تبحث كلّ صاحبة منزل من هواة الديكور عن جعل المساحات الداخلية في مسكنها جامعة بين العملية والجاذبية البصرية. ومع انتشار ثقافة العمل عن بعد (من المنزل)، يزداد الحرص على تصميم مساحات العمل، بصورة مُشجّعة على قضاء وقت مريح، ومُحفّز على الإنتاجيّة، علماً أن المكاتب المنزلية تعد غُرفاً (أو أركاناً) مُمتعةً، لناحية تنسيق الديكورات، وذلك لأنّها توفّر العديد من الفرص للإبداع، وتسمح بـ"اختبار" أسلوب التصميم، أو مُخطّط الألوان الذي قد لا تمتلك أي صاحبة المنزل الشجاعة الكافية لاستخدامه في مناطق أخرى من مسكنها. لذا، بالإضافة إلى التركيز على الوظيفة والإنتاجية، حاولي أن تفكري في مكتبك المنزلي باعتباره مكاناً للتعبير عن أسلوبك وشخصيتك. حتى لو كان مكتباً صغيراً، فما زال بإمكانه أن يكون مساحة مريحة وشخصية، بصورة تسمح لك الانسحاب من الحياة اليومية والاسترخاء وإعادة شحن طاقتك.
هل تبحثين عن تحويل مكتبك المنزلي إلى واحة من الإلهام؟ إليك، مجموعة من الأفكار العملية الجذابة لتصميم مساحات العمل داخل المنازل.
اختيار المكان المناسب لمساحات العمل داخل المنازل
من الناحية المثالية، تعتبر المنطقة المنزلية الهادئة والمعزولة هي الأفضل للتركيز والخصوصية. وإذا كنتِ محظوظة بما يكفي لامتلاك غرفة إضافية، فإن تحويلها إلى مكتب هو الخيار الواضح. ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين لديهم مساحة محدودة، فإن الإبداع هو المفتاح. يتجه العديد من أصحاب المنازل إلى المناطق غير المستغلة مثل الممرات أو حتى المساحات الموجودة تحت السلالم لتحويلها إلى مكاتب منزلية. على سبيل المثال، تكون الممرات عادةً أكثر هدوءاً مقارنة بمناطق المعيشة العامة وتوفر إحساساً بالانفصال. أحد العيوب المحتملة هو أن هذه المساحات غالباً ما تكون غير مدفأة. وهنا تبرز أهمية ألواح التدفئة. وبالمثل، تعتبر الطوابق السفلية والعليات مرشحة ممتازة لشغل وظيفة مكتب منزلي.
ألوان تحفز الإنتاجية في مساحات العمل داخل المنازل
هل تبحثين عن طريقة سهلة وفعالة لتحويل مكتبك المنزلي إلى مساحة ملهمة؟
يعد علم نفس الألوان في مساحات العمل أداة أساسية لمصممي الديكور الداخلي عند الاشتغال على "صنع" بيئات جذابة ومريحة وإيجابية. تساعد الألوان المناسبة للمكاتب على تقليل التوتر وتعزيز الإنتاجية وتحسين التركيز، مما يجعل المساحات أكثر متعة وفعالية. في هذا الإطار، ما رأيك في استخدام لمكتبك المنزلي؟
- اللون الأصفر: هو يرمز إلى السعادة والإيجابية والتفاؤل، كما يعزز الإبداع، مما يخلق بيئة تلهم العمل والابتكار.
- اللون الأخضر: يرتبط بالتوازن والإبداع والإنتاجية، وهو لون مثالي للمساحات المكتبية، حيث يعزز أجواء الهدوء والتركيز.
- اللون الوردي الفاتح: يتمتع بخصائص مهدئة، مما يجعله لوناً مثالياً لمساحات العمل في المنازل، لا سيما إذا كانت أنثوية.
مساحات العمل داخل المنازل على اتصال بالطبيعة
من المهم أن يضي الضوء الطبيعي أنحاء كل مساحة من مساحات العمل، إذ يمكن أن يساعد ضوء الشمس في تعزيز الفيتامين د، وتقليل التوتر، وتحسين مستويات الطاقة والتركيز - وبالتالي زيادة الإنتاجية. لكن الإضاءة الطبيعية هي مجرد جانب واحد من اتجاه التصميم البيوفيلي الذي ينمو منذ عدة سنوات، ولما يزل. تتعلق البيوفيليا بالحاجة إلى الشعور بالاتصال بالطبيعة - حيث أثبت العديد من الدراسات أن نقص ضوء الشمس والعزلة عن البيئات الخضراء الطبيعية يمكن أن يساهما في التوتر والاكتئاب والعديد من المشكلات الصحية الأخرى. لذا، من الضرورة جعل مساحات العمل داخل المنازل على اتصال بالطبيعة، من خلال استخدام مواد وألوان مستوحاة من الطبيعة، وتعزيز انتشار الضوء الطبيعي.
تقوم النباتات المحفوظة في الأصص، من ناحيتها، بدور في زيادة الإنتاجية وتقليل مستويات التوتر. في هذا الإطار، هناك أدلة علمية كثيرة تبين أن وجود النباتات الخضراء بالمستوى الأمثل والذي تم تحديده بـ 12% كان له تأثير إيجابي على أداء المستخدمين.
الاستدامة في تصميم مكاتب العمل المنزلية
الاستدامة ضرورة في كل جزء من حياتنا؛ من استخدام أنظمة موفرة للطاقة إلى اختيار مواد صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التدوير، وذلك لتقليل تأثير البشر السلبي على الكوكب والحفاظ على البيئة. لذا، فإن تجديد مساحة عملك لتقليل بصمتك الكربونية أمر لا بد منه.
تشمل الخيارات المستدامة وخفض فواتير الطاقة، اتباع الآتي:
- استخدام مواد معاد تدويرها أو من مصادر مستدامة.
- التحول إلى الإضاءة الـ"ليد" LED والإلكترونيات الموفرة للطاقة.
- الاستغناء عن الورق حيثما أمكن.
- الاستثمار في تحسين السباكة والتهوية والعزل.
إذا كنت تعملين من المنزل، فإن التدابير المذكورة آنفاً يمكن أن تساعدك على السير في الطريق نحو الحياد الكربوني، مع تقليل التكاليف طويلة الأجل في الوقت عينه.
عزل الصوت
بالنسبة للعديد من الأشخاص، تعتمد الإنتاجية على وجود منطقة هادئة وخاصة بدرجة كافية للعمل فيها - وخاصة أولئك الذين يعملون من المنزل ويشاركون أماكن المعيشة مع الآخرين. لذا، للعاملين عن بعد، الذين ليس لديهم مكتب منزلي مخصص، يمكن للألواح أو الشاشات الصغيرة التي تعمل على عزل الصوت أن تكون مساعدة على إنشاء مساحة عمل أكثر خصوصية داخل غرفة النوم أو الصالة.
حلول التخزين
مساحات العمل المنظمة تقضي على أي فرصة لتشتيت العقل وتجعل الوقت لا يضيع أيضاً عندما لا تتمكني من العثور على ما تحتاجين إليه. لذا، من المناسب الاستثمار في حلول التخزين الذكية، مما يمكن يجعل حتى المساحة الصغيرة ذات كفاءة عالية. في إطار المكاتب المنزلية، يناسب حضور الأرفف العائمة لاستغلال المساحة الرأسية، في حين يمكن للأثاث المعياري التكيف مع احتياجاتك المتغيرة. يمكن أن تساعد صناديق التخزين ومقسمات الأدراج والمنظمات أيضاً في الحفاظ على مكتبك نظيفاً وتركيز عقلك.
من جهة ثانية، لا تغفلي عن أمر تنظيم الكابلات للحفاظ على مساحة العمل الخاصة بك مرتبة وفعالة، بخاصة إذا كنت تمتلكين أجهزة كثيرة. لذا، استثمري في منظمات الكابلات أو استخدمي أدوات منزلية بسيطة مثل مشابك الملفات للحفاظ على الأسلاك "تحت السيطرة". لن يؤدي هذا إلى جعل مكتبك يبدو أكثر ترتيباً فحسب، بل سيمنع أيضاً الكابلات من التشابك ويجعل توصيل أجهزتك وفصلها أسهل.
تزيين مساحات العمل
يحمل تزيين مساحات العمل المنزلية باللوحات الفنية أو غيرها من الوسائط الفنية، تأثيرات إيجابية عدة على الصحة العقلية والرفاهية، من خلال خلق شعور بالهدوء. كما يعمل على تحسين الإنتاجية والإبداع وتحسين الحالة المزاجية. لذا، لا تتركي جدران مكتبك "عارية" أو سطح مكتبك يضم اللابتوب حصراً.
من جهة ثانية، يمكن أن تضيف إكسسوارات المكتب لمسة شخصية إلى مساحة العمل الخاصة بك، مثل: منظم مكتب للأقلام والملاحظات اللاصقة والأشياء الصغيرة الأخرى، ومصباح مكتب أنيق يوفر إضاءة مناسبة للمهام، ولوحة ماوس مع دعم للمعصم لتوفير الراحة، ومثقل ورق مزخرف أو منحوتة صغيرة تعكس أسلوبك الشخصي. وتذكري أن السر يكمن في اختيار الملحقات التي تخدم غرضاً وتضيف إلى الديكور العام لمكتب منزلك. ولا تغفلي عن أهمية الرائحة في مكتبك، والتي تؤثر بشكل كبير على حالتك المزاجية وإنتاجيتك. يمكن للرائحة اللطيفة أن تخلق جواً هادئاً، مما يساعدك على التركيز والاسترخاء أثناء يوم العمل. لذا، فكري في استخدام جهاز نشر الروائح بالزيوت الأساسية، أو الشموع المعطرة. على سبيل المثال، يُعرف اللافندر بخصائصه المهدئة، في حين يمكن أن تساعد روائح الحمضيات على تنشيط الجسم ورفع معنوياته. وتذكري أن تختاري رائحة لا تشتت انتباهك أو تطغى عليك أثناء العمل.
كرسي مريح وطاولة
استثمري بعض المال في شراء كرسي مريح يدعم ظهرك ويعزز وضعية الجسم الجيدة. ابحثي عن ميزات مثل الارتفاع القابل للتعديل، ودعم أسفل الظهر، والمقعد المبطن. عندما يتعلق الأمر بالأناقة، اختاري كرسيّاً يتناسب مع المظهر الجمالي العام لمكتبك. سواء كان تصميماً أنيقاً وحديثاً أو قطعة فخمة مستوحاة من الطراز القديم، فإن الكرسي المناسب يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في مساحة عملك.
لناحية طاولة المكتب، لا حصر للتصاميم المتعلقة وطرزها والمواد التي تصنعها، ما يكبّر الخيارات أمامك. من جهة ثانية، أصبحت المكاتب القائمة اتجاهاً شائعاً في ديكور المكاتب المنزلية. هي توفر بديلاً صحياً للجلوس طوال اليوم، والذي قد يؤدي إلى مشكلات صحية مختلفة. تتيح لك هذه المكاتب التبديل بسهولة بين الجلوس والوقوف. يمكن أن يساعد هذا في تقليل آلام الظهر وتحسين الوضع وحتى تعزيز مستويات الطاقة لديك. صحتك هي جزء مهم من إنتاجيتك، وقد يكون المكتب القائم إضافة رائعة لمكتبك المنزلي.