كيفية تنظيم روتين يومي للرضيع بين النوم والطعام واللعب؟

من الضروري أن تعرف الأم أن رضيعها على صغر سنه إلا أنه يحب أن يلعب كما يحب أن ينام ويتناول مصدراً للغذاء، سواء الرضاعة الخالصة أو المختلطة، فلا يمكن للأم أن تتعامل مع الرضيع على أنه آلة صماء تحتاج فقط للرضاعة وتغيير الملابس ثم النوم، فهناك احتياجات أخرى يجب أن توفرها الأم للرضيع وأن تنظم وقته لكي يحصل عليها جميعاً من خلال روتين يومي.
يجب على الأم أن تضع خطة يومية تتضمن عدة أنشطة يتم تنفيذها مع الرضيع، ومنذ سن مبكرة تبدأ بالاهتمام برضاعته ثم اللعب معه والحرص على حصوله على ساعات نوم كافية، ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور رفعت حماد حيث أشار إلى كيفية تنظيم روتين يومي للرضيع بين النوم والطعام واللعب، حيث إن تقسيم أنشطة الطفل يفيده من عدة جوانب جسمية ونفسية وغيرها من الفوائد في الآتي:

تنظيم وقت الطعام

• اهتمي بضرورة التعرف إلى عدد الرضعات التي يجب أن يحصل عليها الرضيع منذ ولادته وذلك على مدار الأربع والعشرين ساعة، حيث إن المولود في أيامه الأولى يجب أن ترضعيه كلما بكى ويجب ألا تتركيه نائماً، ولكن بعد ذلك يجب أن تهتمي بحصوله على رضعة مشبعة كل ثلاث أو أربع ساعات ولا تباعدي بين وقت الرضعات لكي لا تقل كمية حليبك.
• راعي أن تخصصي وقتاً لكل رضعة بحيث يكون نصف ساعة، ويجب أن يقضي الرضيع نصف المدة على كل جهة من صدرك، وبعد ذلك يمكنه أن ينام بعد كل رضعة، ومن الطبيعي أن يخلد إلى النوم حين يكون صغيراً ولا يجد شيئاً ليفعله بعكس أنه حين يكبر فيبدأ بالقيام ببعض الحركات والتلفت حوله ومحاولة اكتشاف العالم المحيط، ولذلك فلا تتوقعي أن ينام بعد الرضاعة ويمكن أن تدخلي ابتداءً من نهاية الشهر الرابع وجبة خارجية صغيرة كطعام تكميلي وتنتظري نتائج حصوله عليها من حيث حدوث أي عرض من أعراض الحساسية مثلاً.
• اهتمي بأن يجلس طفلك الرضيع حين يبدأ في تناول الطعام الصلب إلى مائدة الطعام مع باقي أفراد العائلة، فيمكنك أن تضعي كرسي الطعام المخصص له ضمن كراسي المائدة لكي يتعود الطفل على أجواء تناول الطعام من فتح الفم ووضع الطعام بداخله ويراقب استمتاع إخوته الذين بدأ يتعرف إليهم بالطعام لأنه يكون متعلقاً بالرضاعة ويمكنك عن طريق تخصيص موعد وجبته الخارجية مع وجبة باقي العائلة أن تزيدي من الوجبات التكميلية له بالتدريج من وجبة إلى أن تصبح ثلاث وجبات.

تنظيم وقت النوم

• ضعي في حسبانك أن نوم الطفل يختلف من شهر إلى آخر، ويجب أن تراعي ذلك خلال تنظيم روتين يومي لطفلك يشتمل على عدة أنشطة من بينها الرضاعة واللعب والتفاعل والتواصل مع المحيط، ويجب أن تكوني قد تعرفت إلى عدد ساعات نوم الطفل حسب عمره وتبعاً للمقاييس العالمية الصحية، وذلك لأن النوم في بعض الحالات قد يكون غير طبيعي ويشير لوجود مشاكل في الدماغ والجهاز العصبي لدى طفلك، فيجب أن تلاحظي إذا ما كان رضيعك يكون نشيطاً ومتفاعلاً حين يستيقظ أم أنه يتميز بصوت بكاء ضعيف ولديه أعراض من الكسل والخمول وبالتالي فيجب عرضه على الطبيب على الفور.
• لاحظي أن للنوم عند الرضع فوائد جسمانية كثيرة ومن الطبيعي أن ينام الرضيع بعد كل رضعة خلال النهار ثم يبدأ في تقليل ساعات نومه مع تقليل وتباعد عدد الرضعات، أما النوم الليلي فيبدأ في الانتظام بعد عدة أشهر من المعاناة من المغص الليلي وأعراض الانتفاخ وتكاثر الغازات في البطن وحين ينتظم نوم الطفل فيجب أن تلاحظي وتراقبي طبيعة نومه بحيث يكون متواصلاً وعميقاً وعليكِ أن تقومي بتجهيز وتهيئة كل الظروف لكي ينام الطفل نوماً عميقاً ولا يستيقظ بعد وقت قصير باكياً، مثل تنظيف فراشه من الحشرات مثلاً والتي قد تزعجه مع الحفاظ على أجواء الإضاءة الخافتة.
• توقعي أن ينتظم النوم الليلي لرضيعك ويكون متواصلاً بعد عمر السنة، ويمكن تقليل الرضاعة في حينها والاكتفاء بتقديم الماء لكي يشرب ثم يعاود النوم، وفي خلال النهار يمكنك تنظيم موعد نوم القيلولة للرضيع بحيث يتوافق مع موعد نوم القيلولة المخصصة لك والمخصص لباقي الأطفال لكي يعم الهدوء في جميع أنحاء البيت.

تنظيم وقت اللعب

• اهتمي باختيار الألعاب المناسبة واللعب أيضاً مع طفلك منذ سن مبكرة ولا تعتقدي أن طفلك مازال صغيراً ولا يعرف معنى اللعب أو أن اللعب ليس مهماً لتحفيز نموه الجسمي والعقلي، ويجب أن تعرفي أن الرضيع يتعرف إلى الألعاب في سن مبكرة جداً حيث يضعها في فمه لكي يكتشفها وبعد ذلك يجد سعادة حين يمسكها بقبضته الصغيرة، وعليك عدم حرمانه من اللعب لكي يأكل أو ينام فحين تلاحظين أنه يرغب في اللعب فيمكن أن تتركيه لكي يلعب وفي نفس الوقت ضعي حوله قطعاً كبيرة من الطعام، ومن الممكن أن تكون على شكل أصابع، ولا تختفي من المكان على الإطلاق بل عليك مداعبته وتشجيعه وتسمعينه صوتك على الدوام.
• لاحظي أن رضيعك سوف يتوقف عن البكاء أيضاً حين تضعين بين يديه لعبة صغيرة طرية من البلاستيك المنفوخ أو المطاط السميك، وذلك لأنه سوف يتلمسها بين أصابعه وفي فمه أيضاً حتى لو كان بلا أسنان حيث إن تنمية حاسة اللمس لدى الرضع تلعب دوراً فعالاً وكبيراً في تغذية روح الطفل في الاستكشاف وإشباع الفضول، خاصة لو كان الرضيع قد بدأ يمر بمرحلة التسنين، حيث يقوم بهذه المرحلة الحساسة والانتقالية في حياته بوضع كل شيء يراه أمامه أو حوله في فمه.
• جرّبي أن تغني لطفلك وأنت ترضعينه وتحدثينه وتحكين له قصصاً قصيرة أو تجارب مررت بها خلال الحمل، فهذه أولى صور اللعب التحفيزي الذي ينشط خلايا الدماغ ومن الانشطة المهمة التي سوف يتعود عليها رضيعك حين يكبر فسوف يحب سماع القصص وكذلك اللعب التخيلي، مثل بناء بيت من أثاث البيت وتكوين أسرة من إخوته الصغار وتكوين مفاهيم جديدة لديه عن الحياة والخروج عن نطاق الأم وحضنها، كما أن اللعب التفاعلي الذي لا يكون لمجرد اللعب يزيد من مستوى ذكاء الطفل ويمكن أن يكون بمعدل مرة واحدة في اليوم أو على فترات ويمكن أن توكلي مهمة ملاعبة الرضيع لشقيقه الأكبر لكي يقوم بخطوة مهمة وهي الخروج من مفهوم الذات والتعود على اللعب الجماعي.

قد يهمك أيضا: تجربتي حول أهم العادات الصحية التي يجب اتباعها أثناء رعاية الرضيع
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.