يُعرف الخط الكوفي المربع أو التربيعي، بحروفه ذات الأشكال الهندسية، قائمة الزوايا، وهو يُمثّل واسطة للإبداع والتزيين، مستخدمة من الفنانين، لا سيما فناني الخط. يسمح هذا الخط للفنانين بالتجربة والكشف عن أجمل التصاميم من خلال تغيير سمك كل حرف منه ولونه... في السطور الآتية، لقاء مع الفنانة والمصممة اللبنانية رندة سابا، التي تستخدم الخط الكوفي المربع في تصاميمها، محولة الاكسسوارات المنزلية، وتلك الشخصية إلى مميزة. تقول الفنانة إنها تقوم في أعمالها التي تستخدم الخط المذكور، بتخليد هذا الفن، وإن المهتمين بنتاجها يقدّرون الطابع العصري الذي تقدّم بحسبه الخط الكوفي.
قواعد الخطوط العربية
حدّثينا عن علاقتك بالخط العربي؛ متى بدأت، وكيف تطوّرت؟
تعرّفتُ إلى جمال الخط العربي، خلال دراستي مادة الفن الإسلامي في الجامعة اللبنانية الأميركية، ببيروت. وقد دفع بي هذا الإعجاب بالخط العربي إلى درس قواعد الخطوط العربية عموماً، والخط الكوفي خصوصاً. وهكذا، بدأتُ أتعمّق في قواعد هذا الخط وأساليبه.
الفن الإسلامي
هل هناك حدث معين دفع بك إلى اعتماد الحروف العربية في تصاميمك؟
حبي للفن الإسلامي عموماً، والخط الكوفي خصوصاً، وجماليته، دفعا بي إلى التعمّق في قواعده لابتكار لوحات، واكسسوارات، وتصاميم مختلفة.
أشكال الحروف
للخط الكوفي أنواع كثيرة، وهو مستخدم كثيراً في أعمالك؛ أي من الأنواع هي واسطتك في التصاميم؟
أستعمل الكتابة بالكوفي المربع، فحروف الأخير عبارة عن خطوط هندسية متناسقة ومتوازية؛ المسافة بين الحرف والفراغ هي نفسها، ما يستلزم حسابات دقيقة. علماً أن الخط الكوفي كان يُستخدم في الزخرفة الإسلامية التي تزيّن جدران المساجد، وأن أشكال الحروف الهندسية تسهّل مهمة تصميم اللوحة.
لمسة شرقية
هل تُلاحظين أن الاهتمام بالاكسسوارات المحملة بحروف عربية يكثر خلال مواسم معينة، لا سيما خلال رمضان، وعيدي الفطر والأضحى أم أن الأمر أصبح أوسع؟
لا يقتصر الاهتمام بالإكسسوارات واللوحات التي تعتمد على الخط الكوفي على مواسم معينة كـشهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والأضحى حصراً، بل هناك من يطلبها في كلّ المناسبات. وهي تُستخدم في تزيين المنازل، وتضيف لمسة شرقية إلى أجوائها. كما لاحظتُ أن الزبائن باتوا يميلون إلى تخصيص الإكسسوارات الشخصية، حيث يختارون العبارات التي يودون تزيين الأكياس والحقائب والصناديق واللوحات المطبوعة المؤطرة وأكواب الشرب بها.
التصميم النهائي
ما هي خطوات العمل؟
أشرع في العمل بخطوة اختيار كلمة أو جملة أو آية. ثم، أتصوّر التصميم ومقاييسه، فأختار الألوان، وبعدها أنجز التصميم على الكُمبيوتر، وأقوم بتعديله لمرات عدة حتى أصل إلى ذلك النهائي.
هل تتم العملية التصميمية من الألف إلى الياء بمساعدة الكُمبيوتر أم أن للحرفة اليدوية دوراً؟
أنجز أحياناً التصميم النهائي من الألف إلى الياء بمساعدة الكُمبيوتر، ولكن في بعض الأحيان أرسم يدويّاً على الورق حتّى أصل إلى التصميم الأنسب للجملة أو الاسم الذي أعمل عليه. بعدها، أُنفّذه بواسطة الكُمبيوتر، وأطبعه على الإكسسوار المناسب في المرحلة الأخيرة.
قيمة جمالية
تعتقدين أن اكسسواراً منزليّاً قادر على إضافة قيمة إلى الحياة؛ كيف ذلك؟
بالتأكيد؛ يضيف الخط الكوفي الكثير إلى الإكسسوارات المنزلية، حيث يمنحها قيمة جمالية، وحياة، وخصوصية في أجواء البيت. وأعتبر أن المثابرة على استخدام الخط الكوفي تساهم في تخليد هذا الفنّ.
الطابع العصري
من هم المهتمون بتصاميمك من الإكسسوارات؟
ينتمي المهتمون بهذه الإكسسوارات إلى مختلف الأعمار؛ فالطفل يحبّ أن يرى اسمه مكتوباً مثلاً على لوحة إلى جانب اسم والديه، أما الكبار فيقدّرون الطابع العصري الذي أقدّم بحسبه الخط الكوفي.
ما هي مشاريعك المقبلة؟
أرغب في توظيف الخط الكوفي في المزيد من الإكسسوارات، بأسلوب مُميّز وجميل وعصري.
بطاقة تعريف
رندة سابا، خريجة الجامعة اللبنانية الأميركية، في الفنون الجميلة والتصميم الداخلي. عملت في مجال الإعلانات لسنوات، ثم انتقلت إلى العمل الحر في الرسم والموزاييك. وتركز على الفن العربي والزخرفة الخطية، في الوقت الراهن، مع إطلاق مشروعها الخاص Khatt by Randa، حيث تدمج الخط العربي بأسلوبها الفني المميز.
- الصور من Khatt by Randa
