الحليب الخلفي؛ أي حليب الأم المتوافر في نهاية الرضعة، والذي يحتوي على كمية مناسبة من الدهون؛ لكي يشعر الطفل بالشبع وينام نوماً هادئاً ومتصلاً.
- احرصي على تحديد مواعيد منتظمة لنوم الطفل منذ سن مبكرة؛ من أجل حصوله على نظام وجودة للنوم منذ سن مبكرة، وحيث يتعود الطفل على نوم الأسرة باكراً فيصبح مثلهم وكذلك دخوله الفراش مبكراً، وعدم السهر تحت أي سبب لكي يحصل على عدد ساعات حسب عمره، مع الحرص أيضاً على تعويد الطفل على الاستيقاظِ باكراً حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع لكي يحافظ جسمه على انتظام ساعته البيولوجية.
- عودي طفلك على ممارسة بعض التمارين الرياضية خلال النهار وليس قبل موعد النومِ مباشرة؛ لأن الرياضة عموماً تسهم في تنظيم هرمونات جسم الإنسان ومنها هرمون النوم؛ مما يسمح للطفل بالنوم بسهولة، ويفضل الحفاظ على نوم قيلولة بعد العودةِ من المدرسة، للطفل وباقي أفراد الأسرة لكي تصبح هذه العادة روتيناً يومياً، ويعد نوم القيلولة أيضاً وسيلة فعالة لاستعادةِ الطفل نشاطه ومده بالطاقة بعد يوم دراسي طويل.
- قدمي لطفلك وجبة عشاء خفيفة، حيث أثبتت الأبحاث العلمية أن العشاء الدسم والثقيل يؤدي لصعوبات النوم عند الكبار والصغار، وكذلك يؤدي لإصابة الإنسان بالكوابيس الليلية، ولكن يجب ألا ينام الطفل جائعاً لكي يتمكن من الوصول إلى حالة النوم العميق.
- تجنّبي تقديم الأجهزة الإلكترونية؛ مثل ألعاب الفيديو، ومشاهدة التلفاز، وكذلك استخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية؛ لأنها تصيب الأطفال بحالة من الإثارة وتوتر الأعصاب وعدم القدرة على النوم العميق أو الإصابة بالنوم المتقطع المرهق.
- امنعي أطفالك من تناول المشروبات التي تحتوي على المواد المنبهة للأعصاب مثل الكافيين، والذي يتوافر في القهوة والنيسكافيه والكابتشينو والشوكولاتة، ويفضل تناول مثل هذه الأصناف حتى فترة الظهيرة، وتمنع تماماً عن الطفل بعد ذلك.
- اهتمي بأن يحصل طفلك على حمامه اليومي الدافئ قبل موعد النوم، فهو بالإضافة إلى أنه ينظف جسمه ويخلصه من خلايا الجلد الميتة ويعزز مناعته، فالحمام الدافئ يُساعد طفلك على الاسترخاءِ ويدخله سريعاً في حالة من النوم العميق.
قد يهمك أيضاً: كيفية تنظيم روتين يومي للرضيع بين النوم والطعام واللعب؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
