"صيام العصافير" سلوك تربوي يتبعه الأهل مع أبنائهم منذ القدم، فهو يبعث البهجة في نفوس الأطفال والقصد منه التدرج في الصوم على ألا يتم إجبار الطفل على الصيام من باب التباهي أمام العائلة والآخرين وضرورة مراعاة قدرات الأطفال العمرية والصحية على تحمل عدد ساعات الصيام.
وللحديث أكثر عن هذا الموضوع التقت "سيدتي نت" بالمستشارة الأسرية شيماء جيلاني (ماجستير توجيه وإصلاح أسري) فقالت:
إن التربية الدينية والتنشئة الاجتماعية من أهم وظائف الأسرة ومع قرب شهر رمضان المبارك تستعد الأسرة لاستقبال الشهر الكريم شهر الرحمة والروحانية بالعديد من المظاهر، فيشعر جميع أفراد الأسرة بالحماس لصيامه وقيامة خاصة الأطفال الصغار عندما يشاهدون ذويهم، وهناك بعض الاطفال الذين يصومون لأول مرة.
نقاط يجب على الوالدين أخذها في الاعتبار عند صيام أطفالهم:
- التشجيع
عند ابداء الأطفال حماسهم للصيام يجب علينا تشجيعهم وعلى الوالدين تهيئة أطفالهم ودعمهم لخوض هذه التجربة من خلال تزويدهم بالمعلومات عن الصيام وأثره وفضله وغيرها من المعلومات الدينية وقصص الصحابة التي تزيد من معرفتهم وتجعلهم مستعدين لخوض هذه التجربة.
- الحوار
يجب أن نجيب على أسئلة الطفل عن الصيام ولماذا نصوم بلغة سهلة بسيطة تناسب عمره فالإجابة عن اسئلته سوف تزيد من حماسة.
- الصيام التدريجي:
الاتفاق مع الطفل حول الصيام التدريجي، كذلك يجب الاتفاق على الأيام التي يصومها وتوضيح أنه في مرحلة تدريب وسوف يكون له أجر ذلك، ولا شيء عليه في حال لم يستطع إكمال صيامه. كذلك تحديد عدد ساعات الصيام اليومية حيث أن صيام الأطفال الأقل من 10 سنوات قد يؤثر على وزنهم نموهم.
صحة الطفل
يجب التأكد من أن الطفل لا يعاني من أي مشاكل صحية ويجب استشارة الطبيب لحماية صحته، كذلك الحرص على تناول الطفل لوجبة السحور والفطور وأن يحصل على ساعات نوم كافية.
الروتين اليومي
تشجيع الطفل على أن يكون له روتين يومي يشمل جميع الجوانب فيكلف بمهام يومية يقوم بها سواء للعب أو القراءة أو المساعدة في اعداد سفرة الفطور أو السحور، كذلك سؤاله عن الأطباق المفضلة لديه التي يحب تناولها.
كما أنه يجب على الوالدين تجنب الآتي
- إلزام الأطفال واجبارهم على الصيام لما له من تبعات سلبية على سلوكهم مستقبلاً.
- عدم التهكم والسخرية والتشهير بالطفل أمام الآخرين في حال عدم قدرته على اكمال الصيام.
- عدم مقارنة الطفل بأقرانه لما له من أثر سلبي على نفس الطفل.
- الغضب من الطفل أو توبيخه أو تهديده فجميعها تزرع فيه النفور من الصيام.
- التقليل من انجازه فهذا سيشعره بالإحباط وعدم تقدير الذات وقد يدفعه لتجنب الصيام أو الادعاء بأنه يصوم وهو يفطر.
أخيراً يجب على الوالدين معرفة أن الهدف من صوم الطفل هو التدريب فقط، لذلك يجب عليهم الاستمتاع بهذه التجربة مع طفلهم وتشجيعهم واعطاؤهم النصائح والتوجيهات التي تزيد من حبهم لهذه الفريضة وتوثيق الحدث بالصور أو الكتابة لتبقى ذكرى لديهم.