التخصص الدراسي المناسب يعني النجاح في الحياة الدراسية، والحياة العملية والحياة المهنية ترتبطان ببعض بشكل وثيق، ولذلك يجب أن نختار التخصص الذي نستطيع النجاح فيه.
وبحسب الخبيرة التربوية الدكتورة إبتهاج طلبة، يجب أن يكون التخصص الدراسي ملائماً وقريباً من اهتمامات الإنسان وميوله؛ فإذا قام بدراسة شيء له معرفة سابقة عنه، تسهل الدراسة عليه.
معايير اختيار التخصص المناسب
على الطالب أن يراعي معيارين أساسيين أثناء مرحلة البحث عن التخصص الجامعي:
المعيار الأول: القدرة
وهي أن تتمكن من ممارسة التخصص بتميز، بمعنى أن تكون لديك موهبة في مجال معين.
اختر التخصص الذي ترى أن لديك المقومات التي تجعلك ناجحاً فيه.
كيف تتعرف أن لديك القدرة في التخصص الذي تريد؟
أولاً: قم بتجربة اختبارات الشخصية أو اختبارات الميول المهني أو قياس الميول المهنية؛ فهي تخبرك ما هي نقاط قوتك وما التخصص الذي يلائم ميولك.
ثانياً: التجارب التي مررت بها مسبقاً أو ملاحظة الناس أنك تبدع وتتميز في شيء معين.
المعيار الثاني: المتعة
وهي أن تستمتع بدراسة التخصص في هذا المجال، وقد لا تتمكن من معرفة ذلك إلا بتجربة التخصص والخوض فيه عملياَ.
وهناك اختلاف كبير بين الرغبة والمتعة؛ فإن الرغبة تشعر بها قبل اختيار التخصص، وهي معيار كاذب ويعتمد على العاطفة، بعكس المتعة التي تتوجب عليك التجربة لتشعر بها.
أربع نصائح هامة عليك مراعاتها لاختيار التخصص المناسب
أولاً تعرف على نفسك
حتى تختار التخصص الصحيح، لا بد من أن تتعرف على نفسك وتستكشف ميولك واهتماماتك وتتعرف على طبيعة شخصيتك؛ لأنها ستمنحك المفتاح لمعرفة، ما المجالات التي ستتمكن من الإبداع والتميز فيها، العالم بحاجة إلى مبدعين عرفوا أنفسهم بشكل صحيح.
ثانياً: معرفة نقاط قوتك
أثناء بحثك عن التخصص، اعرف نقاط قوتك وضعفك والأشياء التي تستمتع بالقيام بها، وما هو شغفك واعرف جيداً ماذا تحب وماذا تكره؛ فبعد أن تكتشف شغفك استمر في هذا الطريق؛ لأن سر نجاحك فيما تحب.
ثالثاً: ابحث وتعرف على كافة التخصصات
ابدأ بالتعمق في معرفة كل تخصص وكل مجال، ابحث في تفاصيل كل تخصص كما لو أنك تتعرف إليه لأول مرة، وإياك أن تنصت لكلام الناس حول صعوبة أو سهولة دراسة التخصص، اِطّلع على التخصصات عن طريق قراءة الكتب أو مشاهدة دروس، أو سؤال الخريجين عن طبيعة التخصص، ولا مانع من أن تأخذ بنصائح الناس وتستمع إلى تجاربهم، ولكن لا تنس أن كلامهم يحتمل الصواب والخطأ، في النهاية أنت من تقرر ذلك.
تجنب التخمينات المسبقة مثل: الهندسة صعبة، الطب متعب، الإدارة تخصص نظري، وغيرها من الأحكام على التخصصات.
احذر أن يكون اختيار تخصصك مبنياً على أساس السمعة أو المجتمع أو الدرجات التي حصلت عليها، أو تختار التخصص بناء على رغبة الأهل أو ميول الأصدقاء وحديث الناس، هذه من الأسباب الكبيرة التي قد تضللك عن القرار الصائب.
أحياناً قد تضطر ألا تدرس ما تحب، ولكن إياك أن تدرس ما تكره، تخلص واستبعد ما تكره، ولكن احذر أن تقرر حبك أو كرهك للمواد بناء على الدرجات؛ فهي مقياس مضلل؛ لذلك أنت الشخص الوحيد القادر على معرفة ما هي المواد التي تستمتع فيها؛ حتى لو أثبتت الدرجات عكس ذلك.
احذر أن تسأل من حولك: ما هو التخصص المناسب لي، لا يوجد أحد يعرف ما هو التخصص المناسب لك سواك.
إذا كنت في حيرة ومتردداً بين أكثر من مجال، قم بتقسيم التخصصات إلى فئات، وداخل كل فئة التخصصات التابعة لها، واستبعد التخصصات التي لا تميل لها، وبعد أن تختار إحدى الفئات قارن بين التخصصات، وابحث عنها بشكل مفصل واختر التخصص الذي تراه مناسباً لك.
رابعاً: فكر في المهنة أكثر من التخصص
أثناء رحلة بحثك عن مهنة المستقبل، لا تكتفِ بانطباعك عنها أو انطباع من حولك؛ بل استكشف هذه المهنة بنفسك.
لا بد من مراعاة حاجة سوق العمل قبل اختيار التخصص الجامعي، حاول دائماً اختيار التخصصات التي تتيح لك العمل في عدة مجالات، وعلى الطالب أن يبحث عن التخصصات الحديثة والتي تحتل مكانة في سوق العمل مستقبلاً.
اقتناع الطالب بمهنته المستقبلية، سيجعله قادراً على تحمل متاعب الدراسة، فكر في نفسك بعد عشر سنوات من الآن.
لإبداء آرائكم والأفكار التي تودون تناولها في قسم «شباب وبنات»، راسلونا على الإيميل الخاص بالقسم:
shababwebanat@sayidaty. net
وسنقوم بالإجابة أو العمل على الموضوعات، في أقرب وقت من الإرسال.