علاجات جديدة مساعِدة لمرضى السرطان تُبصر النور كل فترة؛ بهدف التخفيف عن المرضى معاناتهم من المرض، والعمل على تقوية دفاعاتهم المناعية؛ للمواجهة وإكمال مسيرة الشفاء.
بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، الذي صودف في الرابع من فبراير، أقام معهد نايف باسيل للسرطان، في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت وصندوق دعم مرضى السرطان، يوماً توعوياً تحت شعار الحملة العالمية "أنا قادر وسوف أفعل" (I Am and I Will). يهدف هذا الحدث إلى جعل المجتمع بأسره يدرك أهمية الدور الذي يلعبه الخيال والإبداع في تحسين صحة جميع المرضى، والحفاظ عليها، لا سيّما مرضى السرطان، وأن يتمّ تبني ودعم هذا التوجه.
أقيم الحفل في مبنى حليم وعايدة دانيال الأكاديمي والعيادي (Daniel ACC) وحضره عدد من مرضى السرطان وعائلاتهم، إلى جانب مجموعة من الأطباء المحليين والعالميين والاختصاصيين الصحيين من قطاعات مختلفة طبية، ومن قسم التمريض والصحة العامة، وممثلي عدد من المنظمات غير الحكومية البارزة هي: “TIES” و"أملنا" و"صندوق دعم مرضى السرطان" و"منظمة بلسم" و"برنامج الرعاية التلطيفية والداعمة" و"الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي" و"جمعية Revive" و"مركز سرطان الأطفال في لبنان".
الفنون والموسيقى لعلاج مرضى السرطان
وقال الدكتور علي طاهر، مدير معهد نايف باسيل للسرطان، في كلمته التي ألقاها خلال الحفل: "تتمحور إحدى المبادرات التي نقوم بها، حول تعزيز بيئة المركز الطبي لدينا، وتجربة المرضى من خلال المعارض والعروض الفنية. فعلى الرغم من أنه يُنظر إلى الفنون والعلوم في الكثير من الأحيان، على اعتبارهما قطاعين على طرفي نقيض، فإننا في معهد نايف باسيل للسرطان نعمل على تحقيق التقارب بين هذين المجالين؛ إذ تُعتبر الفنون الدولية في المسار الطبي بمثابة إعادة اكتشاف الروابط بين الجسم والعقل والروح، كما تجسّد الوحدة بين الفنون الإبداعية والطبية".
وتجدر الإشارة إلى أن معهد نايف باسيل للسرطان يقدم أحدث الخدمات الطبية، ويهدف إلى التخفيف من معاناة المريض أثناء رحلة الشفاء. والمركز يتطلع إلى الجمع بين الفنون والطب كنهجٍ جديد، سيؤدي إلى تعميم هذا التوجه في لبنان؛ من خلال اعتماد الفنون والموسيقى كعناصر أساسية في علاج مرضى السرطان.
مواجهة السرطان بقوة
"بالنسبة إلى المرضى، هذه رحلة فيها الكثير من الخصوصية والعمق والخوف. ويعاني الناس من رحلتهم هذه كل يوم، والأصعب من ذلك أن تمر هذه الرحلة في هذه الظروف وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد. ولكن، أستطيع أن أقول إن في هذا البلد جودة هائلة ومتعمقة، إن كان في هذه الجامعة أو في مراكز أخرى توفّر الرعاية والتعاطف لمرضى السرطان. لقد قال مايكل دوجلاس يوماً: (لم يستطع السرطان أن يجعلني أركع، بل جعلني أقف على قدميّ)، وفي اليوم العالمي للسرطان من المهم أن يساهم كل شخص، من خلال المجتمع أو من خلال العائلة، في كل ما من شأنه أن يساعد مرضى السرطان للوقوف على أقدامهم"، هو ما قاله رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتور فضلو خوري.
من جهته، اعتبر مدير المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتور زياد غزال، أن مرض السرطان يواصل العبث في كل منزل حول العالم، على الرغم من الإنجازات الهائلة التي تم التوصل إليها في مجال بحوث السرطان والعلاجات. وكلما نجحنا في فهم أسباب السرطان؛ أدركنا أننا بحاجة إلى المضي قدماً للقضاء على هذا المرض، واتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها أن تؤثر على المستقبل.
من جهتها، قالت رئيسة صندوق دعم مرضى السرطان ومؤسسته، هلا الدحداح أبو جابر: "لن أخذل يوماً الأشخاص الذين التزمت بمساعدتهم، ولن أستسلم ولن أترك اليأس يصيب أي مريض من مرضانا". مهمة هذه المبادرة الخيرية تتركز حول تقديم الدعم المالي والنفسي والاجتماعي لمرضى السرطان من البالغين، الذين لا يملكون الإمكانات المالية. كما يهدف الصندوق إلى رفع مستوى الوعي حول سبل الوقاية من السرطان ودعم البحوث المتقدمة.
كما أكدت الدكتورة رحاب نصر أن هذا الحدث ليس للاحتفال بالسرطان، بل لإحياء هذا اليوم؛ الذي نتحد فيه جميعاً لمواجهة مرض السرطان.
يُذكر أنّ هذا الحدث نُظِّم بالتعاون مع "جامعة دورهام" و"الجامعة اللبنانية الأميركية" و"المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى" وعدد من المنظمات غير الحكومية التي تعمل في هذا المجال، والتي تتبنى الحملة الدولية التي أطلقها "الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان" في الرابع من فبراير 2020، تحت شعار "أنا قادر وسوف أفعل" (I Am and I Will).