تعدّ النجمة الكويتية هيا الشعيبي من الفنانات القلائل اللاتي استطعن أن يتركن بصمة مهمة في المشهد الفني كممثلة كوميدية من العيار الثقيل. تمكنت خلال سنوات أن تجد لنفسها موضع قدم بين الكبار، وأصبحت مطلوبة في العديد من الأعمال الفنية. وتخطت شهرتها حدود الخليج لتصل إلى الوطن العربي. هيا في هذه الظروف التي نعيشها جميعاً تتخذ مجموعة مهمة من الإجراءات الاحترازية ولديها أسلوب خاص في التعامل مع الأبناء. هيا أكدت في حوارها مع " سيدتي " أنها تمنع الزيارات الأسرية وتتواصل مع من تحبهم عبر تقنية "الفيديو كول". وكشفت أنها في زمن الكورونا، احتفت بعيد ميلاد نجلتها فاطمة مع زوجها وأبنائها وعاملات المنزل فقط ،عكس ما كنت تفعل من قبل، الشعيبي تحدثت أيضاً عن الأعمال الدرامية التي كان يفترض أن تتواجد بها خلال شهر رمضان وتوقف تصويرها وهنا تفاصيل أكثر.
كيف كانت ردة فعلك عندما تجاه تفشي فيروس كورونا؟
كنت أستعد للسفر إلى السعودية لاستكمال تصوير ما تبقى من مشاهد في أعمالي الدرامية الجديدة. ولم يكن الوضع حينها بهذا السوء الذي نشهده حالياً، صحيح أننا كنا متخوفين قليلاً عندما بدأ الفيروس بالتفشي في الصين مع أخذ الاحتياطات التقليدية التي نوّهت بها منظمة الصحة العالمية. فسافرت بالفعل إلى السعودية لاستكمال تصوير مسلسل "مليار ريال". وانتهزت فرصة الاستراحة لمدة أسبوع للعودة للكويت، ثم رجعت مجدداً للسعودية واستأنفت التصوير. وكانت الأمور طبيعية جداً. وفي أول توقف للتصوير، انتهزت الفرصة للذهاب إلى جدة للمشاركة في برنامج "كاربول كاريوكي" على أن أعود بعد ذلك للرياض من ثم أطير للكويت في استراحة لمدة 5 أيام، وأعود بعدها للرياض لاستئناف تصوير المسلسل. ولكن في نهاية تصوير البرنامج، تلقيت رسالة على هاتفي تفيد بإلغاء الحجز للكويت. وكانت صدمتي كبيرة، وما أن انتهى التصوير حتى عدت سريعاً للرياض وبدأت في إجراء اتصالات لأبحث عن رحلة أخرى للكويت. لا أستطيع تخيل الوضع وأنا بعيدة عن أبنائي الصغار وانهرت من البكاء، ومرّ الوقت علي بطيئاً حتى وجدت حجزاً إلى الأردن ومنه إلى الكويت. كانت رحلة يلفّها القلق والحزن على تطور الأحداث بهذه السرعة ، إلى أن وصلت للكويت وحلت عليّ السكينة لأنني أخيراً سوف ألتقي أبنائي.
هل خضعت لفحوصات طبية عند عودتك للكويت؟
وجدت إجراءات صارمة في المطار حيث كان هناك طبيب لقياس درجة حرارة كل راكب وتسجيل البيانات ولمست ترحاباً من جميع الفريق الطبي والشرطة. وكل من كان يعمل في المطار، كان يسعى لمدّ يد العون لنا ومساعدتنا. وما هي إلا أيام في الكويت حتى تسارعت وتيرة الأحداث بتعليق الطيران وإلغاء جميع الرحلات.
100 مشهد
هل تبّقى لك مشاهد في مسلسل "مليار ريال"؟
ما يقارب الـ 100 مشهد لم أصورها بعد ولا نعلم ما تحمله لنا الأيام المقبلة. العمل يناقش حياة أسرة فقيرة أمثّل فيها دور الأخت الكبرى، وتحدث مفارقة تتسبب في أن نرث مبلغاً مالياً ضخماً يقدّر بمليار ريال سعودي، لكننا لا نملك مالاً لتوكيل محامٍ يساعدنا في الحصول على الثروة، فنعمل أنا وإخوتي لتجميع أتعاب المحاماة، في إطار كوميدي خفيف. ويشاركني العمل عبدالمجيد الرهيدي، وعلي الحميدي، وخالد فراج، وميلا الزهراني، وعبدالمحسن الشمري، ووجنات رهبيني. المسلسل تأليف محمد الكندري، وإخراج أسد فولادكار.
وماذا عن واقع مسلسل " سينمائيات 2" الذي تصوّر أحداثه في الكويت؟
مع الأسف توقف المسلسل أيضاً على خلفية ما تشهده البلاد من أحداث. المنتج والفنان عبد العزيز المسلم احترم رغبة الدولة والإجراءات التي اتخذتها السلطات حفاظاً على صحة المواطنين، وآثر إيقاف التصوير في الوقت الراهن إلى أن تتضح الصورة. وللمصادفة الجميلة، إن العديد من الفنانين ممن شاركوا في الجزء الأول يشاركون به حالياً، منهم الفنان عبدالعزيز المسلم. كما يقود العمل الشمري، وهو نفس مخرج الجزء الأول. وخلال الكواليس، نستعيد الكثير من ذكرياتنا القديمة بالجزء الأول، فتعم الفرحة والمرح أجواء التصوير.
اسمي " بركات"
كان يفترض أن يشاهدك الجمهور في مسلسل "بركات"؟
بالفعل وأيضاً توقف التصوير. والعمل يتضمن مفارقة كبيرة، وهو "بركات"، اسمي بالعمل. ويتعامل معي الناس على أني رجل، فيكتشفون أني امرأة أحمل اسم رجل. وتدور العديد من المواقف الكوميدية خلال الأحداث، بمشاركة الفنانين مرزوق الغامدي وأغادير السعيد ووجنات رهبيني التي تلعب دور والدتي، وبشير الغنيم بدور أخي، إلى جانب شيرين الرفاعي. والمسلسل من تأليف علياء الكاظمي، وإخراج علي الشويفعي.
كيف تقضين وقتك حالياً بعد توقف جميع الأنشطة وفرض حظر تجول جزئي في الكويت؟
أمضيت أسبوعين تقريباً في المنزل مع أبنائي لا أخرج لأي مكان ولا أستقبل أحداً إلى أن قررت اصطحابهم إلى شاليه في منطقة الخيران. وهناك أيضاً كنت حريصة على عدم استقبال أي شخص حتى شقيقتي كنت أكتفي بالتواصل معها عن طريق "الفيديو كول" (محادثات الفيديو).
البعض يتساءل أين دور الفنان فيما نشهده حالياً من أحداث؟
لا أحد يستطيع أن ينكر أن للفنانين دوراً كبيراً وتوعوياً على سبيل المثال. وهناك العديد من الزملاء الذين شاركوا في حملات توعوية وفيديوهات. وأنا أيضاً حريصة على مشاركة جمهوري بعض المقاطع المصورة لتوعية المتابعين. أيضاً هناك إلهام الفضالة وطارق العلي قد شاركا في حملات التوعية.
وماذا عنك بشكل خاص؟
أحرص على مشاركة الجمهور بمقاطع مصورة بشكل يومي أحثّهم على البقاء في منازلهم وأطلعهم على آخر الأخبار والتوجيهات التي تصدرها الجهات المسؤولة وأيضاً بدأت أوجه المتابعين بالتبرع للأسر المتعففة في تلك الظروف ، وبادرت بالتطوع في الجهات المسؤولة عن تنظيم المتطوعين ولكن رُفِضتُ بسبب معاناتي من مرض السكري والضغط.
هل تلقيت دعوة للمشاركة في أحد الأعمال الفنية التي تدعم جهود الدولة معنوياً؟
نعم تلقيت دعوة للمشاركة في أوبريت "الكويت نعمة"، ولكن لتواجدي في منطقة الخيران لم أستطع تلبية الدعوة. ومشاركة زملائي النجوم في العمل تكفي.
التلاحم الأسري
على الصعيد الشخصي، كيف توجهين أبنائك في ظل تلك الظروف؟
رغم أنهم مازالوا صغاراً إلا أنني حريصة على إطلاعهم على تلك الأزمة وأعلّمهم الاحتياطات الصحية التي يجب أن يتخذوها من تعقيم مستمر وارتداء القفازات والكمامات وما إلى ذلك من أمور.
ولكن الأطفال قد يتمردون أو يصيبهم الملل؟
بالفعل، ولكن هناك واقع يجب علينا جميعاً أن نتعامل معه ونوفق ظروفنا مع الوضع الحالي. فعلى سبيل المثال صادف عيد ميلاد ابنتي الصغرى فاطمة قبل أيام واضطررت للاحتفال به مع أبنائي وعاملات المنزل وزوجي فقط، عكس ما كان يحدث كل عام حيث كنت أحجز قاعة كبيرة في فندق، وأدعو الجميع لمشاركتي هذه الفرحة.
ما هي نصائحك للجمهور في ظل ما نعيشه من أوضاع؟
يجب أن ننظر للأزمة من زاوية مختلفة. فعلى سبيل المثال، أعتبر ما نعيشه من أحداث فرصة لإعادة جسور التلاحم الأسري، ليلتئم شمل أفراد الأسرة الواحدة على طاولة الطعام، ونفتح قنوات للحوار بيننا جميعاً بعدما فرّقت مواقع التواصل بين أفراد الأسرة.
من أين تستقين معلوماتك؟
من وزير الصحة الكويتي الشيخ باسل الصباح. ولا ألتفت إلى أي شخص آخر يدّعي أنه على معرفة بما يدور حالياً من أحداث. نحن نعيش وضعاً استثنائياً يجب أن نحذر ونستقي المعلومات من مصادرها.
ما رأيك في العديد من المبادارات التي انتشرت أخيراً؟
أنا مع أي مبادرة من شأنها تخفيف الأعباء عن الجميع في ظل تضرر الاقتصاد وتأثر العديد من الشركات وانعكاس ذلك على العاملين فيها.
هل تأثرت الدراما بأزمة كورونا؟
بالفعل. وهناك العديد من المنتجين احترموا القانون وأوقفوا التصوير وتكبدوا خسائر كبيرة. وهناك من أنفق أموالاً طائلة. وجاءت صدمة الإيقاف لتطيح بمشاريع عدة. وأتمنى لو أن هناك آلية لاستئناف التصوير.
برأيك، هل تنعكس الأزمة الحالية على دراما رمضان 2020؟
أعتقد ذلك خصوصاً وأننا نتابع كل يوم قصصاً مأساوية.
أنا أم شرقية بكل معنى الكلمة
ما بين الالتزام الأسري والعمل الفني كيف تنظمين وقتك؟
إنها مسؤولية كبيرة. وبمرور الوقت تتعاظم المسؤولية وتستدعي مني انتباهاً أكثر ومحاولة للعدل ما بين تلبية طلبات الأسرة وتقديم واجبي تجاه الجمهور ، لديّ من الأبناء أربعة فاطمة وفهد وسكينة وجمال. وجميعهم يميزهم خفة الدم والكوميديا التي يبدو أنها متوارثة. وأنا أحدثك الآن أستدعي حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقي كأم مطلوب منها التنسيق بين احتياجات المنزل ومتطلبات الأبناء وتنظيم يومي الذي أشتغل خلاله بالتصوير أو بروفات المسرحيات أو السفر مع فريق عمل المسرحية أو متابعة شركة الإنتاج التي دشنتها أخيراً، وهنا يجب أن أوضح جزئية متعلقة بكل أسرة عربية، فمسؤولية المنزل لا تعني الأبناء فقط لأن الزوجة أيضاً مسؤولة عن زوجها ومتطلباته.
هل تختلف شخصيتك كفنانة عنها في المنزل خصوصاً عند تعاملك مع الأبناء؟
تماماً ، أصبح أماً شرقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى أخاف عليهم وأوجههم وقد أضربهم إذا حدث وأخطأ أحدهم. وعلى النقيض دائماً فزوجي هاني الطباخ هو هادىء ويرفض استخدام القوة الغاشمة مع الأبناء.
ما مصير برنامج " فانوس هيونة" في رمضان؟
البرنامج متواصل، لكن مع كل موسم جديد نسعى إلى تقديم شيء مختلف، لتتم استضافة فنانين لم يشاركوا من قبل. أما الديكور، فسيكون ثابتاً، ويتضمن ألعاباً ومسابقات مثيرة، حيث جرى تحديثه العام الماضي، وحظي بإعجاب كبير من الجمهور، كما نسعى ليشاركني بالتقديم أحد الفنانين، وبالتالي سيتم تعديل اسم البرنامج، ليحمل اسمينا في حال تم هذا التغيير الذي يجري دراسته حالياً مع المخرج محمد عز، وسيعرض البرنامج في 12 صباحاً عبر شاشة قناة atv.
