يعرّف نقصان الوزن في شهر رمضان للحامل بأنه انخفاضٌ في وزن الجسم بسبب عوامل إرادية تشمل اتباع نظام غذائي، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو بسبب الصيام ، أو نتيجة لعوامل خارجة عن الإرادة؛ كالإصابة بمرض ما، وأغلب حالات إنقاص الوزن هي لفقدان الدهون في الجسم، ولكنّ انتبهي فقدان الوزن بشكل شديد قد يؤدي إلى نفاد البروتينات والمواد الأخرى في الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة الحمل فمن المهم زيادة الوزن بالمقدار الطبيعي لمساعدة الطفل على الحصول على ما يكفي من المواد الغذائية للنمو والتطور، وفي حال عدم اكتسابها لهذا الوزن فقد يولد طفل صغير الحجم، أو غيرها من المشاكل الصحية. عن مشكلة نقص وزن الحامل في رمضان وبالتالي نقص وزن الجنين، يحدثنا الدكتور بهاء حماد استشاري أمراض النساء والتوليد بالجامعة.
نقص الوزن أثناء فترة الحمل
أثبتت الدراسات عدم وجود آثار سلبية لصيام الحامل على صحتها ووزنها ووزن الجنين ونموه أيضاً، مادام الحمل يسير بشكل طبيعي والحامل تتمتع بصحة جيدة، ولكن الضرر الأكبر يتضح في نقص وزن الحامل مع الصيام، أو نتيجة لمحاولتها اتباع حمية خاصة لخفض وزنها، مما يؤثر على وزن الجنين؛ لتصبح المعالجة الطبية المقترحة بعد ذلك تناول الحامل 300 سعرة حرارية إضافية كل يوم لإنقاذ الجنين الناقص الوزن بسبب سوء التغذية، مع الإكثار من شرب الماء ولا سيما اللبن الرائب والزبادي، كل هذا تحت إشراف الطبيب؛ حتى لا تصابي بالبدانة وليكون وزن الطفل طبيعياً
يختلف معدل زيادة وزن المرأة الحامل نتيجة عدة عوامل تختلف بتغير ظروف الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ نقص وزن المرأة الحامل أثناء فترة الحمل يعتبر أمراً غير اعتياديٍ، ويجب مناقشة أسبابه مع الطبيب المتابع ، إذ إنّ بعض الأعراض المبكرة للحمل قد تجعل المرأة تفقد القليل من الوزن في البداية، لكن
مع تقدم الثلث الأول من الحمل، فمن المفترض أن تكتسب الحامل بضعة كيلوغرامات كحد أدنى، إلا أنّ هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لنقصان وزن المرأة الحامل خلال فترة الحمل
أسباب نقص وزن الجنين والحامل
نقص وزن الجنين يرتبط إلى حد كبير بسوء تغذية الحامل، أو لمشكلات سابقة للأم كالإجهاض وغيرها، أو لمشكلة في المشيمة تجعل الجنين لا يحصل على الغذاء والأكسجين اللازم، إضافة إلى تسمم الحمل ، أما نقص وزن الحامل فغالباً ما يكون بسبب غثيان الصباح، وتُعرف هذه الحالة بالمعاناة من الغثيان والتقيؤ خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، ويحدث ذلك لدى العديد من النساء في هذه الفترة، وتعتبر جزءاً طبيعياً من الحمل الصحي، وعلى الرغم من أنّ اسمها محدد بوقت الصباح إلا أنّها قد تحدث في أيِّ وقت خلال اليوم وفي الليل
وتبدأ هذه الحالة عادةً في حوالي الأسبوع السادس من الحمل، وتصل إلى ذروتها بقرابة الأسبوع التاسع، وتختفي في ما بين الأسبوع الـ16 إلى 18، ولكن هذه الحالة تُعدُّ غير طبيعية عندما تصبح بدرجة شديدة لدرجة أن تتقيأ المرأة باستمرار وتصل لعدة مرات في اليوم، ويؤدي غثيان الصباح الشديد إلى فقدان الوزن، والسوائل، وحمض المعدة أثناء القيء، بالإضافة إلى الجفاف، وحدوث خلل في الجسم
وإذا لم تتلق المرأة الحامل العلاج المناسب، فقد يؤدي ذلك إلى العديد من المضاعفات، بما في ذلك فشل الأعضاء، والتداخل مع صحة المرأة وقدرة طفلها على النمو، والولادة المبكرة، مع إمكانية تداخل أعراض الحمل مع الأكل وذلك في المراحل الأولى في الحمل، وعلى الرغم من أنّ هذه الأعراض لا تسبب فقدان الوزن بشكل مباشر إلا أنّها قد تؤدي إلى تناول المرأة عدداً قليلاً من السعرات الحرارية بشكل يومي
ويُعدُّ فقدان الوزن هو أحد علامات التحذير من الإجهاض، إذ من المرجح أن تحدث حالات الإجهاض في الأسبوع الثالث عشر من الحمل، كما أنّ هناك العديد من الأعراض الأخرى التي قد تشير أيضاً إلى حدوث الإجهاض، ولا يجب أن ننسى أن بعض الحوامل يستعنّ بالحمية الغذائية التي تتعلق بالنظام الغذائي المتوازن أثناء الحمل؛ حيث إنّ تناول الخيارات الصحية قد يُخفض بضعة كيلوغرامات.
لا يُوصى باتباع الحمية
خاصة التي تقلل من السعرات الحرارية، أو تُحاول فيها الحامل إنقاص وزنها؛ إذ إنّ هذا الهدف أثناء الحمل يُعدُّ خطراً على المرأة الحامل وطفلها، خاصةً إن كانت تتبع نظام التخفيف من العناصر الغذائية المهمة، مثل: الحديد، والفيتامينات، والمعادن الهامة الأخرى
في حالة فقدان الوزن أثناء الحمل فإنّ الطفل سيستهلك العناصر الغذائية التي يحتاجها من مخازن جسم المرأة الحامل مما يسبب خطراً على صحة المرأة الحامل وزيادة تعرضها للعدوى والشعور بالتعب المستمر، وبالرغم من ذلك فإنّ النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة ينصحنَ بعدم زيادة الوزن بشكل مفرط أثناء الحمل.
القيء المفرط الحملي يُعدُّ أسوأ بكثيرٍ من غثيان الصباح، وتبدأ أعراضه عادة ما بين الأسبوع الخامس والعاشر من الحمل، وينتهي في الأسبوع العشرين من الحمل، ومن أعراضه فقدان الوزن، ومن الممكن السيطرة على الحالات الخفيفة منه عن طريق إجراء تغيرات في النظام الغذائي.
ومن الممكن هنا اللجوء إلى الراحة واستخدام مضادات الحموضة، وفي الحالات الشديدة فقد تكون هناك حاجة إلى العلاج بواسطة متخصص، أو الدخول إلى المستشفى ليتمكن الأطباء من تقييم الحالة، ومنح العلاج المناسب
علاج نقص الوزن أثناء الحمل
أولاً: لعلاج ما يعرف بغثيان الصباح الشديد الذي يسبب نقص الوزن، ينصح بالتدخل الطبي بسبب شدة الحالة، بالإضافة إلى تجنب تناول الطعام عن طريق الفم لفترة قصيرة لراحة الجهاز الهضمي، ولا مانع من استخدام السوائل الوريدية، مع استهلاك المرأة الحامل للفيتامينات والمكملات الغذائية
ثانياً: استهلاك دواء لإيقاف التقيؤ إما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد، وذلك في حال لزم الأمر. تناول الأطعمة التي تحتوي على الزنجبيل أو تناول مكملات فيتامين ب6 وذلك في حال أوصىالطبيب بذلك للمساعدة على تخفيف الغثيان بالإضافة إلى تناول وجبات صغيرة بشكل متكرر، وشرب كمية كبيرة من السوائل عند عدم الشعور بالغثيان، وتجنب الأطعمة الغنية بالتوابل والدهون، وتناول وجبات خفيفة عالية بالبروتين
ثالثاً: التحدث إلى الطبيب المعالج في حال شعور الحامل بالقلق أو الاكتئاب نتيجة لحالتها مما قد يساعد على التغلب على هذا الشعور، ومن المعروف أنه لا توجد وسيلة واحدة لزيادة الوزن عند الحامل؛ إذ إن المعدل الطبيعي لزيادة الوزن من الأمور التي يصعب تحديدها لجميع النساء الحوامل، وتعتمد زيادة الوزن المناسبة للمرأة الحامل على عدة عوامل، بما في ذلك وزن ما قبل الحمل، والوزن أثناء الحمل بالكيلوغرام.
نصائح لزيادة طبيعية في الوزن أثناء الحمل
يجب اتباع نظام غذائي متوازن لزيادة وزن الحامل بشكل صحي وطبيعي؛ اختيار الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية المناسبة لاحتياجات المرأة الحامل، والتي تحتوي على الدهون الصحية، والمعادن، والفيتامينات، والألياف، وفيما يأتي بعض النصائح للحصول على نظام صحي متوازن.
· تناول الأرز والخبز والحبوب الكاملة؛ حيث إنّها تزوّد الجسم بالكربوهيدرات التي توفر الطاقة لنمو الطفل.
· تناول الخضروات والفواكه؛ حيث إنّها تحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات، والمعادن المفيدة، مثل: فيتامين أ، وفيتامين ج، والبيتا كاروتين، ومجموعة فيتامين ب، وغيرها.
· تناول الزبادي؛ لاحتوائهِ على البروتين، والكالسيوم، والفسفور، ويمكن استهلاك اللبن الخالي من الدهون للحد من الكولسترول والسعرات
نحو غذاء صحي آمن
· تناول ما يتراوح مقداره بين 20 إلى 35 غرامًا من الألياف يوميًا للمساعدة على الوقاية من الإمساك، والبواسير، ويمكن الحصول عليها عن طريق أكل الحبوب الكاملة، والخضروات، والبقوليات، والفواكه.
· إضافة الأطعمة التي تحتوي على دهون صحية، مثل: زيت الزيتون، والأفوكادو، إذ إنّ هذه الأطعمة توفر أنواع الدهون المناسبة لنمو دماغ طفل.
· استهلاك ما لا يقل عن ثمانية أكواب من السوائل في اليوم خلال فترة الحمل، حيث إن الماء يقلل من خطر الإمساك والبواسير، بالإضافة إلى أنّ زيادة تدفق البول يقلل من عدوى الجهاز البولي.
· تناول الأغذية الغنية في البروتين؛ حيث إنّه يُوصَى باستهلاك ما بين 75 إلى 010 غرامٍ يوميًا من البروتين، ومزيد من البروتين إذا كان الحمل يمثل خطورة، أو إذا كانت الحامل تعاني من نقص في الوزن