من فنسنت فان جوخ وفيرجينيا وولف إلى توني هانكوك وروبن ويليامز، هناك مشاهير كانوا مبدعين بشكل استثنائي رغم معاناتهم من مشاكل الصحة العقلية. هناك الكثير من الأمثلة التي عززت فكرة وجود صلة بين المرض العقلي والإبداع. ولكن هل العلم دلل على هذه العلاقة؟ إليك الإجابة في السطور الآتية:
ما هو الإبداع وكيف يمكن توصيفه؟
نظراً إلى أن مصطلحي "العبقرية" و"الإبداع" لهما تعريفات مختلفة، فعلينا أولًا تحديد المصطلح ثم تقييم علاقته بالمرض النفسي.
يقول عالم النفس العصبي وخبير الإبداع ريكس يونغ، الحائز على دكتوراه، والأستاذ المساعد في قسم جراحة الأعصاب بجامعة نيو مكسيكو، إن أفضل تعريف للإبداع هو أنه إنتاج شيء جديد ومفيد.
من جهته قال يونج من المحتمل أن يكون لهذا التوتر الديناميكي بين الحداثة والفائدة ارتباطات عصبية مهمة نحاول استكشافها باستخدام تقنيات التصوير العصبي.
بينما وصف العبقرية بأنها الإنجاز على مساحات بعيدة من التعبير البشري العادي، إنها تنطوي على إنتاج إنجازات غير عادية وقدرة إبداعية جديدة للغاية ومفيدة بشكل مذهل.
وهذه القدرة، بحكم تعريفها نادرة، تحدث بمعدل نادر للغاية يبلغ 1 لكل مليون فرد، مما يعني أن هناك أقل من 7000 عبقري على الكوكب بأكمله.
هل أكدت الدراسات الصلة بين الإبداع والمرض العقلي؟
في الواقع هناك القليل من البيانات الموثوقة حول هذا الموضوع. هناك 29 دراسة أجريت قبل عام 1998، وجدت 15 منها عدم وجود صلة، فيما تسع وجدت صلة، وخمس وجدت أنها غير واضحة، لذلك لا يمكن القول أن هناك صلة مباشرة.
وكانت بعض الدراسات مجرد دراسات حالة وليست محاولات حقيقية لإثبات وجود علاقة سببية.
صعوبة قياس الإبداع
إحدى الصعوبات هي أنه ليس من السهل تحديد أو قياس الإبداع، لذلك يستخدم الباحثون في كثير من الأحيان أدوات بديلة له. على سبيل المثال، تصنِّف دراسة أجريت عام 2011 الأشخاص ببساطة حسب المهنة على افتراض أن كل شخص فنان أو مصوّر فوتوغرافي أو مصمم أو عالم يجب أن يكون مبدعاً، بغض النظر عن وظيفته بالضبط.
باستخدام الدراسة الموسعة التي أجرتها الحكومة السويدية، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب كانوا أكثر إقبالاً بنسبة 1.35 مرة للعمل في إحدى هذه الوظائف الإبداعية. ولكن لم يكن هناك فارق عندما يتعلق الأمر بالقلق أو الاكتئاب أو الفصام. ولأن هذه المجموعة الصغيرة من الوظائف تمَّ تضمينها، فإن هذه البيانات لا يمكن أن تخبرنا ما إذا كان الأشخاص في المهن الإبداعية أكثر عرضة من أي شخص آخر للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب أو ما إذا كان المحاسبون مثلاً لا يصابون به على نحو غير عادي.
بحسب العلماء، لم تجد أي من هذه الدراسات درجة مرتفعة من المرض العقلي لدى الأشخاص المبدعين. وأن الدراسات التي أجريت ركّزت على الفصام والاضطراب ثنائي القطب، وقدمت أدلة تجريبية محدودة للعلاقة بين الإبداع وعلم النفس المرضي. ربما تكمن المشكلة في أن العديد من الدراسات السابقة كانت صغيرة أو تم إجراؤها بأثر رجعي.
الإبداع والتوحد
حسب تقرير نُشر في شبكة الإذاعة البريطانية، فإن النتائج التي توصل العلماء إليها بشأن مرض التوحد وعلاقته بالابداع هّشة بعض الشيء، على الرغم من أن هناك بعض الأدبيات التي تشير إلى وجود علاقة بين المهن العلمية والتوحد بسبب القدرات العقلية الفذة لمرضى التوحد.
هل المبدعون أكثر عرضة للمرض النفسي؟
هنا الافتراضية مختلفة، فالنتائج التي توصلت إليها الدراسات تشير إلى ارتفاع معدل انتشار الأمراض النفسية بين المؤلفين المحترفين، لأنَّ عدداً ليس بقليل من الفنانين والمبدعين عانوا من الفصام والاضطراب ثنائي القطب أكثر من ضعف عدد الأشخاص العاملين في مهن عملية وعلمية أخرى. بالإضافة إلى ذلك، كان المؤلفون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أحادي القطب، واضطرابات القلق، واضطرابات، والانتحار.
اقرأي أيضًا الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد
*المصادر:
- Psychiatric Times
- BBC
*ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.