مع اقتراب عام 2025، يتزايد التركيز على الصحة لا سيما مع التطورات العلمية المتلاحقة التي ساهمت في صعود اتجاهات صحية متوقع رواجها خلال العام المقبل.
شهدت الأعوام الماضية تطورات تكنولوجية وأبحاثاً علمية فريدة ربما تساهم في المدى القريب في الحد من انتشار الأمراض المزمنة. كما أنها تساعد في تحسين جودة الحياة.
اتجاهات صحية 2025
في العام الجديد نحن بانتظار تغييرات جذرية في عالم الصحة، لأن نتائج التطورات السابقة بدأت في الظهور. كما أن هناك مفاهيم صحية جديدة ننتظر أن تترسخ أكثر. فيما يلي أهم اتجاهات الصحة في العام الجديد:
الطب الشخصي
ربما سمعتِ عن هذا المصطلح من قبل، وهو ما يعرف باسم Personalized Medicine. يعد الطب الشخصي أحد أبرز التطورات المنتظرة في العام 2025، ويعتمد هذا الاتجاه على تحليل الجينات والعوامل البيئية لتقديم علاج مخصص لكل مريض. هذه الاستراتيجية تتيح تشخيصاً أكثر دقة للأمراض وعلاجات تتناسب مع احتياجات كل فرد.
يقوم الطب الشخصي على تحليل الحمض النووي للمريض، وعليه يتم تصميم أدوية وخطط علاجية فعّالة بناءً على الخصائص الجينية.
العلاج النفسي الرقمي
وفقاً لموقع World Economic Forum، ستزداد شعبية التطبيقات والبرامج التي تهدف إلى تحسين الصحة النفسية. من المتوقع أن تُحدِث تقنيات مثل العلاج السلوكي المعرفي الرقمي ثورة في علاج القلق والاكتئاب.
هذه الطريقة ليست جديدة، بينما ظهرت منذ أن ضرب كورونا العالم، غير أن ما ننتظره المزيد من ترسيخ هذه المفاهيم، مثل تطبيقات Calm و Headspace التي تقدم جلسات تأمل وتمارين للتعامل مع التوتر. ومن المتوقع ظهور تقنيات أكثر تقدماً تستخدم الذكاء الاصطناعي(AI) لتقديم استشارات نفسية شبه آنية.
اقرئي أيضاً فحص جديد للتنبؤ بمتلازمة التمثيل الغذائي الخطيرة وفق دراسة علمية
الغذاء العلاجي (الوظيفي)
من المتوقع أن يتزايد الاعتماد على الأطعمة التي تقدم فوائد صحية إضافية إلى جانب قيمتها الغذائية، وفقاً لتقرير من Harvard Health Publishing، فتصبح الأطعمة الوظيفية جزءاً أساسياً من النظام الغذائي اليومي. ومن الأمثلة على ذلك:
- أطعمة معززة بالبروبيوتيك لدعم صحة الجهاز الهضمي.
- الأطعمة المدعمة بمضادات الأكسدة لتحسين صحة القلب.
- بروتينات نباتية أكثر تقدماً توفر بديلاً صحياً للّحوم.
الصحة التنبؤية باستخدام الذكاء الاصطناعي
التقنيات التنبؤية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الصحة العامة والبيانات الشخصية للتنبؤ بالأمراض قبل ظهورها. وفقاً لموقع Cleveland Clinic، من المتوقع أن تلعب هذه التقنيات دوراً أساسياً في الوقاية. وتعتمد هذه التكنولوجيا على تحليل البيانات من الأجهزة القابلة للارتداء، مثل الساعات الذكية، للتعرّف إلى أنماط السلوك أو المؤشرات الحيوية التي قد تشير إلى تطور مرض معين.
الطب الوقائي
يرتبط هذا الاتجاه بالسابق، إذا كان الأطباء يبحثون عن طرق تمكنهم من التنبؤ بالأمراض المتوقعة لدى الأفراد، فقد بات التركيز على الوقاية أكثر أهمية من أي وقت مضى. وفقاً لـ World Health Organization (WHO)، ستشهد السنوات القادمة استثمارات كبيرة في برامج الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنه بالفعل تمَّ اعتماد استراتيجيات للوقاية مثل:
- تشجيع النشاط البدني المنتظم.
- برامج تغذية مخصصة للوقاية من السمنة.
- التوسع في برامج التوعية بالأمراض غير المعدية.
تطور تقنيات الصحة المنزلية
العلاج عن بُعد والقيام بتقنيات بسيطة في المنزل هو اتجاه رائج الآن، ومتوقع أن يترسخ أكثر خلال العام المقبل، مع انتشار الأجهزة والتطبيقات التي تُمكّن الأفراد من مراقبة صحتهم في المنزل. وفقاً لتقرير من McKinsey & Company، ستصبح الأجهزة الطبية المنزلية مثل مراقبي ضغط الدم ومستشعرات الجلوكوز أكثر انتشاراً ودقة. تساعد هذه الأجهزة في تقليل الضغط على المستشفيات، مما يتيح متابعة الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري بشكل أكثر كفاءة.
العلاج بالميكروبيوم
الميكروبيوم هو مجموعة الكائنات الدقيقة التي تعيش في جسم الإنسان، ويلعب دوراً أساسياً في الصحة العامة. من المتوقع أن يصبح العلاج بالميكروبيوم اتجاهاً رئيسياً في عام 2025. فحسب تقارير يمكن علاج أمراض الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي، وتعزيز جهاز المناعة من خلال تحسين توازن البكتيريا النافعة.
الصحة البيئية
بحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، تعرف الصحة البيئية بأنها "الجوانب الصحية المتعلقة بالعوامل البيئية الفيزيائية، الكيميائية، والبيولوجية الخارجية، والتي تشمل تقييم المخاطر البيئية ورسم سياسات وقائية لتحسين جودة الحياة". ومع زيادة الوعي بتأثير البيئة على الصحة، ستصبح الصحة البيئية اتجاهاً مهماً في عام 2025. فمن المتوقع أن يشهد العام المقبل من التركيز على تقليل تلوث الهواء لتحسين صحة الجهاز التنفسية وتطوير مدن ذكية تدعم الحركة البدنية مثل ركوب الدراجات والمشي.
هل تخيلتِ يوماً أن يخرج الواقع الافتراضي من مجرد فكرة للترفيه أو المتعة و المغامرة إلى مرحلة العلاج؟. يبدو أن العام الجديد سيشهد مصطلح العلاج بالواقع الافتراضي لتخفيف الألم وإعادة التأهيل النفسي والجسدي.
ربما نشهد استخدام الواقع الافتراضي في جلسات العلاج الطبيعي لتحفيز العضلات، كما أنه من المتوقع أن تنتشر برامج مصممة لتقليل الألم المزمن من خلال تقنية الإلهاء.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.
