لم يعد خفياً على أحد بأن الملح والسكر هما مضران للغاية بالصحة، إذا لم يتم تناولهما بوعي، حيث يوصفان بـ"السُمّين الأبيضين" اللذين يدمران الصحة.
وفيما السكر قد يضر بأنسجة الجسم ويؤدي إلى السمنة وبالتالي إلى العديد من الأمراض المزمنة المرتبطة بها فإن الملح، وخصوصاً استهلاك كميات مرتفعة منه سوف يؤدي إلى مخاطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وإمكانية التعرّض لسكتة دماغية.
ويؤكد جميع الأطباء والاختصاصيين على أن تقليل تناول الملح ضروري لحماية الجسم، ومنع العديد من الأمراض التي قد تفضي إلى الوفاة.
ورغم أن الملح يُضفي نكهة ومذاقاً على أطباقك المختلفة، إلا أنه مضرٌ للغاية وخصوصاً ملح الطعام الذي نُضيفه، كون العديد من المنتجات الغذائية والعناصر الغذائية تحتوي على الصوديوم؛ ومن الصعب أن نتعرّض لنقص فيه إذا كنا أصحاء.
ومنذ سنوات تناقل كثيرون شائعات بأن ملح الهيملايا هو بديل صحي للملح الأبيض، وأنه بالإمكان تناوله قدر ما نشاء كونه يحتوي على المعادن والفيتامينات، ولا يضرُّ الجسم مثلما يفعل الملح الأبيض.
لمعرفة مدى صحة هذا الأمر تابعي تجربة السيدة ربى مع ملح الهيملايا، في الموضوع الآتي:
تجربتي مع الملح الوردي تستحق المتابعة
تروي السيدة ربى ل.(55 عاماً) لـ"سيّدتي" تجربتها مع الانتقال إلى ملح الهيملايا بدل الملح العادي، فتقول بداية:
" إنني أعاني من مشكلة ارتفاع ضغط الدم منذ أن كنت في بداية مرحلة الأربعينيات من العمر، وصرت أخفف وزني وأتناول كل ما هو صحي من أغذية طبيعية غير مصنّعة، وأنتبه إلى الكميات المتناولة، فخسرت بعض الوزن، لكن مشكلة الضغط لم تزل موجودة. وبعد عدة سنوات طلب مني الطبيب الاختصاصي في أمراض القلب، الذي عاينني واستمع إلى مسيرة عدة سنوات مع ضغط الدم المرتفع، أن أبدأ بعلاج دوائي لضغط الدم لمدى الحياة، مع ضرورة التقليل إلى الحد الأدنى من تناول الملح والأطعمة الجاهزة التي تحتوي على المزيد من الملح".
قد يكون من المفيد الإطلاع على تجربتي مع ضغط الدم المتذبذب تستحق القراءة
وتتابع السيدة ربى قائلة:" بالفعل بدأت أقلل كمية الملح في الطعام، ولا أعمد إلى رش الملح نهائياً على أطباقي، وصرت أُضيف المزيد من الأعشاب لمزيد من النكهة.
لكن بعد زياراتي المتكررة إلى منزل أهل زوجي ومشاهدتي لوالدة تتناول الملح الزهري أو ما يسمى بملح الهملايا، قررت أن أشتريه وأستعمله في الطهي وفي الأطعمة، ظناً مني أنه لن يؤثر على ضغط الدم لديّ، وأنه يحتوي على كميات جيدة من المعادن.
لكن كانت النتيجة أن ضغط الدم صار يرتفع أكثر بعد تناول ملح الهملايا، لأن الكمية لم تكن مدروسة كما كنت أفعل مع الملح الأبيض.
عمدت إلى إجراء بحث مطول على الإنترنت حول هذا النوع من الملح، فاكتشفت أنه غير صحي تماماً مثل الملح الأبيض. وأن احتواءه على معادن مثل الكالسيوم، والمغنيسيوم والبوتاسيوم والحديد والصوديوم وغيرها كان شبه نادر، وبالتالي لن يستفيد الجسم بشيء من وجود هذه المعادن، لأن كمية الملح التي سيتناولها الشخص يومياً لن تزودّه بالمعدلات المطلوبة من هذه المعادن".
وتؤكد السيدة ربى، وهي تروي تجربتها، أنها توقفت عن شراء ملح الهيملايا لأن ضرره مشابه للملح العادي، ولأنها لا يمكن أن تتحكم بالكمية المتناولة، الأمر الذي أثّر على صحتها سلباً.
مشيرة إلى أنها اعتادت على تناول كميات قليلة من الملح في الطعام، وتقوم باستبدال الملح بالمزيد من التوابل والأعشاب التي تمنحها المذاق الذي تريده.
وتابعت السيدة ربى متحدثة عن أهمية ملح الهيملايا لبعض الحالات الجلدية، قائلة: "ومن خلال عدة مطالعات عبر مواقع مختلفة في الإنترنت، اكشتفت بأن ملح الهيملايا مفيد للاستعمال الخارجي، إذ يتم نقع اليدين المصابتين أو أي منطقة أخرى من الجسم، بمغطس من الماء والملح الوردي، حيث يساهم في تهدئة نوبات الأكزيما وفق البعض".
* ملاحظة من "سيّدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.