ترغب كل الأمهات في أن ينام أطفالهن المواليد مبكراً، وألّا يكون نوم كل ليلة عبارة عن معركة تستهلك كل طاقة الأم وتجعلها تسيقظ في اليوم التالي متعبة ومرهقة. ولذلك فمن الضروري أن تعرف الأم العلامات التي تشير إلى حاجة الرضيع للنوم؛ لكي تقوم بتنويمه بسرعة ومن دون جُهد، وفي نفس الوقت يجب أن تعرف الأم الأخطاء التي تقع بها وتعتقد أنها تعجّل نومه ولكن ذلك لا يحدث.
يجب أن تلاحظ الأم علامات تظهر على المولود وتعني أنه يريد أن ينام، مثل: أن يتوقف عن التواصل البصري معها. ولذلك فقد التقت «سيدتي وطفلك» وفي حديث خاص بها، باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، الدكتور رفعت مرزوق؛ حيث أشار إلى علامات هامة تدل على رغبة طفلك في النوم، وطرق لتسهيل نومه ليلاً، وأخطاء تمنع نومه السريع خلال الليل مثل: منع نومه نهاراً؛ أي إهمال نوم القيلولة، وغيرها من الأخطاء، في الآتي:
علامات رغبة الرضيع في النوم
- لاحظي أنه من أهم علامات رغبة الرضيع في النوم، أنه يقوم بفرك عينيه، كما أنه يفركهما بشدة وليس مرة واحدة. وفي كل مرة تحاولين نهيه عن ذلك، يعود لكي يفركهما؛ مما يعني حاجته للنوم السريع، وشعوره بالتعب والنعاس بصورة كبيرة.
- توقّعي أن رضيعك يكون بحاجة إلى النوم بسرعة حين يظل في حالة من البكاء المستمر، وتفشل كل محاولات إيقاف البكاء مثل: أن تُرضعيه، أو أن تقومي بحمله؛ فهو بحاجة لأن تبدأي معه طقوس النوم وبأسرع وقت؛ لأن بكاء الرضيع يكون بسبب النعاس وليس لأيّ سبب آخر.
- لاحظي أن طفلك يبدأ في إشاحة وجهه عن الضوء ويدفن رأسه في صدرك أو ملابسك أو في الفراش؛ فالمهم أنه يُبعد وجهه عن مصدر الضوء؛ أي أنه يريد مكاناً مظلماً يشبه ظلمة الرحم، وقد يقوم بإيقاف التواصل البصري معكِ؛ فلا ينظر في وجهك، ومعنى ذلك أنه بحاجة إلى نوم سريع.
أخطاء تؤدي لتأخُّر نوم الرضيع ليلاً
إهمال نوم القيلولة
توقفي عن منع طفلك الرضيع من النوم خلال النهار؛ لأن بعض الأمهات يعتقدن أن بقاء الطفل مستيقظاً طيلة النهار، يعني أنه سوف ينام مبكراً بمجرد أن تغرب الشمس، وسوف يستمر في النوم طيلة الليل لأنه سوف يكون متعَباً، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح؛ لأن نوم القيلولة وحصول الطفل على النوم لمدة ثلاث ساعات متقطعة أو متواصلة خلال النهار، يعني أن يحصل الطفل على فوائد كثيرة. وحيث يسهم نوم النهار في تنظيم نومه الليلي بشكل كبير؛ إضافة لفوائد نوم النهار في تحقيق زيادة للوزن وتقليل فقده للطاقة.
هز الرضيع
توقفي عن طريقة هز الرضيع من أجل دفعه إلى النوم؛ لأن ذلك يؤدي إلى ربط نوم الطفل بالهز، وبالتالي فأنت تكونين بحاجة لكي تقومي بهزه دائماً، وسوف يعتاد على ذلك ويجد صعوبة في النوم حتى عندما يكبر، في النوم من دون هز. علماً بأن أضرار هز الطفل الرضيع بشكل عام كثيرة وخطرة، ويجب التوقف عن هذه العادة خاصة مع المولود في الشهر الأول، وحيث تؤدي عادة الهز من أجل تنويم المولود إلى تضرر دماغ المولود. ويفضَّل أن تترك الأم رضيعها لكي ينام من تلقاء نفسه، وذلك بعد أن تتأكد من شبعه وجفاف حفاضه، وأنه لا يعاني من أيّة أعراض مَرضية مثل: المغص والانتفاخ.
تنويم الطفل في هدوء تام
توقفي عن تنويم الطفل منذ ولادته في أجواء من الهدوء التام؛ حيث تؤدي هذه الطريقة إلى صعوبة نوم الطفل بعد ذلك، وحيث تقوم الكثير من الأمهات بتوفير كلّ سبل الهدوء بحيث يكون الجوّ المحيط بالطفل هادئاً، وتُصر الأم على أن يعم الصمت في المكان أو في كلّ البيت، وبالتالي فالطفل سوف يتعوّد على هذه الظاهرة لكي ينام، ويصبح من الصعب أن ينام في أيّة ظروف أخرى. وقد تحدث بعض الظروف مثل السفر أو التأخر في خارج البيت لوقت متأخر؛ فيصبح من الصعب تنويم الطفل، ويظل الطفل في حالة بكاء انتظاراً للأجواء الصامتة التي اعتاد عليها لكي ينام. ولكن من الضروري تعويد الرضيع على أن ينام في ظلام تام؛ لكي يبدأ في التعوُّد على معرفة الفرق بين الليل والنهار. وحين يصبح في حالة من الظلام التام في كل المكان من حوله؛ فسوف يعرف ويفهم بالتدريج أن الظلام يعني النوم تدريجياً؛ حتى يكبر ويصبح قادراً على النوم بمجرد أن تصبح الدنيا مظلمة من حوله حسب ساعته البيولوجية.
إرضاعه رضاعة غير مشبِعة
حاولي أن تكون عملية الرضاعة لطفلك عملية مشبِعة وتامة بغير نقصان، بمعنى أن تقومي بترك الرضيع على كل ثدي مدة لا تقل عن ربع ساعة، ثم قومي بتكريعه ونقله إلى الثدي الآخر وتركه عليه لمدة ربع ساعة. وافحصي لون حليبك بعد مرور ربع الساعة وتأكدي أن لونه أبيض وليس شفافاً؛ فالحليب حين يكون على صورة سائل شفاف، يعني انه يحتوي على كمية كبيرة من الماء ولن يكون مشبِعاً للرضيع، ولا يحتوي على نسبة من الدهون التي تحقق الشعور بالشبع للرضيع. ولذلك يجب أن تتنظر الأم لكي يحصل على ما يُعرف بالحليب الخلفي، ويجب أن تعرف الأم حديثة العهد بالأمومة خصوصاً، ما هو الحليب الخلفي؟ وأهميته لكي يحصل الطفل على زيادة مطّردة في الوزن؛ إضافة للنوم السريع ولمدة طويلة من دون تقطُّع أو قلق.
قدّمي له وجبة مشبِعة بعد الشهر السادس
قدّمي لرضيعك في حال كان قد تجاوز مرحلة الرضاعة الخالصة وأصبح يحصل على وجبات خارجية، وجبة مشبعة بحيث تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة، وحيث تعمل هذه الكربوهيدرات على شعور الرضيع بالشبع لمدة طويلة؛ فينام نوماً طويلاً وعميقاً. ويمكنك أن تُعدي له وجبة مكوّنة من الشوفان والمكسرات المطحونة واللبن الزبادي، وحيث تكون هذه الوجبة متكاملة ومشبعة لدرجة أنها تفيده في النوم لساعات طويلة، ويمكن اعتمادها كوجبة عشاء كاملة.
قد يهمك أيضاً نصائح لنوم آمن وهادئ للرضيع: نفّذيها واحرصي عليها