في ظلّ الحياة الحضرية، يصبح الانفصال عن الطبيعة واضحاً بشكل متزايد لدى الناس. بالمقابل، تُمثّل أفكار الديكور المستوحاة من الطبيعة طريقة مثالية لسد هذه الفجوة المتزايدة. تشمل الأفكار الإفادة من الضوء الطبيعي واستخدام قطع أثاث واكسسوارات مصنوعة من مواد مستخرجة من مصادر مسؤولة وذات أشكال عضوية واعتماد لوحات الألوان الترابية والتزيين بالنباتات.
يهدف هذا الاتجاه المتجدد المسمى التصميم البيوفيلي إلى "نسج" مساحة داخلية يشعر الساكن فيها بأنها متصلة بالطبيعة - كما لو كان يسترخي في حديقة في أوائل الصيف أو يجول في غابة مضاءة بأشعة الشمس.
ألوان مستلهمة من الطبيعة
تشمل الطرق غير المباشرة لربط المنزل بالطبيعة، اختيار ألوان وقوامات وأنماط مستلهمة من عالم الطبيعة، ما يضفي نضارة خفية على المساحة، ويبث شعوراً هادئاً. في هذا الإطار، استخدمي الألوان الترابية بدلاً من الألوان المحايدة الباردة. تعتبر غرفة المعيشة ذات الألوان الترابية المريحة الملاذ المثالي للاسترخاء، إذ تخلق الألوان الترابية - مثل البني الناعم والبيج الدافئ والطيني الغني والأخضر الباهت - جوّاً جذّاباً يجلب الهواء الطلق إلى الداخل. تثير هذه الألوان بشكل طبيعي الدفء والهدوء. يمكن دمج الألوان الترابية بديكور غرفة المعيشة الخاصة بك من خلال الأرائك المريحة باللون البني الغني والسجاد المنسوج باللون البيج الرملي والوسائد المميزة بظلال الطين الدافئة. تضيف قطع الأثاث الخشبية، مثل طاولات القهوة ووحدات الرفوف، إلى الأجواء الطبيعية، بينما تعزز المساحات الخضراء على شكل نباتات في أصص الاتصال بالطبيعة. تقوم القوامات بدور حاسم في هذا التصميم - فكري في الأغطية الصوف وسلال الروطان والستائر الكتانية التي تضيف العمق والاهتمام.
من جهة ثانية، لصاحبة المنزل، التي تهوى الألوان البارزة، يمكن اختيار درجات اللون الأخضر الاستوائية، ما يضفي شعوراً مرحاً على ديكوراتك الداخلية. لكن، يجدر بك استخدام هذه الظلال الزاهية باعتدال وإقرنها بظلال محايدة - هذا هو المفتاح للحفاظ على مساحتك ساطعة وخفيفة، بدلاً من الضيق.
بالإضافة إلى ذلك، يربط الناس درجات اللون الأزرق بالسماء والمياه، ما يساعد عند التوظيف في المنزل على الاسترخاء.
إشارة إلى ضرورة الجمع بين درجات اللون الواحد المستوحاة من الطبيعة والدرجات الداكنة منه الأكثر ثراءً لإضافة العمق إلى منزلك، ما يجعل الدرجات الفاتحة أكثر لفتاً للانتباه.
تستحضر الأقمشة ذات الزخارف الورقية أو أنماط حبيبات الخشب أو القوامات الشبيهة بالحجر إحساساً بالهواء الطلق، مما يخلق مظهراً مُتماسكاً يربط بين عناصر متنوعة من التصميم الداخلي والمناظر الطبيعية.
أشكال من الطبيعة
احضني أناقة الطبيعة من خلال اختيار قطع الأثاث والديكور ذات الأشكال والأنماط العضوية أي تلك التي تتميّز بخطوط ومنحنيات تُذكّرنا بعناصر طبيعية. في هذا الإطار، يحلو حضور الأريكة ذات زوايا مستديرة لطيفة وطاولة قهوة ذات السطح الخشبي والحواف غير المستقيمة، ممّا قد يخلق شعوراً بالانسيابية والانسجام.
ورق الجدران
لا يزال ورق الجدران يُلاقي رواجاً في إطار ديكور الجدران، لا سيما ذلك الذي يجلب جوهر الطبيعة الهادئ والمنعش إلى مساحة المعيشة الخاصّة بك. في هذا الإطار، يمكن لأنماط الأوراق والزهور والمناظر الطبيعية أن تحوّل الغرفة، وتُعزّز الجاذبية الجمالية. سواء أكانت صاحبة المنزل تُفضّل التصاميم البسيطة أو الأنماط الجريئة النابضة بالحياة، فإن ورق الحائط المستوحى من الطبيعة يوفّر إمكانيات لا حصر لها لخلق بيئة متناغمة تعكس جمال العالم الطبيعي.
أثاث صديق للبيئة
تُصنع قطع الأثاث غالباً من موارد طبيعيّة مثل الخشب، لكن مع الإنتاج بكميات كبيرة، تكون الآثار مُدمّرة، وتشمل إزالة الغابات وانبعاثات الغازات الدفيئة. لذا، اختيار الأثاث المستدام والمصنوع من الخشب المستصلح والمواد المعاد تدويرها والخيزران، يحد من الحاجة إلى الحصول على مواد جديدة. يصنع الأثاث المستدام أيضاً بدون مواد سامة ومواد كيميائية ضارة مثل المركبات العضوية المتطايرة، مما يسمح لك بالحفاظ على صحة بيئتك الداخلية تحت السيطرة. نظراً لأن الأثاث استثمار طويل الأجل، فمن المهم للغاية السؤال عن قطع الأثاث المستدامة المصنوعة بشكل أخلاقي ومسؤول، حيث يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في منازلنا وعائلاتنا وكوكبنا.
مادة الراتان للأثاث والديكور
بالإضافة إلى الخشب، قطع الأثاث والديكور المصنوعة من الروطان (أو خامة الرتان، كما تعرف بصورة شعبيّة) الطبيعية تحقق الاتصال بالطبيعة، إذ تضفي لمسة عضوية على أي مساحة، وتتناغم بسلاسة مع أنماط الديكور الداخلي المختلفة، من الريفي إلى الحديث. بالإضافة إلى ذلك، تضيف أنماط النسيج المعقدة للروطان الملمس والدفء، مما يعزز الراحة والاهتمام البصري للغرفة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قطع الأثاث المصنوعة من الروطان خفيفة الوزن ومتينة بشكل عام، وتوفر العملية والأناقة.
قطع منزلية واكسسوارات من الطين والسيراميك
يشهد كلّ من الطين وفن السيراميك انتعاشاً كبيراً، حيث يميل المُصمّمون إلى خصائصهما الطبيعية الملموسة. من الأثاث المنحوت إلى الأدوات المنزلية المخصصة، تجلب هذه المواد الأرضية الدفء والشعور بالشخصية إلى التصميم الداخلي، مما يحول العناصر اليومية إلى أعمال فنية جميلة وعملية.
النباتات الداخلية
دمج النباتات الداخلية بديكور منزلك فكرة مثالية لأسباب عدة؛ تجلب النباتات شعوراً بالهدوء والاتصال بالطبيعة، وتُحوّل أي مساحة إلى واحة هادئة. وتضفي خضرتها النابضة بالحياة الحيوية واللون على الغرفة، وتكمل أنماط التصميم المختلفة، من البسيط إلى البوهيمي. جنباً إلى جنب مع الجماليات، تعمل النباتات الداخلية على تحسين جودة الهواء عن طريق تصفية السموم وإطلاق الأكسجين، وتعزيز بيئة معيشية أكثر صحة. كما تُعزّز الصحة العقلية عن طريق تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية، مما يجعل منزلك مكانًا أكثر سلاماً وتجدّداً.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يخلق وجود النباتات شعوراً بالتوازن والانسجام، مما يجعل مساحتك أكثر ترحيباً وراحة. سواء أكان نباتاً مُميّزاً مثل شجرة التين أو مجموعة من النباتات العصارية الصغيرة، فإن النباتات الداخلية هي إضافة متعددة الاستخدامات ومفيدة لأي ديكور منزلي.
تعطير المنزل بروائح من الطبيعة
من الصحيح شراء جهاز نشر الروائح واختيار زيوت عطرية أو التزيين بالشموع المعطرة التي تُحاكي اللافندر أو الأوكالبتوس أو الخشب، ما يشيع جوّاً مُهدئاً. وفكري في إضافة نافورة صغيرة على سطح الطاولة - فهي غير مكلفة إلى حد كبير.
في الخلاصة، تتعدّد أفكار الديكور الدافعة إلى احتضان الطبيعة، من خلال دمج مواد مثل الخشب والحجر والطين في أشكالها الأكثر طبيعيّة، والتزيين باستخدام لوحة ألوان تعكس الطبيعة الخارجية عبر ظلال من الأخضر والبني والبيج والأزرق السماوي، والنباتات.
