حصلت المحامية اليمنية هدى الصراري، في جنيف، على جائزة مارتن إينالز للعام 2020، التي تعتبر من أرقى جوائز حقوق الإنسان في العالم، وذلك تكريماً لها على جهودها في كشف وجود سجون سريّة وعمليات تعذيب في بلدها.
والجائزة التي تأسّست في العام 1993، ويعتبرها كثيرون بمثابة «نوبل لحقوق الإنسان»، تمنحها عشر من أبرز المنظمات الحقوقية حول العالم، من بينها منظمة العفو الدولية (أمنستي) وهيومن رايتس ووتش، والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب واللجنة الدولية للحقوقيين.
وقالت الصراري (42 عاماً) إنّ «حصولي على جائزة مارتن إينالز للعام 2020 للمدافعين عن حقوق الإنسان يعني كل شيء بالنسبة لي. هذا الأمر يمنحني قوة كبيرة ويشجّعني على مواصلة الكفاح من أجل العدالة.. من الصعب للغاية أن أكون مدافعة عن حقوق الإنسان في اليمن، والأمر أكثر صعوبة بالنسبة للمرأة، في مجتمع يسيطر عليه الرجال، لابدّ لي من إثبات نفسي أكثر عشرة أضعاف من الرجل».
وأضافت: «أنا على ثقة بأنّ الجائزة ستلعب دوراً مهماً للغاية في تسليط الضوء على مصير ضحايا الاعتقال التعسّفي وسوء المعاملة والتعذيب في اليمن».
نضال مستمر
أوضح البيان أنّ المحامية اليمنية جمعت أدلّة على أكثر من 250 حالة سوء معاملة في هذه السجون.
وتبلغ القيمة المادية للجائزة، بالإضافة إلى قيمتها المعنوية الكبيرة، 50 ألف فرنك سويسري (47 ألف يورو).
على الرّغم من التهديدات وحملات التشهير والتضحيات التي عانت منها هي وعائلتها، فهي تواصل الكفاح إلى جانب أسر المفقودين.
وللمرة الأولى في تاريخها رشّحت للفوز بهذه الجائزة 3 نساء، هنّ إلى جانب «الصراري»: المكسيكية «نورما ليديزما» التي تكافح جرائم قتل النساء، والناشطة الجنوب أفريقية «سيزاني نغوباني» التي تدافع عن حقوق المرأة والسكان الأصليين.
من جهته قال رئيس لجنة التحكيم، «هانز ثولن»: «نهنّئ هدى على العمل الذي قامت به، ليس فقط في سياق الحرب الأهلية الحالية في اليمن، ولكن أيضاً في بلد لا تزال فيه النساء يناضلن من أجل التمتّع بحقوقهنّ المدنية والسياسية».
يذكر أن هدى الصراري، رئيسة مؤسسة دفاع للحقوق والحريات، هي خريجة جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية، تخصص شريعة وقانون.
ويذكر أن الجائزة، التي تعد من أرفع الجوائز في المجال، يتم تسليمها سنوياً باسم المؤسسة التي تحمل اسم البريطاني مارتن إينالز، والذي شغل منصب أول أمين عام لمنظمة العفو الدولية في الفترة من 1968 إلى 1980.
وفي نهاية كل عام، تعلن المؤسسة التي اتخذت من جنيف مقراً لها، عن قائمة مختارة تضم ثلاثة من المدافعين عن حقوق الإنسان من جميع أنحاء العالم، أفراداً أو هيئات، على أن يتم الاختيار النهائي وإعلان الفائز في مطلع العام الذي يليه.