أضرار عزل الرضيع داخل المنزل وتأثير ذلك على نموه العقلي والجسدي

صورة لأم تصطحب طفلها الرضيع
ضرورة تعرض الرضيع للهواء الطلق

تعتبر الشهور الأولى التي يمر بها الطفل الرضيع من أهم وأدق مراحل حياته، خلال هذه الفترة يتطور الطفل بشكل سريع في جوانب نموه العقلي والجسدي، ويبدأ في التفاعل مع محيطه بشكل تدريجي، هذا في الوقت الذي يحرص بعض الآباء على حماية أطفالهم من أي خطر محتمل يأتي من البيئة الخارجية؛ حيث يعتقدون أن عزل الطفل الرضيع داخل المنزل بشكل دائم يوفر له الأمان الكامل، بينما الحقيقة العلمية تؤكد أن غياب الطفل وعدم خروجه من المنزل لفترات طويلة قد يؤدي إلى مجموعة من المشاكل والتحديات الصحية والإنمائية التي قد تؤثر على نموه بشكل كبير.
في هذا التقرير يتناول الدكتور مُحب البنا أستاذ طب الأطفال أضرار عدم خروج الطفل الرضيع من المنزل، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على صحته وتطوره في السنوات الأولى من حياته، مستعرضاً تأثير العزلة على التطور الجسدي والعقلي للطفل، بالإضافة إلى دور التواصل الاجتماعي والبيئة المحيطة في تعزيز مهاراته.

تأثير العزلة على التطور البدني

الحركة والخروج في الهواء الطلق تساعد على نوم الرضيع

قلة الحركة تضر بالنمو الجسدي

تعتبر الحركة أحد العوامل الرئيسية في نمو الطفل الرضيع، وعلى الرغم من أن الرضيع يقضي وقتاً طويلاً في النوم في الشهور الأولى من عمره، إلا أنه يحتاج أيضاً إلى فترة من النشاط البدني الذي يمكن أن يحفز تطور عضلاته ومرونتها. وبالتالي فإن العزلة داخل المنزل وعدم الخروج إلى الأماكن المفتوحة قد يحرم الطفل من هذه الفرص الحيوية للنمو البدني.

كيفية الحفاظ على درجة حرارة الطفل الرضيع.. تعرفي إلى الطرق بالتقرير

نقص التحفيز البدني

عدم خروج الطفل الرضيع من المنزل وعدم ممارسته الأنشطة التي تساعده على تقوية عضلاته، قد يؤثر سلباً على نموه الجسدي.
فالحركات البسيطة مثل التمدد والجلوس أو الزحف على الأرض في البيئة الخارجية، تعتبر من الحركات المهمة لتنمية قدرة الطفل على التحكم في حركاته.

ضعف الجهاز التنفسي

التواجد في الهواء الطلق يعزز قدرة الطفل الرضيع على التنفس بشكل أفضل، والمعروف أن الهواء النقي في الخارج يساعد في تعزيز صحة الجهاز التنفسي وتقوية الرئتين، بينما العيش في بيئة مغلقة قد يعرض الطفل للهواء الملوث أو الجاف، مما يؤثر على قدرته على التنفس بفعالية.

التأثير على النوم

الحركة في الهواء الطلق يمكن أن تساعد في تحسين جودة نوم الطفل الرضيع؛ والأطفال الذين لا يخرجون من نطاق منزلهم قد يعانون من مشاكل في النوم بسبب نقص النشاط البدني، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم قد تؤثر على صحتهم بشكل عام.

تأثير العزلة على النمو العقلي

ام تقوم مع طفلها بجولة
              يعد الخروج إلى الخارج فرصة للطفل لاكتشاف العالم من حوله؛

العزلة تؤثر على التعلم والتطور العصبي

النمو العقلي للطفل الرضيع يعتمد بشكل كبير على تنوع المؤثرات البيئية والتفاعل مع الآخرين، وإبقاء الطفل في بيئة محدودة بدون الخروج يعنى أنه سيفتقر إلى التنوع المطلوب لتحفيز دماغه وتطوير المهارات المعرفية لديه.

التحفيز البصري والحسي المحدود

الأطفال الرضع يتعلمون بشكل أساسي من خلال التفاعل مع البيئة التي من حولهم، عندما يتعرض الطفل لمجموعة متنوعة من المناظر والأصوات والأنشطة خلال الخروج من المنزل، فإن ذلك يساعد في تطوير قدراته الإدراكية والعصبية، وبالتالي الأطفال الذين لا يخرجون من المنزل يفتقرون إلى هذه المحفزات البصرية والسمعية التي تساهم في تطور قدراتهم الذهنية.

تأخر في المهارات الحركية

يعد الخروج إلى الخارج فرصة للطفل لاكتشاف العالم من حوله؛ فمن خلال التفاعل مع الأشياء المحيطة مثل الألوان والأشكال والأصوات الطبيعية، ينمو الطفل بسرعة.
إذا تم حصر الطفل داخل المنزل لفترات طويلة، قد يتأخر تطور المهارات الحركية الأساسية لديه؛ مثل التنسيق بين اليد والعين أو التعرف إلى حاسة اللمس.

طالعي هذا التقرير: كيف تزيد حركة الطفل معدل ذكائه؟

تأخر اللغة والتواصل

الخروج إلى الأماكن العامة يمنح الطفل الفرصة للتفاعل مع الأشخاص المختلفين، سواء كان ذلك من خلال الأحاديث البسيطة مع الوالدين، أو مشاهدة الأشخاص الآخرين في المجتمع.
وقلة هذه التفاعلات يمكن أن تؤثر على تطور اللغة والمفردات لدى الطفل، في المقابل التواصل المستمر مع الأفراد من خلال اللعب أو التفاعل في الهواء الطلق يعزز مهارات اللغة.

التأثير على الجهاز المناعي

طفل يلعب في الهواء الطلق

نقص التعرض للفيروسات والجراثيم

من المهم أن يتعرض الطفل الرضيع للأماكن التي تحتوي على هواء طلق، وكذلك الأماكن التي تحتوي على أنواع مختلفة من الفيروسات والجراثيم، وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو وكأنه تهديد صحي، إلا أن الجهاز المناعي للطفل يحتاج إلى تحديات معينة من أجل أن يتطور بشكل صحيح.

تطوير المناعة الطبيعية

بمجرد أن يبدأ الطفل في الخروج من المنزل، يتعرض لمجموعة واسعة من الميكروبات والجراثيم التي تعزز من قوة جهازه المناعي، هذا التعرض المبكر يمكن أن يساعد في تقوية المناعة الطبيعية ضد الأمراض.

عدم قدرة الجهاز المناعي على التطور

إذا تم إبقاء الطفل داخل المنزل طوال الوقت وتجنب التعرض للبيئة الخارجية، فقد يؤدي ذلك إلى نقص في التطور الطبيعي لجهاز المناعة، وفي حالات أخرى، قد يعاني الطفل من ضعف في مقاومة الأمراض نتيجة لقلة التعرض للمحفزات البيئية.

التأثير النفسي على عزلة الطفل

عزلة الطفل تؤثر على صحة الأم النفسية

الشعور بالعزلة والحاجة للتواصل الاجتماعي

من المهم أن يتعرض الطفل الرضيع لبيئات اجتماعية متنوعة؛ ليشعر بالأمان ويبدأ في تطوير المهارات الاجتماعية لديه، قضاء فترات طويلة داخل المنزل قد يؤدي إلى عدم قدرة الطفل على التفاعل مع أطفال آخرين أو أشخاص بالغين غير والديه.

التفاعل مع الآخرين

تساهم الزيارات العائلية أو الخروج إلى الأماكن العامة في تعزيز قدرة الطفل على التفاعل مع أقرانه والأشخاص في محيطه، مما يساعده على بناء ثقة بنفسه، والأطفال الذين يعزلون عن هذه التفاعلات الاجتماعية قد يعانون من مشاكل في تطوير مهارات اجتماعية مع مرور الوقت.

التأثير على الصحة النفسية للأم

غالباً ما ترتبط العزلة التامة للطفل داخل المنزل أيضاً بعزلة الأم، مما يؤدي إلى تدهور صحتها النفسية، والإحساس بالتوتر الناتج عن هذه العزلة يمكن أن ينتقل إلى الطفل، مما يزيد من القلق والمشاعر السلبية لدى الرضيع.

تأثير قلة تعرض الرضيع للضوء الطبيعي

طفل يلعب داخل المنزل

أحد العناصر الأساسية في نمو الطفل هو تعرضه لأشعة الشمس وفيتامين د؛ حيث إن الشمس تعد مصدراً حيوياً وتلعب دوراً أساسياً في نمو العظام وتقوية الجهاز المناعي، بينما قلة التعرض لأشعة الشمس يمكن أن تؤدي إلى نقص فيتامين د، وتأثير ذلك على نمو العظام.
قضاء وقت طويل داخل المنزل يمنع الطفل من التعرض لأشعة الشمس المباشرة، مما يزيد من خطر نقص فيتامين د، ونقص هذا الفيتامين قد يؤدي إلى مشاكل في النمو العظمي مثل الكساح، وهي حالة تؤثر على تطور العظام لدى الأطفال.

الأضرار الاجتماعية في المستقبل

على المدى الطويل، قد يؤثر الحبس داخل المنزل على مهارات الطفل الاجتماعية، وقدرته على التفاعل مع أقرانه في المستقبل.
الأطفال الذين يظلون معزولين لفترات طويلة قد يعانون من صعوبة في التكيف مع بيئات جديدة عندما يبدأون في الالتحاق بالحضانة أو المدرسة، فقد يواجهون مشاكل في التفاعل مع الأطفال الآخرين، مما قد يؤثر على تحصيلهم الدراسي وتكوينهم الاجتماعي.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.