عندما يُرزق الأهل بمولودٍ جديد، يُصبِحُ شغلهم الشاغل ترقبه في كُلّ حركة يقومُ بِها، تلهفهم على أيّ جديد يفعله بشغف ولهفة محببة؛ في البداية ينتظرونَ ابتسامته، حركته، حتى سماع صوت بكائه، بعدها متى يجلس ويتناول الطعام معنا، يليها الزّحف والحبو، لتأتي الخطوة والسؤال الأهم "متى يتكلم طفلي بطلاقة..ومتى أقلق؟"
وعلمياً :مهارات النطق والتكلم تبدأ بالتطوّر بشكلٍ ملحوظٍ عندَ الأطفال، منذ بلوغهم العامين وحتى الثلاثة أعوامٍ. ولتوضيح مراحل وتدرج الكلام عند الأطفال وصولاً لمرحلة طلاقة اللسان، كان اللقاء والدكتورة علياء الشامي أخصائية النطق والكلام، وحديث خصّت به "سيدتي وطفلك".
معلومات تهمك
عادة ما تبلغ المفردات التي يعرفها الطفل في سن الثانية 200 كلمةٍ أو أكثر، وتزداد بانتظام أسبوعياً عندَ التطوّر الطبيعي للطفل، وهناك البعض يتأخرون.
حالة وجود طفل في أسرةٍ تتحدّث لغتين، نجده يستغرق فترةً أطولَ حتى يصبحَ طليقاً بلغةٍ واحدةٍ منها، ووجود أشقاء أكبر بالعمر، يتبرعون بالحديث نيابة عنه، سبب ثانٍ لتأخره في النمو وبقية المهارات.
الطفل المتأخر في اللغة يستطيع نطق الكلمات جيّداً، لكنه لا يستطيع تركيب جملة مفيدة منها، بينما الطفل المتأخر في النطق، لا يستطيع التعبير عن نفسه بكلمات مفهومة، وهذا يستوجب استشارة طبيب متخصص.
كيفية مساعدة الطفل في تطوير مهارة التكلم
المراقبة:
يمارس الأطفال بعض مظاهر التواصل الأولية مع الأهل مثل رفع الأيدي لحملهم، أو دفع طبق الطعام إشارة إلى الشعور بالشبع، أو الإشارة إلى لعبة معينة للتعريف برغبتهم باللعب، وخلال هذا التواصل يُنصح الأهل بالتبسّم والتواصل بصرياً مع الطفل والاستجابة لرغبته، للتطوير من محاولات التواصل غير اللفظي للطفل.
الاستماع:
الاستماع إلى همهمات الطفل ومحاولاته تقليد الأصوات التي يسمعها حوله، وإعطائه المجال الكافي حتى يعبّر عما بداخله.
التشجيع:
التشجيع الحماسيّ للطفل؛ لأنه يراقب ردّات فعل الكبار من حوله ما يحفزّه على التكلم.
التقليد:
تقليد الأصوات التي يصدرها ومحاولة التحدّث معه بلغته؛ لمساعدته في التطوير من مهاراته اللغوية.
الشرح:
عندما يطلب الطفل شيئاً يُنصح الأهل أن ينطقوا له اسمه، كما ينصح بالتحدّث معه دائماً؛ فإذا كنت تلبِّسين طفلك الجوارب، "هيّا نلبس الجوارب الزرقاء" مثلاً، واتركيه يتكلم بصوتٍ مرتفع عند اللعب.
تدرُّج الطفل في النطق والكلام
- لُغة التفاهُم والتواصُل تبدأ في الرحم، فكما يعتاد الجنين على صوت إيقاع قلب أمه، فهوَ يعتاد كذلك على صوت الأمّ ويُميّزهُ مِن بين الأصوات.
- البُكاء هُوَ وسيلة التّواصُل الأولى التّي يستخدمُها الطّفل منذُ الولادة وإلى 3 أشهر من عُمر الطفل، وكُلّ نبرة بُكاء تختلِف عن الأُخرى حسب الغرض مِنها.
- من 4 إلى 6 أشهُر: يبدأ الطّفل بالثرثرة العشوائيّة.
- من 7 إلى 12 شهراً: سيبدأ الطّفل بمناداة الأُم ب"ماما" والأب ب " بابا"، وما إلى ذلك.
- من 13 إلى 18 شهراً: في هذهِ المرحلة سيبدأ الطّفل بِنُطق كلماتٍ مُتفرقة وليست جملاً كامِلة.
- من 19 إلى 24 شهراً، يبدأ الطفل بتركيب بعض الجُمل الصغيرة، تتطور مع مرور الوقت، وإلا كانت هناك ضرورة لمشورة الطبيب.
أسباب تأخُّر الطّفل عن الكلام
- اختلاف كُلِّ طفلٍ عن الآخر في توقيت كلامه، وأحياناً لا يكونُ هُنالِكَ سببٌ ملموس للتأخُّر، إنّما لتفاوت موعد التكلّم مِن طفلٍ إلى آخر.
- دور الجينات في التأثير على تأخُّر الكلام؛ فإذا تأخّر طفلُك ، اسألي شخصاً كبيراً في العائلة إن كانَت هُنالِكَ حالاتٌ مُشابهة.
- عدم مُحاولة الأهل التكلُّم مع الطفل؛ وعدم طلبهم إعادة الكلمات وراءهم، ما يمنع الطفل من الحديث مُبكّراً.
- مواجهة الطّفل لمشاكِل في السّمع، ما يتسبب في مواجهة مشاكل في الكلام، لعدم مقدرتهِ على التعلُّم كغيرهِ مِن الأطفال.
- مرض التوحُّد،عندما يُعاني الطّفل من هذا المرض، سيعكسُ سلبياً في مقدرتهِ على التكلُّم، ويتفاوت الأمر من نوع توحد لآخر.
- بعض المشاكِل الصحيّة، وفي هذهِ الحالة تجب مُراجعة الطبيب لتحديدِها، وكذلك في حالة إصابة الطفل بالخرس؛ يكونُ من المُتعذّر على الطّفل الكلام على الإطلاق.
تعلُّم الكلامِ باللعب:
يستطيع الآباء استغلال وقت اللعب لتعليم أطفالهم كلمات جديدة، فمثلاً يمكن أن يقوم الأهل بجلب لعبة حول أجزاء جسم الإنسان، لتحفيز طفلهم على الكلام وحفظ أسماء أعضاء الجسم.
تعلُّم الكلامِ بالغناء:
يعتبر الغناء أحد أشكال اللعب، خاصةً إذا كان مُرفقاً بتحريك اليدين والجسم، فيمكن أن يغني الأب أو الأم بعض الأغاني المألوفة من أجل مساعدة الطفل على تعلّم أنماط اللغة، وكيفيّة لفظ الكلمات.
مدح الطفل عندما يتكلّم:
يراقب الأطفال ردّات فعل أهلهم ومعظم الأشخاص من حولهم عند محاولة نطقهم لكلمة معينة، فهم يكتسبون الثقة والقوة للحديث بشكل أفضل عندما يلاحظون ردّات فعل إيجابيّة حول محاولاتهم في الكلام.
تصحيح أخطائه في الكلام:
عدم القلق إذا نطق الطفل بعض الكلمات بصورة خاطئة، أو إذا قام باختيار الكلمات غير الصحيحة، أو إذا كانت قواعد اللغة لديه خاطئة، إذ يمكن حينها تقديم مثالٍ إيجابي كاستخدام اللفظ الصحيح على مسمعه.
الحديث معه عن الأنشطة اليومية:
ما يساعد الأطفال على ربط اللغة بالعالم من حوله، استخدام الإيماءات والأغراض الملموسة، لمساعدتهم على فهم التعليمات والأسئلة الموجهّة إليهم، قراءة الكتب مع الطفل، والنظر إلى الصور الموجودة فيها، ووصفها.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.