هل هناك جوانب سلبية في رواية قصص مولودك بالتفصيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ بحيث أصبح من الشائع نشر تعليق أو خبر جديد قبل أن ننتهي حتى من تناول الفطور، فكيف تفرقين بين ما يمكنك قوله، وما يجب الاحتفاظ به لنفسك؟
تستكشف الاختصاصية الاجتماعية كاثرين سبينلي المخاطر المحتملة لهذه الطريقة الحديثة في تبادل المعلومات، ورغم أنها لم تلحظ وجود مجموعة تخصص الكثير من الوقت للتواصل والتعارف على الإنترنت من الأمهات الجدد اللواتي يكتبن عن تجاربهن وحماسهن لتجربة الأمومة... لكنها وجدت في دراسة استقصائية جديدة لموقع askamum.co.uk أن 24 % من الأمهات كنّ يقمن بتحديث المعلومات المنشورة خلال المخاض. تتابع كاثرين: «تعليقاتهن لا تقتصر على أخبارهن، بل هي أيضًا طريقة لنشر قصص وصور أطفالهن. وتقوم الأمهات من المشاهير بفعل هذا أيضًا». فقد كشفت كلوي كارداشيان عبر موقع تويتر أن شقيقتها كورتني تذوقت حليب صدرها، وتنشر جيمي أوليفر بانتظام صور طفلها، بادي بير، على شبكة iPhone الجديدة Instagram. فهل يمكن لكل هذه المعلومات عن أطفالنا أن تعرضهم للمشاكل في المستقبل؟
البقاء على اتصال
إن تحديث الحالة على صفحتك على فيسبوك بنشر الصور، أو طلب نصيحة حول كيفية جعل الطفل ينام أمر غريزي اليوم، بقدر ما كان الوقوف على سور الحديقة للتحادث مع جارتك أمرًا طبيعيًا بالنسبة لجيل أجدادنا. تقول جين والدة سمار التي تبلغ من العمر 8 أشهر: «تعيش والدتي في الخارج؛ لذا يساعدها هذا على أن تشعر أنها جزء من حياة ابنتي، ويمكنها الاحتفال بالمناسبات الصغيرة معنا، مثل تمكن طفلتي من الجلوس وحدها للمرة الأولى».
أمور قد تحصل
يكشفها لك خبير في مواقع الإعلام الاجتماعية أليكس كيلهر:
1 - يمكن للأشخاص الذين تتحدثين معهم على الإنترنت -الذين قد لا تعرفين العديد منهم معرفة جيدة- الوصول إلى معلومات وصور طفلك إذا كنت تنشرينها.
2 - قد يتمكن أصدقاؤهم من الوصول إليها أيضًا من خلال إعدادات الخصوصية «أصدقاء الأصدقاء».
3 - قد يفقد الكثير منا السيطرة على المعلومات الخاصة؛ فقط لأننا ننسى أين نحن.
4 - اعرفي أنه حالما يتم نشر شيء ما على الإنترنت من الصعب أو المستحيل إزالته، حيث يتم تخزين المعلومات كرمز على «خوادم» كبيرة.
5 - الصور التي تنشرينها الآن قد يتم الكشف عنها حين يصبح ابنك مدرسًا مثلاً أو حتى رئيسًا للوزراء.
الحذر
كانت جيهان، إحدى محبات موقع فيسبوك قبل وصول فيراس، واستمرت بنشر التعليقات بعد مولد ابنها. وهذا ساعدها على الاحتفاظ بهدوئها في الأسابيع الأولى. فقد كانت تنشر الصور، وتتحدث عن مشاعرها والأشياء الطريفة التي يفعلها فيراس. ولكنها عندما تلقت طلبات الصداقة من أشخاص تعرفهم بالكاد بدأت تشعر بالحذر بشأن الصور التي تنشرها. تعلّق جيهان: «لحسن الحظ، لم أنشر أي صورة لطفلي خلال الاستحمام، التي قد تجعلني أشعر بالقلق من الشاذين».
من يشارك ماذا؟
إذا كنت تحبين نشر قصص وصور طفلك على الإنترنت فلست وحدك التي تفعلين هذا، بل المشاهير أيضًا ومنهم:
ماريا كاري
غالبًا ما تنشر المغنية تعليقات على تويتر عن طفليها التوأمين، موروكان ومونورو. بل ولهما علامة تصنيف (hashtag) خاصة بهما هي #dembabies.
أونا هيلي
نشرت المغنية تعليقًا على تويتر عن كل شيء؛ من تسوقها لشراء أشياء لطفلها إلى حصص ما قبل الولادة خلال حملها.
آل بيكهام
نشرت فيكتوريا منتجاتها المفضلة للحمل، ومعلومات عن حياتها العائلية على موقع تويتر، وينشر ديفيد صوره المفضلة على فيس بوك. إلا أن الزوجين طلبا في الآونة الأخيرة إزالة صورة لأطفالهما تم استخدامها كبطاقة عيد الميلاد، وإرسالها إلى مجموعة مختارة من الصحافيين.
نصائح يرشدك إليها غراهام جونز، اختصاصي علم النفس الخبير في الإنترنت:
1 - قبل أن تنشري أي شيء، اسألي نفسك دائمًا، لو كنت على المسرح في استاد كبير، هل تريدين تشارك هذه المعلومات؟
2 – احذري، فأنت بعد 10 سنوات من حياة طفلك تكونين قد نشرت كل المناسبات أو المخاوف بشأنه، أي أنشأت هوية له للأشخاص الذين يقرؤون المعلومات، حتى زواجه ممن، أو الوظيفة التي تناسبه، وبهذا تكونين قد فسحت مجالاً للتزوير أو الجريمة.
3 – لا تجعلي طفلك الشاب يفقد ثقته بنفسه إذا اختلفت طموحاته عن تلك التي قمت بنشرها للعالم أجمع. وتوقعي مشاكل أخرى بعد خمس سنوات على الأقل.
4 - إذا قمت باتخاذ الخطوات اللازمة، يمكنك ضمان أن يطلع الأشخاص الذين تريدينهم فقط على حياة طفلك على الإنترنت، وعليك استغلال الفرص القائمة.