هو قرار شخصي يعود على الحامل أو المرضع إن كانت واعية ومدركة للآثار الممكنة التي تترتب على صيامها وهي حامل أو إرضاعها لطفلها، وتبعاً للأعراض التي ستظهر عليها بعد اتخاذها قرار الصيام وهي حامل، أو الصيام وهي ما زالت ترضع طفلها، إضافة إلى شروط خاصة بصحة وقدرة الحامل والمرضع على التحمل، وكذلك عمر الجنين أو عمر الطفل الذي يستمد غذاءه من لبن ثدي الأم. معنا الدكتور عبد الحميد السبيلي أستاذ أمراض النساء والتوليد للحديث عن صيام الحامل، والدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال للحديث عن صيام المرضع وتوضيح الأمر في نقاط مبسطة.
صيام الحامل وشروطه
أجمع أساتذة الشريعة وأطباء النساء والتوليد على أن الحامل لا يلزمها الصيام إن كان هناك جهد ومشقة أو خافت على نفسها أو جنينها، ولكن إن لم يشق عليها الصيام ولا تخشى على ولدها فيجب عليها الصيام ولا يجوز لها أن تفطر؛ بمعنى عدم وجود أي مانع صحي أو طبي أو أي أعراض خطيرة.
حيث تمتنع الحامل عن الصيام حالة الإصابة بالسكري، التقيؤ الشديد خاصة خلال فترة الحمل الأولى، كما أن عدم انضباط ضغط الدم يعد عاملاً يمنع صوم الحامل أيضاً، أو لو كانت تعاني من أحد الأمراض المزمنة والتي تستوجب تناول دواء معين، أو تعاني من آلام المخاض المبكر وتتناول دواء لمنع الولادة المبكرة.
للصيام فوائد بدنية ونفسية وروحانية ولكن ..
نعم فوائد تحتاجها كل امرأة؛ لكن صيام الحامل يتوقف على سلامة حملها وجنينها وحالتها الصحية بعامة، الحامل لا تخلو من حالتين؛ أن تصوم لأنها نشيطة وقوية ولن تلحقها مشقة ولا تأثير على جنينها، والحالة الثانية: أن تفطر؛ لأنها غير محتملة للصيام لثقل حملها عليها، أو لضعف جسمها، أو أن هناك ضرراً على جنينها. هناك اتفاق على ألا يُؤثر الصيام على الحامل طالما كان حملها طبيعياً، لكن تظهر المشكلة بسبب وجود بعض الأمراض، أو إذا كانت من النساء اللاتي يعانين من المخاض المتكرر في حملها الحالي، أو تكون عانت منه في حمل سابق، وتُمنع الحامل من الصيام إذا كانت تتناول أدوية؛ في حين يمكن التنازل عن تناول الفيتامينات والحديد لمدة يوم واحد. احرصي على ألا تتعرضي لمجهود مضاعف سواء كان إرهاقاً أم جوعاً أم عطشاً شديداً؛ ليظل جسمك في حالة من التوازن الغذائي،وهو ما يصعب أثناء الصيام، خاصة في الصيف وطول فترة الصيام؛ حيث تحتاج الحامل لسعرات حرارية أكثر من الطبيعي وسوائل أكثر من الطبيعي. الشريعة الإسلامية لا تلزم الحامل بالصوم؛ إذ يمكنها قضاء ما فاتها من الصيام في وقت لاحق، أو تقديم كفارة الصوم، وهي وسيلة للتعويض عن الأيام التي لم تستطع صيامها بإطعام مسكين أو أكثر في كل يوم تفطره، ومن نوعية الطعام الذي تتناوله. يفضل عدم صيام الحامل في بداية فترة الحمل؛ حيث المعاناة من التقيؤ وفقد الكثير من السوائل لدرجة تعرضها للجفاف نتيجة لهبوط ضغط الدم الطبيعي في الحمل، والذي يؤدي للشعور بالوهن والتعب. أنسب فترة لصيام الحامل هي الأشهر الثلاث الوسطى، وأحياناً الأخيرة. إن كانت صحتها جيدة، وجسمها قوياً، وكانت أماً شابة، وذلك هو حملها الأول أو الثاني على الأكثر، عكس الأشهر الأولى؛ فهي الأشهر الأكثر صعوبة على صحتها وجنينها معاً.
نصائح لوجبة إفطار الحامل
النصيحة الأولى: تعجيل الوجبة والبدء بكوب ماء أو اللبن خالي الدسم، مع ثلاث تمرات صغيرات الحجم أو أي حبة فاكهة أخرى، تناول وجبة غذائية صحية متوازنة وشاملة كل الاحتياجات، تبدأ
الوجبة بتناول كوب من الشوربة لتهيئة المعدة وتنبيهها لاستقبال الطعام.
النصيحة الثانية: تناول المكملات الغذائية الضرورية، شرب السوائل بمعدل 2 - 3 لترات على الأقل يومياً، تناول عدة وجبات صغيرة في الفترة التي تلي وجبة الإفطار حتى حلول موعد السحور، مع الابتعاد عن المشروبات التي تحوي كافيين كالقهوة والمشروبات الغازية.
النصيحة الثالثة: تجنب المشروبات المحلاة والحلويات واستبدال الأغذية الغنية بالألياف كالفواكه والخضراوات بها، والابتعاد تماماً عن الأغذية المالحة والمخللات والمقالي والأغذية الدسمة أيضاً.
نصائح لوجبة سحور الحامل
تأخير السحور لفترة قريبة من موعد الإمساك، شرب كميات كافية من الماء، لا بد أن تحتوي الوجبة على الكربوهيدرات المعقدة التي تزود الجسم بالطاقة كالخبز الأسمر والحبوب الكاملة.
تناول البروتين الذي يؤخر الشعور بالجوع، وكذلك البيض والحليب ومشتقاته، والبقوليات، والحرص على تناول الخضار والفاكهة، والأغذية الغنية بالألياف والتي تقي من الإمساك وتمد الجسم بالمعادن.
الابتعاد تماماً عن الوجبات السريعة، والحلويات الغنية بالسكريات؛ لأنها تزيد من الشعور بالعطش والجوع في اليوم التالي، وأيضاً المخللات والأطعمة المالحة.
صيام المرضع وشروطه
بداية نقول: إن فترة النفاس مانعة من الصوم، ويجب الحفاظ على سلامة المرضع وتجنب أي ضرر قد يقع على الجنين نتيجة نقص السوائل عند الأم، وبالتالي ضعف إدرار اللبن، ولكن إذا أرضعت الأم طفلها بالزجاجة فيجب عليها الصوم؛ لأنها هنا تصبح مرضعة مجازاً لا حقيقة، ويحدث هذا إذا بلغ الطفل خمسة أشهر فما فوق، بحيث يتسنى له أن يتغذى من غير لبن ثدي الأم -خضراوات وفواكه- فإن الرضاعة الطبيعية لا تكون عذراً في الإفطار.
لا بد من مراعاة الحالة العامة للأم والرضيع، وكذلك مرحلة الرضاعة؛ فهي تحدد إمكانية صيام المرضع من عدمه؛ مثال: في الستة الأشهر الأولى لا ينصح نهائياً للمرضع بالصيام؛ لأن الطفل يعتمد في غذائه بشكل أساسي على لبن الأم، ولكن باستبدال بعض الرضعات الطبيعية بطعام خارجي يمكن هنا أن تصوم المرضع، يتوقف صيام المرضع إن شعرت بالدوخة، عدم الاتزان، صداع شديد، قلة كمية اللبن حتى لو كان الطفل يتناول طعاماً خارجياً، ولا بد أن يكون خوف الضرر على نفسها أو على رضيعها يثبت بالطب أو بالتجربة أو بغلبة الظن وليس مجرد الوهم والشك من جانبها.
عمر الطفل اعتبار أساسي
الطفل من 1 - 6 أشهر.. الرضاعة بالنسبة له تشكل النظام الغذائي الأساسي، والمرضع خلال الصيام تشعر بالجوع والعطش الشديدين وقد تتعرض لخطر الإصابة بالجفاف، مما يؤدي إلى شح كمية الحليب، ولهذا وجب التفكير بشأن قرار الصيام حالة معاناة المرضع من نقص إدرار الحليب.
الطفل من 6 أشهر إلى ما فوق: المعتاد أن تبدأ الأطعمة الصلبة في الدخول إلى وجباتهم، ويتعودوا عليها، لدرجة أنه من الممكن أن تحل الوجبة محل الرضاعة الطبيعية، وهنا يسهل على المرضع الجمع بين الرضاعة والصيام بسبب انخفاض وتيرة الرضاعة وقلة عدد مراتها.
لا بد من التذكر عند كل قرار: أن الرضيع يجب أن يحصل على الطعام الكافي في الوقت المناسب لنموه الطبيعي السليم جسدياً وذهنياً، وتمثل هذه الفترة 1000 يوم من الحياة، من بداية الحمل وحتى عمر السنتين؛ حليب الثدي يضم الفيتامينات والمعادن وأنزيمات ومضادات الأكسدة التي يحتاجها جسم الرضيع من أجل نموه.
تأثير الصيام على حليب الأم
بعض الأمهات المرضعات لا يجدن صعوبة في الصيام والرضاعة؛ فالمرضع تحافظ على نظام غذاء متوازن في ساعات ما بعد الصيام، وبالتالي يتكيف الجسم مع التغيرات ويمكنه أن ينتج ما يكفي من الحليب أثناء الصيام، بينما أخريات يواجهن صعوبة في فعل ذلك وربما شعرن بالجفاف ولكن انتبهي لو انخفضت الحفاضات عن المعدل الطبيعي وهو 6 - 7 حفاضات مع براز يومياً.
يبدو في صورة أن الطفل غير مرتاح ويبكي أكثر من المعتاد، مع فقدان للوزن وتأخر في النمو والتطور الحركي. فإن ظهر واحد أو أكثر من هذه المؤشرات فعليك استشارة الط.
تأثير الصيام على المرضع
عليها أولاً أن تأكل وتشرب جيداً، ولكن إذا لاحظت أن لون البول داكن، فهنا خوف من إصابتك بالجفاف!
وهناك أيضاً تغيرات فيزيولوجية مثل: الشعور بالنعاس وعدم التركيز والضعف، والعصبية والعدوانية، ومع هذه المشاعر يقل تواصل وتفاعل الرضيع مع أمه
.